عوض : العوض : البدل ؛ قال : وبينهما فرق لا يليق ذكره في هذا المكان ، والجمع أعواض ، عاضه منه وبه . والعوض : مصدر قولك عاضه عوضا وعياضا ومعوضة وعوضه وأعاضه ؛ عن ابن سيده : وعاوضه ، والاسم المعوضة . وفي حديث ابن جني : أبي هريرة . تقول : عضت فلانا وأعضته وعوضته إذا أعطيته بدل ما ذهب منه ، وقد تكرر في الحديث . والمستقبل التعويض . وتعوض منه ، واعتاض : أخذ العوض ، واعتاضه منه واستعاضه وتعوضه ، كله : سأله العوض . وتقول : اعتاضني فلان إذا جاء طالبا للعوض والصلة ، واستعاضني كذلك ؛ وأنشد : فلما أحل الله ذلك للمسلمين ، يعني الجزية ، عرفوا أنه قد عاضهم أفضل مما خافوا
نعم الفتى ومرغب المعتاض والله يجزي القرض بالأقراض
وعاضه : أصاب منه العوض . وعضت : أصبت عوضا ؛ قال أبو محمد الفقعسي :هل لك والعارض منك عائض في هجمة يسئر منها القابض
ويروى : في مائة ، ويروى : يغدر أي : يخلف . يقال : غدرت الناقة إذا تخلفت عن الإبل ، وأغدرها الراعي . والقابض : السائق الشديد السوق . قال الأزهري : أي هل لك في العارض منك على الفضل في مائة يسئر منها القابض ؟ قال : هذا رجل خطب امرأة فقال أعطيك مائة من الإبل يدع منها الذي يقبضها من كثرتها ، يدع بعضها فلا يطيق شلها ، وأنا معارضك أعطي الإبل وآخذ نفسك فأنا عائض أي : قد صار العوض منك كله لي ؛ قال الأزهري : قوله عائض من عضت أي : أخذت عوضا ، قال : لم أسمعه لغير الليث . وعائض من عاض يعوض إذا أعطى ، والمعنى هل لك في هجمة أتزوجك عليها . والعارض منك : المعطي عوضا ، عائض أي : معوض عوضا ترضينه وهو الهجمة من الإبل ، وقيل : عائض في هذا البيت فاعل بمعنى مفعول مثل عيشة راضية بمعنى مرضية . وتقول : عوضته من هبته خيرا . وعاوضت فلانا بعوض في المبيع والأخذ والإعطاء ، تقول : اعتضته كما تقول أعطيته ، وتقول : تعاوض القوم تعاوضا أي : ثاب مالهم وحالهم بعد قلة : وعوض يبنى على الحركات الثلاث : الدهر - معرفة - علم بغير تنوين ، والنصب أكثر وأفشى ؛ وقال الأزهري : تفتح وتضم ، ولم يذكر الحركة الثالثة . وحكي عن عوض - بضم الضاد غير منون - دهر ، قال الكسائي الجوهري : عوض معناه الأبد وهو للمستقبل من الزمان كما أن قط للماضي من الزمان لأنك تقول عوض لا أفارقك ، تريد لا أفارقك أبدا ، كما تقول قط ما فارقتك ، ولا يجوز أن تقول عوض ما فارقتك كما لا يجوز أن تقول قط ما أفارقك . قال ابن كيسان : قط . وعوض حرفان مبنيان على الضم ، قط لما مضى من الزمان وعوض لما يستقبل ، تقول : ما رأيته قط يا فتى ، ولا أكلمك عوض يا فتى ؛ وأنشد الأعشى - رحمه الله تعالى :
رضيعي لبان ثدي أم تحالفا بأسحم داج عوض لا نتفرق
أي : لا نتفرق أبدا ، وقيل : هو بمعنى قسم . يقال : عوض لا أفعله ، يحلف بالدهر والزمان . وقال أبو زيد : عوض في بيت الأعشى أي : أبدا ، قال : وأراد بأسحم داج الليل ، وقيل : أراد بأسحم داج سواد حلمة ثدي أمه ، وقيل : أراد بالأسحم هنا الرحم ، وقيل : سواد الحلمة ؛ يقول : هو والندى رضعا من ثدي واحد ؛ وقال : عوض في بيت ابن الكلبي الأعشى اسم صنم كان لبكر بن وائل ؛ وأنشد لرشيد بن رميض العنزي :
حلفت بمائرات حول عوض وأنصاب تركن لدى السعير
قال : والسعير اسم صنم لعنزة خاصة ، وقيل : عوض كلمة تجري مجرى اليمين . ومن كلامهم : لا أفعله عوض العائضين ، ولا دهر الداهرين أي : لا أفعله أبدا . قال : ويقال ما رأيت مثله عوض أي : لم أر مثله قط ؛ وأنشد :
فلم أر عاما عوض أكثر هالكا ووجه غلام يشترى وغلامه
ويقال : عاهده أن لا يفارقه عوض أي : أبدا . ويقول الرجل لصاحبه : [ ص: 337 ] عوض لا يكون ذلك أبدا ، فلو كان عوض اسما للزمان إذا لجرى بالتنوين ، ولكنه حرف يراد به القسم كما أن أجل ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حمل على غير الإعراب . وقولهم : لا أفعله من ذي عوض أي : أبدا كما تقول من ذي قبل ومن ذي أنف أي : فيما يستقبل ، أضاف الدهر إلى نفسه . قال : ينبغي أن تعلم أن العوض من لفظ عوض الذي هو الدهر ، ومعناه أن الدهر إنما هو مرور النهار والليل والتقاؤهما وتصرم أجزائهما ، وكلما مضى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوضا منه ، فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأول ، قال : فلهذا كان العوض أشد مخالفة للمعوض منه من البدل ؛ قال ابن جني : شاهد عوض - بالضم - قول ابن بري جابر بن رألان السنبسي :
يرضى الخليط ويرضى الجار منزله ولا يرى عوض صلدا يرصد العللا
قال : وهذا البيت مع غيره في الحماسة . وعوض : صنم . وبنو عوض : قبيلة . وعياض : اسم رجل ، وكله راجع إلى معنى العوض الذي هو الخلف . قال في عياض اسم رجل : إنما أصله مصدر عضته أي : أعطيته . وقال ابن جني في ترجمة عوص : عوص : قبيلة ، وعوض - بالضاد - قبيلة من العرب ؛ قال ابن بري تأبط شرا :
ولما سمعت العوض تدعو تنفرت عصافير رأسي من نوى وتوانيا