فصل 
في مبدأ الهجرة التي فرق الله فيها بين أوليائه وأعدائه ، وجعلها مبدأ لإعزاز دينه ، ونصر عبده ورسوله : 
 [ ص: 39 ] قال  الواقدي   : حدثني محمد بن صالح  عن  عاصم بن عمر بن قتادة  ويزيد بن رومان  وغيرهما قالوا : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة  ثلاث سنين من أول نبوته مستخفيا ، ثم أعلن في الرابعة ، فدعا الناس إلى الإسلام عشر سنين ، يوافي الموسم كل عام ، يتبع الحاج في منازلهم ، وفي المواسم بعكاظ  ، ومجنة  ، وذي المجاز  ، يدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه ولهم الجنة ، فلا يجد أحدا ينصره ولا يجيبه ، حتى إنه ليسأل عن القبائل  ومنازلها قبيلة قبيلة ، ويقول : ( يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا ، وتملكوا بها العرب ، وتذل لكم بها العجم ، فإذا آمنتم ، كنتم ملوكا في الجنة " وأبو لهب  وراءه يقول : لا تطيعوه ، فإنه صابئ كذاب ، فيردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبح الرد ويؤذونه ، ويقولون : أسرتك وعشيرتك أعلم بك حيث لم يتبعوك ، وهو يدعوهم إلى الله ، ويقول : اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا ، قال : وكان ممن يسمى لنا من القبائل الذين أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم وعرض نفسه عليهم : بنو عامر بن صعصعة  ، ومحارب بن حصفة  ، وفزارة  ، وغسان  ، ومرة  ، وحنيفة  ، وسليم  ، وعبس  ، وبنو النضر  ، وبنو البكاء  ، وكندة  ، وكلب  ، والحارث بن كعب  ، وعذرة  ، والحضارمة  ، فلم يستجب منهم أحد  ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					