131- معاوية بن الحكم السلمي  
ومعاوية بن الحكم السلمي  نزل الصفة    . 
حدثنا  عبد الملك بن الحسن المعدل السقطي  ، ثنا أبو بردة الفضل بن محمد الحاسب  ، ثنا  عبد الله بن عمر أبو عبد الرحمن  ، ثنا عمر بن محمد  ، ثنا الصلت بن دينار  ، عن  يحيى بن أبي كثير  ، عن هلال بن أبي ميمونة  ، عن  عطاء بن يسار  ، عن الحكم بن معاوية    . 
قال الشيخ رحمه الله : كذا وقع في كتابي الحكم بن معاوية  ، وإنما هو معاوية بن الحكم  قال : بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفة  ، فجعل يوجه الرجل من المهاجرين  مع الرجل من الأنصار  ، والرجلين والثلاثة حتى بقيت في أربعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم خامسنا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " انطلقوا بنا " ، فلما جئنا قال : "يا  عائشة  عشينا " ، فجاءت بجشيشة فأكلنا ثم قال : "يا  عائشة  أطعمينا " ، فجاءت بحيسة فأكلنا  ، ثم قال : "يا  عائشة  اسقينا " ، فجاءت بجريعة من لبن فشربنا ، ثم قال : "يا  عائشة  اسقينا " ، فجاءت بعس من ماء فشربنا ، ثم قال : " من شاء منكم أن ينطلق إلى المسجد فلينطلق ، ومن شاء منكم بات هاهنا " ، قال : فقلنا : بل ننطلق إلى المسجد ، قال : فبينا أنا نائم على بطني إذا برجل يرفسني برجله في جوف الليل ، فرفعت رأسي ، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قم فإن هذه ضجعة يبغضها الله عز وجل    . 
قال الشيخ رحمه الله : رواه  الأوزاعي  وهشام  وشيبان  ، عن  يحيى بن أبي كثير  ، عن أبي سلمة  ، عن طخفة  ، عن أبيه نحوه . 
 [ ص: 34 ] قال الشيخ رحمه الله : وكان يزور أهل الصفة  بعد النبي صلى الله عليه وسلم الأكابر من الأقارب والأشراف ، يتبركون بما خصوا به من الألطاف ، وعصموا به من الإسراف والإتراف . 
وقد حدثنا سليمان بن أحمد  ، ثنا جعفر بن سليمان النوفلي  ، ثنا  إبراهيم بن حمزة الزبيري  ، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي  ، عن زيد بن أسلم  ، عن أبيه ، قال : دعا  عمر بن الخطاب   علي بن أبي طالب  فساره ، ثم قام علي  فجاء الصفة  فوجد العباس  وعقيلا  والحسين  فشاورهم في تزوج أم كلثوم    - عمر  ، ثم قال علي    : أخبرني - عمر  أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي    " . 
قال الشيخ رحمه الله : وكذلك كان أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأولاده يوالون أهل الصفة  والفقراء    ; يخالطونهم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واستنانا به ، فممن كان يكثر مجالستهم ومخالطتهم ومجالسة سائر الفقراء في كل وقت ; الحسن بن علي بن أبي طالب  ،  وعبد الله بن جعفر  ، يرون في محبتهم إكمال الدين ، وفي مجالستهم إتمام الشرف مع ما كانوا يرجعون إليه من التشرف برسول الله صلى الله عليه وسلم ، والانتساب إليه اغتناما لدعائهم ، واقتباسا من أخلاقهم وآدابهم . وكذلك عامة الصحابة كانوا يغتنمون مخالطة الأخيار ، وأدعية الأبرار ، حتى أن بعضهم ليدعو بذلك لأخيه فيما حدثناه أبو بكر بن مالك  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني محمد بن عبيد بن حساب  ، ثنا جعفر بن سليمان  ، قال : سمعت  ثابتا البناني  يحدث عن  أنس بن مالك  ، قال : كان بعضنا يدعو لبعض : جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار ، يقومون الليل ويصومون النهار  ، ليسوا بأثمة ولا فجار   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان  ، ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  ، حدثني محمد بن عبيد بن حساب  ، ثنا جعفر بن سليمان  ، ثنا بسطام بن مسلم  ، عن معاوية بن قرة  ، عن أبيه ، قال : قال لي : يا بني إذا كنت في قوم يذكرون الله تعالى فبدت لك حاجة فسلم عليهم حين تقوم  فإنك لا تزال لهم شريكا ما داموا جلوسا   . 
				
						
						
