[ ص: 58 ] حنوخ وهو إدريس ، عليه السلام ذكر
ثم نكح حنوخ بن يرد هدانة - وتقال أذانة - ابنة باويل بن محويل بن حنوخ بن قين بن آدم ، وهو ابن خمس وستين سنة ، فولدت له متوشلخ بن حنوخ ، فعاش بعدما ولد متوشلخ ثلاثمائة سنة ، ثم رفع واستخلفه حنوخ على أمر ولده ، وأمر الله ، وأوصاه وأهل بيته قبل أن يرفع وأعلمهم أن الله سوف يعذب ولد قابيل ومن خالطهم ، ونهاهم عن مخالطتهم ، وإنه كان ; لأنه سلك رسم أبيه أول من ركب الخيل حنوخ في الجهاد ، ثم نكح متوشلخ عربا ابنة عزازيل بن أنوشيل بن حنوخ بن قين ، وهو ابن مائة سنة وسبع وثلاثين سنة ، فولدت له لمك بن متوشلخ ، فعاش بعدما ولد له لمك سبعمائة سنة ، وولد له بنون وبنات ، فكان كل ما عاش متوشلخ تسعمائة سنة وتسع عشرة سنة .
ثم مات وأوصى إلى ابنه لمك فكان لمك يعظ قومه وينهاهم عن مخالطة ولد قابيل ، فلم يقبلوا حتى نزل إليهم جميع من كان معهم في الجبل .
وقيل : كان لمتوشلخ ابن آخر غير لمك يقال له صابي ، وبه سمي الصابئون .
قلت : محويل بحاء مهملة ، وباء معجمة باثنتين من تحت . وقين بقاف ، وياء معجمة باثنتين من تحت . ومتوشلخ بفتح الميم ، وبالتاء المعجمة باثنتين من فوق ، والشين المعجمة ، وبحاء مهملة ، وقيل خاء معجمة .
[ ص: 59 ] ونكح لمك بن متوشلخ قينوش ابنة براكيل بن محويل بن حنوخ بن قين ، وهو ابن مائة سنة وسبع وثمانين سنة ، فولدت له نوح بن لمك ، وهو النبي ، فعاش لمك بعد مولد نوح خمسمائة سنة وخمسا وتسعين سنة وولد له بنون وبنات ثم مات .
ونكح نوح بن لمك عزرة بنت براكيل بن محويل بن حنوخ بن قين ، وهو ابن خمسمائة سنة ، فولدت له ولده ساما ، وحاما ، ويافث بني نوح .
وكان نوح بعد موت مولد آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة ، ولما أدرك قال له أبوه لمك : قد علمت أنه لم يبق في هذا الجبل غيرنا فلا تستوحش ولا تتبع الأمة الخاطئة . نوح يدعو قومه ويعظهم فيستخفون به . وكان
وقيل : كان نوح في عهد بيوراسب وكانوا قومه فدعاهم إلى الله تسعمائة وستة وخمسين سنة كلما مضى قرن اتبعهم قرن على ملة واحدة من الكفر حتى أنزل الله عليهم العذاب .
وقال فيما رواه ابن عباس ، عن ابن الكلبي أبي صالح عنه : فولد لمك نوحا ، وكان له يوم ولد نوح اثنتان وثمانون سنة ، ولم يكن في ذلك الزمان أحد ينهى عن منكر ، فبعث الله إليهم نوحا وهو ابن أربعمائة وثمانين سنة فدعاهم مائة وعشرين سنة ، ثم أمره الله بصنعة الفلك فصنعها ، وركبها وهو ابن ستمائة سنة ، وغرق من غرق ، ثم مكث من بعد السفينة ثلاثمائة سنة وخمسين سنة .
وروي عن جماعة من السلف أنه آدم ونوح عشرة قرون كلهم على ملة الحق ، وأن الكفر بالله حدث في القرن الذي بعث فيه إليهم كان بين نوح ، فأرسله الله ، وهو ، وهو قول أول نبي بعث بالإنذار ، والدعاء إلى التوحيد ، ابن عباس وقتادة .