الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          وهم

                                                          وهم : الوهم : من خطرات القلب ، والجمع أوهام وللقلب ، وهم . وتوهم الشيء : تخيله وتمثله ، كان في الوجود أو لم يكن . وقال : توهمت الشيء وتفرسته وتوسمته وتبينته بمعنى واحد ; قال زهير في معنى التوهم :


                                                          فلأيا عرفت الدار بعد توهم



                                                          والله - عز وجل - لا تدركه أوهام العباد . ويقال : توهمت في كذا وكذا . وأوهمت الشيء إذا أغفلته . ويقال : وهمت في كذا وكذا أي غلطت . ثعلب : وأوهمت الشيء تركته كله أوهم . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه صلى فأوهم في صلاته ، فقيل : كأنك أوهمت في صلاتك ، فقال : كيف لا أوهم ورفع أحدكم بين ظفره وأنملته ؟ أي أسقط من صلاته شيئا . الأصمعي : أوهم إذا أسقط ، ووهم إذا غلط . وفي الحديث : أنه سجد للوهم وهو جالس ، أي للغلط . وأورد ابن الأثير بعض هذا الحديث أيضا فقال : قيل له كأنك وهمت ، قال : وكيف لا أيهم ؟ قال : هذا على لغة بعضهم ، الأصل أوهم ، بالفتح ، والواو فكسرت الهمزة ; لأن قوما من العرب يكسرون مستقبل فعل فيقولون إعلم وتعلم ، فلما كسر همزة أوهم انقلبت الواو ياء . ووهم إليه يهم وهما : ذهب وهمه إليه . ووهم في الصلاة وهما ووهم ، كلاهما : سها . ووهمت في الصلاة : سهوت فأنا أوهم . الفراء : أوهمت شيئا ووهمته فإذا ذهب وهمك إلى الشيء قلت وهمت إلى كذا وكذا أهم وهما . وفي الحديث : أنه وهم في تزويج ميمونة أي ذهب وهمه . ووهمت إلى الشيء إذا ذهب قلبك إليه وأنت تريد غيره أهم وهما . الجوهري : وهمت في الشيء ، بالفتح ، أهم وهما إذا ذهب وهمك إليه وأنت تريد غيره ، وتوهمت أي ظننت ، وأوهمت غيري إيهاما ، والتوهيم مثله ; وأنشد ابن بري لحميد الأرقط يصف صقرا :


                                                          بعيد توهيم الوقاع والنظر



                                                          ووهم ، بكسر الهاء : غلط وسها . وأوهم من الحساب كذا : أسقط ، وكذلك في الكلام والكتاب . وقال ابن الأعرابي : أوهم ووهم ووهم سواء ; وأنشد :


                                                          فإن أخطأت أو أوهمت شيئا     فقد يهم المصافي بالحبيب



                                                          قوله شيئا منصوب على المصدر ; وقال الزبرقان بن بدر :

                                                          فبتلك أقضي الهم إذ وهمت به نفسي ولست بنأنإ عوار شمر : أوهم ووهم ووهم بمعنى ، قال : ولا أرى الصحيح إلا هذا . الجوهري : أوهمت الشيء إذا تركته كله . يقال : أوهم من الحساب مائة أي أسقط ، وأوهم من صلاته ركعة ، وقال أبو عبيد : أوهمت أسقطت من الحساب شيئا فلم يعد أوهمت . وأوهم الرجل في كتابه وكلامه إذا أسقط . ووهمت في الحساب وغيره أوهم وهما إذا غلطت فيه وسهوت . ويقال : لا وهم من كذا أي لا بد منه . والتهمة : أصلها الوهمة من الوهم ، ويقال : اتهمته افتعال منه . يقال : اتهمت فلانا على بناء افتعلت ، أي أدخلت عليه التهمة . الجوهري : اتهمت فلانا كذا ، والاسم التهمة ، بالتحريك ، وأصل التاء فيه واو على ما ذكر في وكل . ابن سيده : التهمة الظن تاؤه مبدلة من واو ، كما أبدلوها في تخمة ; سيبويه : الجمع تهم ، واستدل على أنه جمع مكسر بقول العرب : هي التهم ، ولم يقولوا هو التهم ، كما قالوا هو الرطب ، حيث لم يجعلوا الرطب تكسيرا ، إنما هو من باب شعيرة وشعير . واتهم الرجل وأتهمه وأوهمه : أدخل عليه التهمة أي ما يتهم عليه ، واتهم ، هو فهو متهم وتهيم ; وأنشد أبو يعقوب :


                                                          هما سقياني السم من غير بغضة     على غير جرم في إناء تهيم



                                                          وأتهم الرجل ، على أفعل ، إذا صارت به الريبة . أبو زيد : يقال للرجل إذا اتهمته : أتهمت إتهاما ، مثل أدوأت إدواء . وفي الحديث : أنه حبس في تهمة ; التهمة : فعلة من الوهم ، والتاء بدل من الواو ، وقد تفتح الهاء . واتهمته : ظننت فيه ما نسب إليه . والوهم : الطريق الواسع ، وقال الليث : الوهم الطريق الواضح الذي يرد الموارد ويصدر المصادر ; قال لبيد يصف بعيره وبعير صاحبه :


                                                          ثم أصدرناهما في وارد     صادر وهم صواه كالمثل



                                                          أراد بالوهم طريقا واسعا ; قال ذو الرمة يصف ناقته :


                                                          كأنها جمل وهم وما بقيت     إلا النحيزة والألواح والعصب



                                                          أراد بالوهم جملا ضخما ، والأنثى وهمة ; قال الكميت :


                                                          يجتاب أردية السراب وتارة     قمص الظلام بوهمة شملال



                                                          والوهم : العظيم من الرجال والجمال ، وقيل : هو من الإبل الذلول المنقاد مع ضخم وقوة ، والجمع أوهام ووهوم ووهم . وقال الليث : الوهم الجمل الضخم الذلول .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية