ذكر قتل  نباتة بن حنظلة   
وفي هذه السنة قتل  نباتة بن حنظلة  عامل   يزيد بن هبيرة  على جرجان  ، وكان   يزيد بن هبيرة  بعثه إلى  نصر  ، فأتى فارس  وأصبهان  ثم سار إلى الري  ومضى إلى جرجان  ، وكان  نصر  بقومس  على ما تقدم ، فقيل له : إن قومس  لا تحملنا ، فسار إلى جرجان  فنزلها مع  نباتة  وخندقوا عليهم . 
وأقبل  قحطبة  إلى جرجان  في ذي القعدة ، فقال  قحطبة     : يا أهل خراسان  أتدرون إلى من تسيرون ومن تقاتلون ؟ إنما تقاتلون بقية قوم حرقوا بيت الله تعالى ! وكان  الحسن بن قحطبة  على مقدمة أبيه ، فوجه جمعا إلى مسلحة  نباتة  وعليها رجل يقال له  ذؤيب  ، فبيتوهم فقتلوا  ذؤيبا  وسبعين رجلا من أصحابه فرجعوا إلى  الحسن     . 
 [ ص: 383 ] وقدم  قحطبة  فنزل بإزاء  نباتة  وأهل الشام  في عدة لم ير الناس مثلها ، فلما رآهم أهل خراسان  هابوهم حتى تكلموا بذلك وأظهروه ، فبلغ  قحطبة  قولهم ، فقام فيهم فقال : يا أهل خراسان  هذه البلاد كانت لآبائكم ، وكانوا ينصرون على عدوهم لعدلهم وحسن سيرتهم حتى بدلوا وظلموا فسخط الله - عز وجل - عليهم فانتزع سلطانهم وسلط عليهم أذل أمة كانت في الأرض عندهم ، فغلبوهم على بلادهم ، وكانوا بذلك يحكمون بالعدل ويوفون بالعهد وينصرون المظلوم ، ثم بدلوا وغيروا وجاروا في الحكم ، وأخافوا أهل البر والتقوى من عترة رسول الله ; فسلطكم عليهم لينتقم منهم بكم ، لتكونوا أشد عقوبة لأنكم طلبتموهم بالثأر ، وقد عهد إلي الإمام أنكم تلقونهم في مثل هذه العدة فينصركم الله - عز وجل - عليهم فتهزمونهم وتقتلونهم . 
فالتقوا في مستهل ذي الحجة سنة ثلاثين يوم الجمعة ، فقال لهم  قحطبة  قبل القتال : إن الإمام أخبرنا أنكم تنصرون على عدوكم هذا اليوم من هذا الشهر ، وكان على ميمنته ابنه  الحسن  ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل  نباتة  ، وانهزم أهل الشام  فقتل منهم عشرة آلاف ، وبعث إلى  أبي مسلم  برأس  نباتة     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					