الحكم السادس عشر 
حكم المحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى 
( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين    ) 
قوله تعالى : ( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين    ) 
اعلم أنه سبحانه وتعالى لما بين للمكلفين ما بين من معالم دينه، وأوضح لهم من شرائع شرعه ، أمرهم بعد ذلك بالمحافظة على الصلوات  ، وذلك لوجوه : 
أحدها : أن الصلاة لما فيها من القراءة والقيام والركوع والسجود والخضوع والخشوع تفيد انكسار القلب من هيبة الله تعالى، وزوال التمرد عن الطبع، وحصول الانقياد لأوامر الله تعالى ، والانتهاء عن مناهيه، كما قال : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر    ) [العنكبوت : 45] . 
والثاني : أن الصلاة تذكر العبد جلالة الربوبية وذلة العبودية وأمر الثواب والعقاب ، فعند ذلك يسهل عليه الانقياد للطاعة ، ولذلك قال : ( استعينوا بالصبر والصلاة    ) [البقرة : 45] . 
والثالث : أن كل ما تقدم من بيان النكاح والطلاق والعدة اشتغال بمصالح الدنيا، فأتبع ذلك بذكر الصلاة التي هي مصالح الآخرة، 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					