* قول الأوزاعي
1591 - [ ص: 955 ] أنا الحسن بن عمر ، قال : ثنا أحمد بن حمدان ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا معاوية بن عمرو ، قال : نا أبو إسحاق ، يعني الفزاري ، قال :
" يقولون : إن فرائض الله على عباده ليس من الإيمان ، وإن الإيمان قد يطلب بلا عمل ، وإن الناس لا يتفاضلون في إيمانهم ، وإن برهم وفاجرهم في الإيمان سواء "
وما هكذا جاء الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإنه بلغنا أنه قال :
" الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون ، أولها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان "
وقال تعالى : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه )
والدين : هو التصديق ، وهو الإيمان والعمل
[ ص: 956 ] فوصف الله - عز وجل - الدين قولا وعملا ، فقال : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )
والتوبة من الشرك ، وهو الإيمان ، والصلاة والزكاة عمل كما : قال الأوزاعي : لا يستقيم الإيمان إلا بالقول ، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل ، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة ، فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان والعمل ؛ العمل من الإيمان ، والإيمان من العمل ، وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها ، وتصديقه العمل ، فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله ، فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ، ولم يصدق بعمله لم يقبل منه ، وكان في الآخرة من الخاسرين


