قلت : في " الصحيح " : أن النبي صلى الله عليه وسلم ( توضأ ومج في بئر الحديبية  من فمه ، فجاشت بالماء  ) ، كذلك قال  البراء بن عازب   وسلمة بن الأكوع  في " الصحيحين " . 
 [ ص: 265 ] وقال عروة   : عن  مروان بن الحكم   والمسور بن مخرمة  ، أنه ( غرز فيها سهما من كنانته  ) ، وهو في " الصحيحين " أيضا . 
وفي مغازي أبي الأسود  عن عروة   : توضأ في الدلو ، ومضمض فاه ، ثم مج فيه ، وأمر أن يصب في البئر ، ونزع سهما من كنانته وألقاه في البئر ، ودعا الله تعالى ففارت بالماء ، حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شقها ، فجمع بين الأمرين ، وهذا أشبه . والله أعلم . 
وفي " صحيح  البخاري   " : عن جابر  قال : عطش الناس يوم الحديبية  ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة يتوضأ منها ، إذ جهش الناس نحوه ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : يا رسول الله ، ما عندنا ماء نشرب ، ولا ما نتوضأ إلا ما بين يديك ، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه أمثال العيون  ، فشربوا وتوضئوا ، وكانوا خمس عشرة مائة ، وهذه غير قصة البئر . 
وفي هذه الغزوة أصابهم ليلة مطر ، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح قال : ( أتدرون ماذا قال ربكم الليلة ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب  ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					