ذكر الحرب بين   طغتكين  والفرنج  والهدنة بعدها  
في هذه السنة كانت حرب شديدة بين   طغتكين أتابك  والفرنج  وسببها أن   طغتكين  سار إلى طبرية  ، وقد وصل إليها ابن أخت  بغدوين  الفرنجي  ، ملك القدس  ، فتحاربا واقتتلا ، وكان   طغتكين  في ألفي فارس ، وكثير من الرجالة وكان ابن أخت ملك الفرنج  في أربعمائة فارس ، وألفي راجل . 
 [ ص: 571 ] فلما اشتد القتل انهزم المسلمون ، فترجل   طغتكين  ، ونادى بالمسلمين ، وشجعهم فعادوا الحرب ، وكسروا الفرنج  ، وأسروا ابن أخت الملك ، وحمل إلى   طغتكين  ، فعرض   طغتكين  عليه الإسلام ، فامتنع منه ، وبذل في فداء نفسه ثلاثين ألف دينار ، وإطلاق خمسمائة أسير ، فلم يقنع   طغتكين  منه بغير الإسلام ، فلما لم يجب قتله بيده ، وأرسل إلى الخليفة والسلطان الأسرى ، ثم اصطلح   طغتكين  وبغدوين  ملك الفرنج  على وضع الحرب أربع سنين ، وكان ذلك من لطف الله تعالى بالمسلمين ، ولولا هذه الهدنة لكان الفرنج  بلغوا من المسلمين ، بعد الهزيمة الآتي ذكرها ، أمرا عظيما . 
				
						
						
