ذكر قتل  السميرمي   
وفي هذه السنة قتل الوزير الكمال   أبو طالب السميرمي  ، وزير  السلطان محمود  ، سلخ صفر ، وكان قد برز مع السلطان ليسير إلى همذان  ، فدخل إلى الحمام ، وخرج بين يديه الرجالة والخيالة ، وهو في موكب عظيم ، فاجتاز بسوق المدرسة التي بناها  خمارتكين التتشي  ، واجتاز في منفذ ضيق فيه حظائر الشوك ، فتقدم أصحابه لضيق الموضع ، فوثب عليه باطني وضربه بسكين ، فوقعت في البغلة ، وهرب إلى دجلة ، وتبعه الغلمان ، فخلا الموضع ، فظهر رجل آخر فضربه بسكين في خاصرته ، وجذبه عن البغلة إلى الأرض وضربه عدة ضربات . 
وعاد أصحاب الوزير ، فحمل عليهم رجلان باطنيان ، فانهزم منهما ، ثم عادوا وقد ذبح الوزير مثل الشاة ، فحمل قتيلا وبه نيف وثلاثون جراحة ، وقتل قاتلوه . 
ولما كان في الحمام كان المنجمون يأخذون له الطالع ليخرج فقالوا : هذا وقت جيد ، وإن تأخرت يفت طالع السعد ، فأسرج وركب ، وأراد أن يأكل طعاما ، فمنعوه لأجل الطالع ، فقتل ولم ينفعه قولهم . 
وكانت وزارته ثلاث سنين وعشرة أشهر ، وانتهب ماله ، وأخذ السلطان خزانته ، ووزر بعده شمس الملك ، وكانت زوجة  السميرمي  قد خرجت هذا اليوم في موكب كبير ، معها نحو مائة جارية ، وجمع من الخدم ، والجميع بمراكب الذهب ، فلما سمعن بقتله عدن حافيات حاسرات ، وقد تبدلن بالعز هوانا ، وبالمسرة أحزانا . فسبحان من لا يزول ملكه . 
وكان  السميرمي  ظالما ، كثير المصادرة للناس ، سيء السيرة ، فلما قتل أطلق السلطان ما كان جدده من المكوس ، وما وضعه على التجار والباعة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					