فصل 
وكان يشدد في الغلول  جدا ، ويقول : ( هو عار ونار وشنار على أهله يوم القيامة  ) . 
 [ ص: 97 ] ولما ( أصيب غلامه مدعم  قالوا : هنيئا له الجنة قال : كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أخذها يوم خيبر  من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا " فجاء رجل بشراك أو شراكين لما سمع ذلك ، فقال : " شراك أو شراكان من نار  ) . 
وقال  أبو هريرة   : ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الغلول وعظمه ، وعظم أمره ، فقال : " لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء ، على رقبته فرس له حمحمة يقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ، على رقبته صامت ، فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك من الله شيئا ، قد أبلغتك ، على رقبته رقاع تخفق فيقول : يا رسول الله أغثني ، فأقول : لا أملك لك شيئا قد أبلغتك  ) . 
( وقال لمن كان على ثقله وقد مات " هو في النار " فذهبوا ينظرون فوجدوا عباءة قد غلها  ) . 
( وقالوا في بعض غزواتهم : " فلان شهيد ، وفلان شهيد ، حتى مروا على رجل ، فقالوا : وفلان شهيد ، فقال : كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو  [ ص: 98 ] عباءة " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب يا ابن الخطاب  ، اذهب فناد في الناس : إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون  ) . 
( وتوفي رجل يوم خيبر  ، فذكروا ذلك ل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك ، فقال : إن صاحبكم غل في سبيل الله شيئا " ففتشوا متاعه ، فوجدوا خرزا من خرز يهود  لا يساوي درهمين  ) . 
( وكان إذا أصاب غنيمة أمر بلالا  ، فنادى في الناس ، فيجيئون بغنائمهم ، فيخمسه ويقسمه ، فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سمعت بلالا  نادى ثلاثا ؟ " قال : نعم ، قال : "فما منعك أن تجيء به ؟ " فاعتذر ، فقال : " كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله منك  ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					