الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
189 - أخبرنا إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا سعيد، قال: سمعت ابن المبارك، عن محمد بن إسحاق بن يسار قال: حدثني صدقة بن يسار، عن عقيل بن جابر، عن جابر قال: "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع، فأصاب رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين، فلما أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا، وجاء زوجها، وكان غائبا، فحلف أن لا ينتهي حتى يهريق دما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم، [ ص: 169 ] فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلا، فقال: "من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه "؟ فانتدب رجل من المهاجرين، ورجل من الأنصار، فقالا: نحن يا رسول الله. قال: "فكونا بفم الشعب   ". قال: فكانوا نزلوا إلى شعب من الوادي، فلما خرج الرجلان إلى فم الشعب، قال الأنصاري للمهاجري: أي الليل أحب إليك أن أكفيكه، أوله أو آخره؟ قال: اكفني أوله. قال: فاضطجع المهاجري، فنام، وقام الأنصاري يصلي قال: وأتى الرجل، فلما رأى شخص الرجل، عرف أنه ربيئة القوم، فرماه بسهم فوضعه فيه، فانتزعه، فوضعه، وثبت قائما، ثم رماه بسهم آخر، فوضعه فيه، فنزعه، فوضعه، وثبت قائما، ثم عاد له بثالث، فوضعه فيه، فانتزعه، فوضعه، ثم ركع وسجد، ثم أهب صاحبه، فقال: اجلس، فقد أثبت. فوثب، فلما رآهما الرجل، عرف أنه قد نذروا به فهرب، فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال: سبحان الله، ألا أنبهتني أول ما رماك، قال كنت في سورة أقرؤها، فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها، فلما تابع علي الرمي، ركعت، [ ص: 170 ] فأذنتك وايم الله، لولا أني خشيت أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها".

التالي السابق


الخدمات العلمية