[ ص: 1360 ] سياق  
ما روي في بيعة  أبي بكر  وترتيب الخلافة وكيفية البيعة   
2436 - أخبرنا  محمد بن الحسن الفارسي  قال : أنا  أحمد بن سعيد الثقفي  قال : نا   محمد بن يحيى الذهلي  قال : نا  عبد الرزاق  قال : أنا  معمر  ، عن   الزهري  ، عن   عبيد الله بن عبد الله  ،  عن   ابن عباس  قال : كنت أقرئ   عبد الرحمن بن عوف  في خلافة  عمر  ، فلما كان في آخر حجة حجها ونحن  بمنى   ، أتاني   عبد الرحمن بن عوف  منزلي عشاء فقال : لو شهدت أمير المؤمنين اليوم ، وأتاه رجل فقال : إني سمعت فلانا يقول : لو قد مات أمير المؤمنين ، لقد بايعت فلانا؛ فقال  عمر     : إني لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الرهط الذين يريدون أن يغتصبوا المسلمين أمرهم قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن الموسم مجمع رعاع الناس وغوغائهم ، وإنهم الذين يغلبون على مجلسك ، وإني أخشى إن قلت اليوم مقالة أن يطيروا بها كل مطير ، ولا يعوها ، ولا يضعوها على مواضعها ، ولكن أمهل يا أمير المؤمنين حتى تقدم  المدينة   فإنها دار الهجرة والسنة ، وتخلص  بالمهاجرين   والأنصار   ، فتقول ما قلت متمكنا ، فيعوا مقالتك ، ويضعوها على مواضعها .  
فقال  عمر     : أما والله إن شاء الله لأقومن بها في أول مقام أقومه  بالمدينة      .  
قال : فلما قدم  المدينة   وجاء يوم الجمعة ، هجرت لما حدثني   عبد الرحمن بن عوف  ، فوجدت   سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل  قد سبقني بالتهجير جالسا إلى جنب المنبر ، فجلست إلى جنبه تمس ركبتي ركبته ،      [ ص: 1361 ] فلما زالت الشمس خرج علينا  عمر     .  
قال : فقلت وهو مقبل : أما والله ليقولن أمير المؤمنين على هذا المنبر اليوم مقالة لم تقل قبله .  
قال : فغضب   سعيد بن زيد  فقال : وأي مقالة يقول لم يقل قبله ؟ قال فلما جاء  عمر  المنبر أخذ المؤذن في أذانه ، فلما فرغ المؤذن من أذانه قام  عمر  فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فإني أريد أن أقول مقالة قد قدر لي أن أقولها ، لا أدري لعلها بين يدي أجلي ، فمن وعاها وعقلها وحفظها ، فليحدث بها حيث تنتهي راحلته ، ومن خشي أن لا يعيها فإني لا أحل لأحد أن يكذب علي .  
إن الله بعث  محمدا   بالحق ، وأنزل معه الكتاب ، فكان فيما أنزل آية الرجم ، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، وإني خائف أن يطول بالناس زمان ، فيقول قائل : والله ما نجد الرجم في كتاب الله؛ فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، ألا وإن الرجم حق على من زنى إذا أحصن ، وقامت البينة أو كان الحمل والاعتراف .  
ثم قد كنا نقرأ : لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم .  
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "  لا تطروني كما أطرت النصارى  عيسى ابن مريم؛   فإنما أنا عبد الله ، فقولوا : عبد الله ورسوله     " .  
ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول : لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلانا ، فلا يغترن امرؤ أن يقول : إن بيعة  أبي بكر  كانت فلتة ، وقد كانت كذلك إلا أن الله تعالى وقى شرها ، وليس منكم من تقطع إليه الأعناق مثل  أبي بكر؛  فإنه كان خيرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم . إن  عليا  ،  والزبير  ، ومن معهما تخلفوا عنا في بيت  فاطمة  ، وتخلفت عنا  الأنصار   بأسرها في سقيفة  بني ساعدة   ، واجتمع  المهاجرون   إلى  أبي بكر  ، فقلت : يا  أبا بكر  انطلق      [ ص: 1362 ] بنا إلى إخواننا من  الأنصار   ، فانطلقنا نؤمهم ، فلقينا رجلين صالحين من  الأنصار   قد شهدا  بدرا   فقالا : أين تريدون يا معشر  المهاجرين ؟   فقلنا : نريد إخواننا هؤلاء من  الأنصار   قالا : فارجعوا ، فاقضوا أمركم بينكم ، فقلت : والله لنأتينهم فأتيناهم ، فإذا هم مجتمعون في سقيفة  بني ساعدة   بين أظهرهم رجل مزمل ، فقلت : من هذا ؟ قالوا :   سعد بن عبادة  ، قلت : وشأنه ؟ قالوا : هو وجع . قال : فقام خطيب  الأنصار   ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد ، فنحن  الأنصار   ، وكتيبة الإسلام ، وأنتم معشر  قريش   رهط منا ، وقد دفت إلينا منكم دافة ، فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ، ويحضنونا من الأمر .  
وقد زورت في نفسي مقالة ، وكنت أريد أن أقوم بها بين يدي  أبي بكر  ، وكنت أداري من  أبي بكر  بعض الحدة ، وكان أوقر مني وأحلم فلما أردت الكلام قال : على رسلك ، فكرهت أن أعصيه ، فحمد الله  أبو بكر  ، وأثنى عليه ، ثم قال : والله ما ترك كلمة كنت زورتها إلا جاء بها أو بأحسن منها في بديهته ، ثم قال : أما بعد ، فما ذكرتم فيكم من خير يا معشر  الأنصار   ، فأنتم له أهل ، ولم تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من  قريش   ، وهم أوسط العرب دارا ونسبا ، وإني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين ، فبايعوا أيهما شئتم ، وأخذ بيدي ، وبيد   أبي عبيدة بن الجراح  قال : فوالله ما كرهت مما قال شيئا غير هذه الكلمة ، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك إلى إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم  أبو بكر     .  
فلما قضى  أبو بكر  مقالته قام رجل من  الأنصار   ، فقال : أنا جزيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، منا أمير ، ومنكم أمير يا معشر  قريش   وإلا أحلنا الحرب بيننا وبينكم جذعة .  
قال :  معمر  عن  قتادة     : فقال   عمر بن الخطاب     : إنه لا يصلح  سيفان   [ ص: 1363 ] في غمد واحد ، ولكن منا الأمراء ، ومنكم الوزراء .  
قال   الزهري  في حديثه : فارتفعت الأصوات بيننا ، وكثر اللغط حتى أشفقت الاختلاف ، فقلت : يا  أبا بكر  ابسط يدك أبايعك . قال : فبسط يده فبايعته ، وبايعه  المهاجرون   ، وبايعته  الأنصار   قال : ونزونا على  سعد  ، حتى قال قائل : قتلتم  سعدا  قال : قلت : قتل الله  سعدا  ، وإنا والله ما رأينا فيما حضرنا من أمرنا أمرا كان أقوى من مبايعة  أبي بكر  خشينا إن فارقنا القوم أن يحدثوا ببيعة بعدنا ، فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى ، وإما أن نخالفهم ، فيكون فسادا ، فلا يغرن امرأ أن يقول : إن بيعة  أبي بكر  كانت فلتة ، فقد كانت كذلك غير أن الله وقى شرها ، وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق مثل  أبي بكر  ، فمن بايع رجلا عن غير مشورة من المسلمين ، فإنه لا يبايع له ولا هو ، ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا .  
قال   الزهري     : وأخبرني  عروة  أن الرجلين اللذين لقياهما من  الأنصار   عويمر بن ساعدة  ،   ومعن بن عدي  ، والذي قال : أنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب  حباب بن المنذر     . أخرجه   البخاري  ومسلم     .  
2437 - أنا  عبد الله بن مسلم  بن  يحيى  قال : أنا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا  أحمد بن الوليد السالمي  قال : نا   إسماعيل بن أبي أويس     \ح\ :  
2438 - وأنا  عبد الرحمن بن عمر  قال : أنا  محمد بن أحمد بن يعقوب  قال : نا جدي  يعقوب  قال : حدثني   إسماعيل بن أبي أويس  قال : نا   سليمان بن بلال  ، عن   هشام بن عروة  قال : أخبرني  عروة  ،  عن  عائشة     :  
 [ ص: 1364 ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ،  وأبو بكر  بالسنح فقام  عمر  فقال : والله ما مات رسول الله . قال  عمر     : ما كان يقع في نفسي إلا ذاك ، وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم . فجاء  أبو بكر  فكشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله وقال : بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا ، لا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا . ثم خرج فقال : أيها الحالف ، على رسلك . فلما تكلم  أبو بكر  جلس  عمر  ، فحمد الله  أبو بكر  وأثنى عليه ثم قال : ألا من كان يعبد  محمدا   فإن  محمدا   قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال :  إنك ميت وإنهم ميتون   ، وقال :  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين   ، فنشج الناس ، واجتمعت  الأنصار   إلى   سعد بن عبادة  في سقيفة  بني ساعدة   فقالوا : منا أمير ومنكم أمير ، فذهب إليهم  أبو بكر  ،   وعمر بن الخطاب  ،  وأبو عبيدة  ، فذهب  عمر  يتكلم فأسكته  أبو بكر  ، وكان  عمر  يقول : والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما وأعجبني خشيت أن لا يبلغه  أبو بكر  ، ثم تكلم  أبو بكر  فتكلم أبلغ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأمراء وأنتم الوزراء ، فقال  الحباب بن المنذر     : والله لا نقبل أبدا ، منا أمير ومنكم أمير ، فقال  أبو بكر     : لا ، ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء؛ هم أوسط العرب دارا وأعزهم أحسابا ، بايعوا  عمر  أو  أبا عبيدة     . فقال  عمر     : بل نبايعك أنت ، فأنت سيدنا وخيرنا ، وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخذ  عمر  يده فبايعه وبايعه الناس قال قائل : قتلتم   سعد بن عبادة  فقال  عمر     : قتله الله واللفظ  ليعقوب     .  
أخرجه   البخاري  عن  إسماعيل     .  
 [ ص: 1365 ]    2439 - أنا  أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن  قال : أنا   عبد الرحمن بن أبي حاتم  قال : نا  أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد  قال : نا   يحيى بن آدم  قال : حدثني  حميد بن عبد الرحمن الرواسي  ، عن  سلمة بن نبيط الأشجعي  ، عن  نعيم يعني ابن أبي هند  ، عن  نبيط ، يعني ابن شريط  ،  عن  سالم بن عبيد  ، وكان رجلا من  أهل الصفة   قال :  
أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال : حضرت الصلاة ؟ فقالوا : نعم . فقال : مروا  بلالا  فليؤذن ، ومروا  أبا بكر  فليصل بالناس .  
ثم أغمي عليه ، ثم أفاق فقال مثل ذلك ، فقالت  عائشة     : إن  أبا بكر  رجل أسيف . فقال : إنكن صواحب يوسف ، مروا  بلالا  فليؤذن ، ومروا  أبا بكر  فليصل بالناس . فأقيمت الصلاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقيمت الصلاة ؟ قالوا : نعم . قال : " ادعوا إلي إنسانا أعتمد عليه . فجاءت   بريرة  وآخر معها فاعتمد عليهما ، وإن رجليه لتخطان في الأرض ، حتى أتوا  أبا بكر  وهو يصلي بالناس ، فجلس إلى جنبه ، فذهب  أبو بكر  يتأخر ، فحبسه حتى فرغ من الصلاة ، فلما توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم قال  عمر     : لئن تكلم أحد بموته لأضربنه بسيفي هذا . فأخذ بساعد  أبي بكر  ، ثم أقبل يمشي حتى دخل فأوسعوا له ، حتى دنا من نبي الله صلى الله عليه وسلم فانكب عليه ، حتى كاد يمس وجهه وجهه ، حتى استبان له أنه قد توفي ، فقال :  إنك ميت وإنهم ميتون      . فقالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي نبي الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . فعلموا أنه كما قال ، فقالوا : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالوا : يا صاحب رسول الله ، بين لنا كيف نصلي عليه ؟ قال : يجيء قوم فيصلون ، ثم يجيء آخرون . قالوا : يا      [ ص: 1366 ] صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هل يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم . قالوا : وأين ؟ قال : حيث قبض الله روحه ، فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب ، فعلموا أنه كما قال ، ثم قال : عندكم صاحبكم . وخرج  أبو بكر  ، فاجتمع  المهاجرون   فجعلوا يبكون يتدارون بينهم ، فقالوا : انطلقوا بنا إلى إخواننا  الأنصار؛   فإن لهم في هذا الحق نصيبا . فأتوهم ، فقالت  الأنصار      : منا أمير ومنكم أمير . فقال  عمر  وأخذ بيد  أبي بكر     : سيفان في غمد واحد لا يصطلحان ، أو قال : لا يصلحان ، وأخذ بيد  أبي بكر  ، فقال له : من له هذه الثلاثة : إذ يقول لصاحبه من صاحبه ؟ إذ هما في الغار من هما ؟ لا تحزن إن الله معنا مع من ؟ ثم بسط يده فبايعه ، ثم قال : بايعوا . فبايع الناس بأحسن بيعة ، وأجملها     .  
2440 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن العباس  قال : نا  أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي بالله  قال : نا   يحيى بن جعفر  قال : نا  محمد بن خالد  قال : نا   جعفر بن سليمان  ، عن  إسماعيل بن أمية  ،  عن   سعيد بن المسيب  قال :  
خرج   علي بن أبي طالب  لبيعة  أبي بكر  ، والناس يتكلمون  والأنصار   ، فنادى فيهم فأسمعهم : أيكم يؤخر من قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ يعني  أبا بكر  ، فجاء  علي  بكلمة لم يأت أحد بمثلها     .  
2441 - أنا  عبيد الله بن محمد بن أحمد  قال : نا  محمد بن عمرو  قال : نا   محمد بن أبي العوام  قال : سمعت  عبد العزيز القرشي  يقول :  سمعت   سفيان الثوري  يقول :  
من قدم على  أبي بكر  وعمر  رضوان الله عليهما أحدا فقد أرزى على اثني عشر ألفا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض     .  
2442 - أنا  جعفر بن عبد الله بن يعقوب  قال : أنا  محمد بن   [ ص: 1367 ] هارون الروياني  قال : نا  أحمد بن عبد الرحمن  قال : نا عمي قال : أخبرني  يونس  ، عن   الزهري  قال : أخبرني  عبد الله بن كعب بن مالك  ، أن   ابن عباس  أخبره :  
أن   علي بن أبي طالب  خرج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي توفي فيه ، فقال الناس : يا  أبا الحسن  كيف أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أصبح بحمد الله بارئا؛ فأخذ بيد   عباس بن عبد المطلب  ، فقال : ألا ترى ؟ إنك والله بعد ثلاث عبد العصا ، والله إني لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتوفى في وجعه هذا ، وإني لأعرف في وجوه  بني عبد المطلب   الموت ، فاذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسل فيمن يكون هذا الأمر ، فإن كان فينا علمنا ذلك ، وإن كان في غيرنا أمرته فأوصى بنا . قال  علي     : والله لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدا ، وإني والله لا أسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم .  
أخرجه   البخاري  عن  أحمد بن صالح  ، عن  ابن وهب     .  
2442 م - أخبرنا  أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني  قال : أنا  عبد الله بن محمد بن زياد  قال : نا  أحمد بن عبد الرحمن الوهبي  قال : نا  ابن وهب  ، عن  أويس  ، عن   الزهري  ، أخبرني   عبيد الله بن عبد الله  ، عن   ابن عباس  قال :  لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاة وفي البيت رجال منهم  عمر  فقال : " هلموا لكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " . فقال  عمر     : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله . فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قربوا له يكتب      [ ص: 1368 ] لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من يقول ما قال  عمر  ، فلما أكثروا اللغط والاختلاف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قوموا عني " . قال  عبيد الله     : فكان   ابن عباس  يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب باختلافهم ولغطهم  
أخرجه   البخاري  عن  يحيى بن سليمان  ، عن  ابن وهب     .  
2443 - أنا  محمد بن الحسين الفارسي  قال : أنا  أحمد بن سعيد الثقفي  قال : نا   محمد بن يحيى  قال : نا   نعيم بن حماد  ، نا   ابن المبارك  ، أنا  يونس  ، عن   الزهري  ، عن  أبي سلمة  ،  عن  عائشة  ، قالت :  
خرج  أبو بكر  ، ثم قال : من كان عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم فليأتنا . قال  عمر     : لو كان منه عهد كان عهده إلى الله ثم إليك     .  
2444 - أنا  عبيد الله بن أحمد المقري  قال : نا   الحسين بن إسماعيل  قال : نا   يعقوب الدورقي  قال : نا   وكيع  قال : نا   مالك بن مغول  ،  عن   طلحة بن مصرف  قال : قلت   لعبد الله بن أبي أوفى     : " هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا . قال : فكيف أمر المسلمين بالوصية ؟ فقال : أوصى بكتاب الله عز وجل " .  
قال  الهذيل بن شرحبيل     :  وأبو بكر  كان يتأمر على وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ود  أبو بكر  أنه وجد من رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا فخزم أنفه بخزام     . أخرجه   البخاري  ومسلم     .  
 [ ص: 1369 ]    2445 - أنا  عبيد الله بن محمد بن أحمد  قال : نا  جعفر بن محمد بن نصير  قال : نا  يحيى بن محمد بن البختري  قال : نا  محمد بن عبيد بن حساب  قال : نا   يوسف بن يعقوب الماجشون  قال : أخبرني   ابن شهاب  قال :  
كان  من فضائل   أبي بكر الصديق  أنه لم يكفر بالساعة قط      .  
2446 - أنا  محمد بن الحسين الفارسي  قال : أنا  الحسين بن يحيى  قال : نا   الفضل بن سهل  قال : نا   يزيد بن هارون  قال : نا   مبارك بن فضالة     :  سمعت  الحسن  حلف بالله أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف  أبا بكر     . قال :  وسمعت   معاوية بن قرة  يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف  أبا بكر     .  
2447 - أنا  محمد بن عثمان بن محمد الدقيقي  قال : نا   محمد بن نوح  قال : نا   هارون بن إسحاق  قال نا   وكيع  ، عن   الأعمش  ، عن  مسروق  ،  عن  عائشة  ، قالت : قال  أبو بكر  في مرضه الذي مات فيه : انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي ، وكلمة تكلمها ، وقد كنت أصبت من الودك نحوا مما كنت أصبت في التجارة . قالت  عائشة     : فلما مات نظرنا ، فإذا عبد قوي كان يحمل صبيانه ، وناضح كان يستقي عليه . قالت : فبعثنا به إلى  عمر     . قالت : فبكى  عمر  ، وقال : رحمة الله على  أبي بكر  ، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا     .  
2448 - أنا  أحمد بن عمر بن محمد  ، أنا  الحسين بن أحمد بن الربيع  قال : نا  حميد بن الربيع  قال : نا  هشيم  ، أنا  حصين بن عبد الرحمن  ،      [ ص: 1370 ] عن   عبد الرحمن بن أبي ليلى  قال :  قال   عمر بن الخطاب     : " خير هذه الأمة بعد نبيها  أبو بكر  ، فمن قال غير هذا فهو مفتر ، وعليه ما على المفتري     " .  
2449 - أنا   عيسى بن علي  قال : أنا  عبد الله بن محمد  قال : نا   داود بن عمرو  قال : نا  عبد الجبار  ، عن   ابن أبي مليكة  قال :  قالت  عائشة     : لما حضر أبي دعاني ، فقال : يا بنية إني قد كنت أعطيتك  خيبر   ، ولم تكوني حزتيها ، وإني أحب أن ترديها علي . قالت : فقلت : قد غفر الله لك يا أبت ، والله لو كانت  خيبر   ذهبا جميعا لرددتها عليك . قال : فهي على كتاب الله يا بنية ، إني كنت أتجر  قريش   وأكثرهم مالا ، فلما شغلتني الإمارة رأيت إن أصبت من المال ، فذكر  داود  كلمتين أو ثلاثة لم أحفظ أنا ، ثم قال : العباءة القطوانية ، والخلاب ، والعبد ، فإذا قضيت فأسرعي به إلى  ابن الخطاب  ، يا بنية ، ثيابي هذه فكفنيني بها . قالت : فبكيت ، فقلت : يا أبت نحن أيسر من ذلك . فقال : غفر الله لك ، وهل ذلك إلا للمهل ؟ قالت : فلما مات بعثت بذلك إلى  ابن الخطاب  ، فقال : يرحم الله أباك ، لقد أحب أن لا يترك لقائل مقالا     .  
2450 - أنا  محمد بن علي بن النضر  قال : نا   علي بن عبد الله بن مبشر  قال : نا  عبد الحميد بن بيان  قال : نا  خالد بن يونس  ، عن  الحسن  ، عن  أبي بكر     :  أنه رأى في المنام كأن عليه حلة حبرة ، وعلى صدره كتبان ، فقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " حلة حبرة خير لك من ولدك ، والكتبان إمارة سنتين أو تلي أمر الناس سنتين     " .  
 [ ص: 1371 ]    2451 - أنا  أحمد بن عبد الله بن الخضر  قال : أنا  محمد بن عبد الله  قال : نا   معاذ بن المثنى  قال : نا   محمد بن عباد  قال : نا  سفيان  ، عن   الوليد بن كثير  ، عن  ابن صياد  ،  عن   سعيد بن المسيب  قال :  
لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت  مكة   بصوت واحد ، فسمع ذلك  أبو قحافة  ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ما صنع الناس بعده ؟ قالوا : ولوا ابنك . قال : أفرضيت بذلك  بنو عبد شمس   وبنو المغيرة ؟   قالوا : نعم . قال : فلا مانع لما أعطى الله ، ولا معطي لما منع . فلما مات ابنه ارتجت  مكة   بموته ووفاته قال : ما هذا ؟ قالوا : توفي ابنك . قال : هذا خبر جليل     .  
2452 - أنا  محمد بن عبد الرحمن بن العباس  قال : أنا  أحمد بن سليمان الطوسي  قال : نا   الزبير بن بكار  قال : حدثني  محمد بن محمد بن أبي قدامة  ،  عن  عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب  قال :  
لما حضر  أبا بكر  رضي الله عنه الوفاة ، دعا   عثمان بن عفان  ، فأملى عليه عهده : هذا ما عهد   أبو بكر بن أبي قحافة  عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها ، وحتى يؤمن الكافر ، ويتوب الفاجر ، إني استخلفت من بعدي   عمر بن الخطاب  ، فإن عدل فذلك رأيي فيه وظني ، وإن جار وبدل فالحق أردت ، ولا أعلم الغيب ، وما توفيقي إلا بالله ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون     .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					