الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد ، ثنا محمد بن إبراهيم ، حدثني أبي ، عن جدي قال : حج سليمان بن عبد الملك ، ومعه عمر بن عبد العزيز ، فلما أشرف على عقبة عسفان ، نظر سليمان إلى عسكره ، فأعجبه ما رأى من حجره وأبنيته ، فقال : كيف ترى ما هاهنا يا عمر ؟ قال : أرى يا أمير المؤمنين دنيا يأكل بعضها بعضا ، أنت المسئول عنها ، والمأخوذ بما فيها ، فطار غراب من حجرة سليمان ينعب ، في منقاره كسرة ، فقال سليمان : ما ترى هذا الغراب يقول ؟ قال : أظنه يقول من أين دخلت هذه الكسرة ، وكيف خرجت ؟ ! قال : إنك لتجيء بالعجب يا عمر ، قال : إن شئت أخبرك بأعجب من هذا أخبرتك . قال : فأخبرني ، قال : من عرف الله فعصاه ، ومن عرف الشيطان فأطاعه ، ومن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ، ثم اطمأن إليها ، قال سليمان : نغصت علينا ما نحن فيه يا عمر ، وضرب دابته وسار ، فأقبل عمر حتى نزل عن دابته ، فأمسك برأسها ، وذلك أنه سبق ثقله ، فرأى الناس كل من قدم شيئا قدم عليه ، فبكىعمر ، فقال سليمان : ما يبكيك ؟ قال : هكذا يوم القيامة ، من قدم شيئا قدم عليه ، ومن لم يقدم شيئا قدم على غير شيء .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية