فصل في قدوم وفد ذي مرة   
وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد ذي مرة  ثلاثة عشر رجلا ، رأسهم الحارث بن عوف  ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا قومك وعشيرتك ، نحن قوم من بني لؤي بن  [ ص: 578 ] غالب   . فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للحارث   : ( أين تركت أهلك ؟ قال بسلاح وما والاها . قال وكيف البلاد ؟ قال : والله إنا لمسنتون ما في المال مخ فادع الله لنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اسقهم الغيث  " فأقاموا أياما ثم أرادوا الانصراف إلى بلادهم ، فجاءوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مودعين له ، فأمر بلالا  أن يجيزهم ، فأجازهم بعشر أواق فضة ، وفضل الحارث بن عوف  أعطاه اثنتي عشرة أوقية ورجعوا إلى بلادهم فوجدوا البلاد مطيرة ، فسألوا : متى مطرتم ؟ فإذا هو ذلك اليوم الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه ، وأخصبت بعد ذلك بلادهم ) . 
				
						
						
