ذكر وقعة  أبي حمزة الخارجي  بقديد   
في هذه السنة لسبع بقين من صفر كانت الوقعة بقديد  بين أهل المدينة  وأبي حمزة الخارجي     . 
قد ذكرنا أن  عبد الواحد بن سليمان  ضرب البعث على أهل المدينة  ، واستعمل عليهم   عبد العزيز بن عبد الله  ، فخرجوا ، فلما كانوا بالحرة  لقيتهم جزر منحورة فتقدموا ، فلما كانوا بالعقيق  تعلق لواؤهم بسمرة فانكسر الرمح ، فتشاءم الناس بالخروج ، وأتاهم رسل  أبي حمزة  يقولون : إننا والله ما لنا بقتالكم حاجة ، دعونا نمض إلى عدونا . فأبى أهل المدينة  ولم يجيبوه إلى ذلك ، وساروا حتى نزلوا قديدا  ، وكانوا مترفين ليسوا بأصحاب حرب ، فلم يشعروا إلا وقد خرج عليهم أصحاب  أبي حمزة  من الفضاض فقتلوهم ، وكانت المقتلة بقريش  ، وفيهم كانت الشوكة ، فأصيب منهم عدد كثير ، وقدم المنهزمون المدينة  فكانت المرأة تقيم النوائح على حميمها ومعها النساء ، فما تبرح النساء حتى تأتيهن الأخبار عن رجالهن ، فيخرجن امرأة امرأة ، كل واحدة منهن تذهب لقتل رجلها ، فلا تبقى عندها امرأة لكثرة من قتل . 
 [ ص: 384 ] وقيل : إن خزاعة  دلت  أبا حمزة  على أصحاب قديد  ، وقيل : كان عدة القتلى سبعمائة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					