ودعيت في أولى الندي ولم ينظر إلي بأعين خزر
وتخازر : نظر بمؤخر عينه . والتخازر : استعمال الخزر على ما استعمله سيبويه في بعض قوانين تفاعل ; قال :إذا تخازرت وما بي من خزر
فقوله وما بي من خزر يدلك على أن التخازر هاهنا إظهار الخزر واستعماله . وتخازر الرجل إذا ضيق جفنه ليحدد النظر ، كقولك : تعامى وتجاهل . ابن الأعرابي : الشيخ يخزز عينيه ليجمع الضوء حتى كأنهما خيطتا والشاب إذا خزر عينيه فإنه يتداهى بذلك ; قال الشاعر :
يا ويح هذا الرأس كيف اهتزا وحيص موقاه وقاد العنزا
لا تخزر القوم شزرا عن معارضة
وعدو أخزر العين : ينظر عن معارضة ، كالأخزر العين . أبو عمرو : الخازر الداهية من الرجال . ابن الأعرابي : خزر إذا تداهى ، وخزر إذا هرب . والخنزير : من الوحش العادي معروف ، مأخوذ من الخزر لأن ذلك لازم له ; وقيل : هو رباعي ، وسنذكره في ترجمته . والخزيرة والخزير : اللحم الغاب يؤخذ فيقطع صغارا في القدر ثم يطبخ بالماء الكثير والملح ، فإذا أميت طبخا ذر عليه الدقيق فعصد به ثم أدم بأي أدام شيء ، ولا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم ، فإذا لم يكن فيها لحم فهي عصيدة ، قال جرير :
وضع الخزير فقيل أين مجاشع فشحا جحافله جراف هبلع
[ ص: 59 ] فتدخل أيد في حناجر ، أقنعت ، لعادتها من الخزير المعرف أبو الهيثم : أنه كتب عن أعرابي قال : السخينة دقيق يلقى على ماء أو على لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أو بحسا ، وهو الحساء ، قال : وهي السخونة أيضا ، وهي النفيتة والحدرقة والخزيرة ، والحريرة أرق منها . وفي حديث عتبان : أنه حبس النبي - صلى الله عليه وسلم - على خزيرة تصنع له ، وهو ما فسرناه ، وقيل : إذا كانت من لحم فهي خزيرة ، وقيل : إن كانت من دقيق فهي حريرة ، وإن كانت من نخالة فهي خزيرة . والخزرة ، مثل الهمزة ، وذكره ابن السكيت في باب فعلة : داء يأخذ في مستدق الظهر بفقرة القطن ; قال يصف دلوا :
داو بها ظهرك من توجاعه من خزرات فيه وانقطاعه
والناشئات الماشيات الخوزرى كعنق الآرام أوفى أو صرى
أتاني نصرهم وهم بعيد بلادهم بلاد الخيزران
كأن المطافيل المواليه وسطه يجاوبهن الخيزران المثقب
منطويا كالطبق الخيزور
والخيزران : الرماح لتثنيها ولينها ; أنشد ابن الأعرابي :
جهلت من سعد ومن شبانها تخطر أيديها بخيزرانها
يظل من خوفه الملاح معتصما بالخيزرانة بعد الأين والنجد
في كفه خيزران ريحه عبق من كف أروع في عرنينه شمم
والخيزرانة في يد الملاح
يعني المردي . قال المبرد : والخيزران كل غصن لين يتثنى . قال : ويقال للمردي خيزران إذا كان يتثنى ; وقال أبو زبيد ، فجعل المزمار خيزرانا لأنه من اليراع ، يصف الأسد :كأن اهتزام الرعد خالط جوفه إذا جن فيه الخيزران المثجر
ونحن غداة أوقد في خزارى رفدنا فوق رفد الرافدينا


