ذكر غزوات   إيلغازي  هذه السنة  
في هذه السنة أرسل  المسترشد بالله  خلعا مع  سديد الدولة بن الأنباري لنجم الدين إيلغازي  ، وشكره على ما يفعله من غزو الفرنج  ، ويأمره بإبعاد  دبيس  عنه ، وسار  أبو علي بن عمار  الذي كان صاحب طرابلس  ، مع   ابن الأنباري  إلى   إيلغازي  ليقيم عنده ، يعبر الأوقات بما ينعم به عليه ، فاعتذر عن إبعاد  دبيس  ، ووعد به ، ثم سار إلى   [ ص: 654 ] الفرنج  ، وكان قد جمع لهم جمعا ، فالتقوا بموضع اسمه ذات البقل  من أعمال حلب  ، فاقتتلوا ، واشتد القتال ، وكان الظفر له . 
ثم اجتمع   إيلغازي   وأتابك طغتكين  ، صاحب دمشق  ، وحصروا الفرنج  في معرة قنسرين يوما وليلة ، ثم أشار   أتابك طغتكين  بالإفراج عنهم ، كيلا يحملهم الخوف على أن يستقتلوا ويخرجوا إلى المسلمين ، فربما ظفروا ، وكان أكثر خوفه من دبر خيل التركمان  ، وجودة خيل الفرنج  ، فأفرج لهم   إيلغازي  ، فساروا عن مكانهم وتخلصوا ، وكان   إيلغازي  لا يطيل المقام في بلد الفرنج    ; لأنه كان يجمع التركمان  للطمع ، فيحضر أحدهم ومعه جراب فيه دقيق ، وشاة ، ويعد الساعات لغنيمة يتعجلها ، ويعود ، فإذا طال مقامهم تفرقوا ، ولم يكن له من الأموال ما يفرقها فيهم . 
				
						
						
