ذكر استيلاء  زعيم الدولة  على مملكة أخيه  قرواش   
في هذه السنة في جمادى الأولى استولى  زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد  على أخيه  قرواش  وحجر عليه ، ومنعه من التصرف على اختياره . 
وسبب ذلك أن  قرواشا  كان قد أنف من تحكم أخيه في البلاد ، وأنه قد صار لا حكم له ، فعمل على الانحدار إلى بغداذ  ومفارقة أخيه ، وسار عن الموصل  ، فشق ذلك على بركة وعظم عنده . 
 [ ص: 85 ] ثم أرسل إليه نفرا من أعيان يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ، ويحذرونه من الفرقة والاختلاف ، فلما بلغوه ذلك امتنع عليهم ، فقالوا :  أنت ممنوع عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك . فعلم حينئذ أنه يمنع قهرا ، فأجاب إلى العود على شرط أن يسكن دار الإمارة بالموصل  ، وسار معهم ، فلما قارب حلة أخيه  زعيم الدولة  لقيه وأنزله عنده ، فهرب أصحابه وأهله خوفا ، فأمنهم  زعيم الدولة  ، وحضر عنده وخدمه وأظهر له الخدمة ، وجعل عليه من يمنعه من التصرف على اختياره . 
				
						
						
