زحح : قال الله - تعالى - : فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز زحزح أي نحي وبعد . وزح الشيء يزحه زحا : جذبه في عجلة . وزحه يزحه زحا ، وزحزحه فتزحزح : دفعه ونحاه عن موضعه فتنحى وباعده منه ؛ قال ذو الرمة :
يا قابض الروح عن جسم عصى زمنا وغافر الذنب زحزحني عن النار
ويقال : هو بزحزح عن ذلك أي ببعد منه . الأزهري : قال بعضهم هذا مكرر من باب المعتل ، وأصله من زاح يزيح إذا تأخر ؛ قال : ومنه قول لبيد :
زاح عن مثل مقامي وزحل
ومنه يقال : زاحت علته وأزحتها ، وقيل : هو مأخوذ من الزوح ، وهو السوق الشديد ، وكذلك الذوح . وفي الحديث : من صام يوما في سبيل الله زحزحه الله عن النار سبعين خريفا ؛ زحزحه أي نحاه عن مكانه وباعده منه . يعني باعده عن النار مسافة تقطع في سبعين سنة ، لأنه كلما مر خريف فقد انقضت سنة ؛ ومنه حديث علي : أنه قال لسليمان بن صرد لما حضره بعد فراغه من الجمل : تزحزحت وتربصت فكيف رأيت الله صنع ؟ ومنه حديث الحسن بن علي : كان إذا فرغ من الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس وإن زحزح أي وإن أريد تنحيته عن ذلك وأزعج وحمل على الكلام . والزحزاح : موضع ، قال :يوعد خيرا وهو بالزحزاح
وقد يجوز أن يكون الزحزاح هنا اسما من التزحزح أي التباعد والتنحي . وتزحزحت عن المكان وتحزحزت ، بمعنى واحد .


