حدثنا عبد الله بن محمد  ، ثنا أحمد بن الحسين  ، ثنا أحمد بن إبراهيم  ، ثنا منصور بن أبي مزاحم  ، ثنا شعيب بن صفوان أبو يحيى  ، عن محمد بن مروان بن أبان بن عثمان بن عفان  ، عن من سمع مزاحما  يقول : قلت لعمر    : إني رأيت في أهلك خللا ، فقال لي : يا مزاحم  ، أما يكفيهم وأعطيتهم ما يصيبون من المغانم مع المسلمين من فيئهم مع مال عمر  ؟ فقلت له : وأين يقع ذلك منهم مع ما يمونون ، ومع ضيافتهم وكسوتهم نساءهم ؟ قد والله خشيت أن تصيبهم مخمصة ، فقال لي عمر    : إن لي   [ ص: 332 ] نفسا تواقة ، لقد رأيتني وأنا بالمدينة  غلام مع الغلمان ، ثم تاقت نفسي إلى العلم إلى العربية والشعر ، فأصبت منه حاجتي ، وما كنت أريد ، ثم تاقت إلى السلطان فاستعملت على المدينة  ، ثم تاقت نفسي وأنا في السلطان إلى اللبس والعيش الطيب فما علمت أن أحدا من أهل بيتي ولا غيرهم كانوا في مثل ما كنت فيه ، ثم تاقت نفسي إلى الآخرة والعمل بالعدل ، فأنا أرجو أن أنال ما تاقت نفسي إليه من أمر آخرتي ، فلست بالذي أهلك آخرتي بدنياهم    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					