488- أبو أيوب
ومنهم أبو أيوب مولى بني هاشم ، صحب الحكماء من العباد وأخذ عنهم عدة المنقلب والمعاد .
حدثنا أبي ، ثنا الحسن بن أبان ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا أبو أيوب ، مولى بني هاشم قال : قال بعضهم : ، ومن أنار الله قلبه بضوء مصابيح العبر لم يمل الفكر ، ومن لم يملها لم تطفأ مصابيح عبره . وكان يقول : احذر إيثار العدة والميل إلى الهوينا واعلم أن من نظر إلى الدنيا بغير عين العبرة انطمس من بصر قلبه بقدر تلك الغفلة : أحدهما التفكر المؤلم وإن أنزلت نفسك منازل الخفض والدعة ، وقد أجمع علماء الدنيا وعمال المعاد على بذل النصب في الدعة فلا تشذن عن الفريقين ، واعلم أن أولى الفريقين بك أن تكون به مقتديا بأعمال المعاد ، وقد كان من بذلهم في طلب ما عند ربهم أنهم بذلوا أنفسهم بالدءوب في التفكير المؤلم ، وباشروا بأبدانهم الأعمال الشاقة على الجوارح ، فإن ابتغيت سبيلهم فاجمع إليك همك ليحضر عقلك فيجول في ملكوت السماوات والأرض ، واعلم أن بنية القلب بنية لا امتناع بها عن محاربة عدوها ولا عجز بعدوها عن محاربتها ، وقد أعطيت عدولا علماء بدائك ودوائك وهو مسبب إليك الداء وقاطع عنك معاني الشفاء . النصب نصبان