الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                معلومات الكتاب

                                                                                                                                بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع

                                                                                                                                الكاساني - أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني

                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                ولا يجهر بالقراءة في صلاة الجماعة في كسوف الشمس عند أبي حنيفة ، وعند أبي يوسف يجهر بها ، وقول محمد مضطرب ، ذكر في عامة الروايات قوله مع قول أبي حنيفة ، وجه قول من خالف [ ص: 282 ] أبا حنيفة ما روي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { صلى صلاة الكسوف وجهر فيها بالقراءة } ; لأنها صلاة تقام بجمع عظيم فيجهر بالقراءة فيها كالجمعة والعيدين ولأبي حنيفة حديث سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { قام قياما طويلا لم يسمع له صوت } وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : { صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وكنت إلى جنبه فلم أسمع منه حرفا } ، وقال صلى الله عليه وسلم { صلاة النهار عجماء } أي ليس فيها قراءة مسموعة ; ولأن القوم لا يقدرون على التأمل في القراءة لتصير ثمرة القراءة مشتركة ; لاشتغال قلوبهم بهذا الفزع ، كما لا يقدرون على التأمل في سائر الأيام في صلوات النهار ; لاشتغال قلوبهم بالمكاسب ، وحديث عائشة تعارض بحديث ابن عباس فبقي لنا الاعتبار الذي ذكرنا مع ظواهر الأحاديث الأخر ، ونحمل ذلك على أنه جهر ببعضها اتفاقا ، كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع الآية والآيتين في صلاة الظهر أحيانا والله أعلم .

                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                الخدمات العلمية