وسئل عن الزهد في الدنيا ، وعن الرغبة فيها ما علمها ؟ قال : علم حب الدنيا حب البقاء فيها ، وأن لا يكون له في الأشياء غاية تقصر إرادته عليها دون انقضاء الدنيا ، وعلم الزهد حب الموت ، ألم تسمع قوله : ( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) ، ثم قال : ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ) ، فأخبر أن ذلك هو الرغبة في الدنيا .
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : الفكرة نور تدخله قلبك . قال عبد الله : وحدثنا أبو حفص القرشي ، قال : كان سفيان بن عيينة دائما يتمثل :
إذا المرء كانت له فكرة ففي كل شيء له عبرة
قال : وبلغني عن سفيان بن عيينة قال : التفكر مفتاح الرحمة ، ألا ترى أنه يتفكر فيتوب ؟
حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد ، ثنا الفضل بن غسان ، عن سفيان بن عيينة قال : قال علي بن أبي طالب : لا يكون الرجل قيم أهله حتى لا يبالي ما سد به فورة الجوع ، ولا يبالي أي ثوبيه ابتذل .
حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا أبو همام ، ثنا سهل بن محمود ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان يقال : اسلكوا سبل الحق ولا تستوحشوا من قلة أهلها .
حدثنا محمد ، ثنا أبو يعلى ، قال : سمعت إسحاق يقول : قال ابن عيينة : وما الدنيا إن كنت بائعها بشربة على ظمأ . قال : وسمعت سفيان يقول : إنما دخل أهل الجنة الجنة بالصبر . قال : وسمعت سفيان يقول : قال أبو حازم : زافت لهم [ ص: 307 ] الدنيا فوثبوا عليها .
حدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن علي بن المثنى ، ثنا محمد بن قدامة ، قال : سمعت سفيان يقول : ما تنعم متنعم بمثل ذكر الله . وقال داود عليه السلام : " ما أحلى ذكرك في أفواه المتعبدين ! قال : وسمعت سفيان يقول : وصف رجل رجلا فقال : كان والله - ما علمت - يخاف الله ويستحي من الناس . قال : وسمعت سفيان بن عيينة يقول : قال لقمان : خير الناس الحيي الغني . قيل : الغني في المال ؟ قال : لا ، ولكن الذي إذا احتيج إليه نفع ، وإذا استغني عنه نفع . قيل : فمن شر الناس ؟ قال : من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا .


