بقي في الآية سؤالات :
السؤال الأول : ذكر في سورة البقرة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49يذبحون ) [ البقرة : 49 ] وفي سورة الأعراف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141يقتلون ) [ الأعراف : 141 ] وههنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6ويذبحون ) مع الواو فما الفرق ؟
والجواب : قال تعالى في سورة البقرة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49يذبحون ) بغير واو لأنه تفسير لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6سوء العذاب ) وفي التفسير لا يحسن ذكر الواو ، تقول : أتاني القوم زيد وعمرو . لأنك أردت أن تفسر القوم بهما ، ومثله قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ومن يفعل ذلك يلق أثاما nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يضاعف له العذاب ) [ الفرقان : 68-69 ] فالأثام لما صار مفسرا بمضاعفة العذاب لا جرم حذف عنه الواو . أما في هذه السورة فقد أدخل الواو فيه ؛ لأن المعنى أنهم يعذبونهم بغير التذبيح وبالتذبيح أيضا فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6ويذبحون ) نوع آخر من العذاب لا أنه تفسير لما قبله .
السؤال الثاني : كيف كان
nindex.php?page=treesubj&link=31911_32016فعل آل فرعون بلاء من ربهم ؟
والجواب من وجهين :
أحدهما : أن تمكين الله إياهم حتى فعلوا ما فعلوا كان بلاء من الله .
والثاني : وهو أن ذلك إشارة إلى الإنجاء ، وهو بلاء عظيم ، والبلاء هو الابتلاء ، وذلك قد يكون بالنعمة تارة ، وبالمحنة أخرى ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) [ الأنبياء : 35 ] وهذا الوجه أولى لأنه يوافق صدر الآية وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم ) .
السؤال الثالث : هب أن تذبيح الأبناء كان بلاء ، أما استحياء النساء كيف يكون بلاء ؟
الجواب : كانوا يستخدمونهن بالاستحياء في الخلاص منه نعمة ، وأيضا إبقاؤهن منفردات عن الرجال فيه أعظم المضار .
بَقِيَ فِي الْآيَةِ سُؤَالَاتٌ :
السُّؤَالُ الْأَوَّلُ : ذُكِرَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49يُذَبِّحُونَ ) [ الْبَقَرَةِ : 49 ] وَفِي سُورَةِ الْأَعْرَافِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141يُقَتِّلُونَ ) [ الْأَعْرَافِ : 141 ] وَهَهُنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وَيُذَبِّحُونَ ) مَعَ الْوَاوِ فَمَا الْفَرْقُ ؟
وَالْجَوَابُ : قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=49يُذَبِّحُونَ ) بِغَيْرِ وَاوٍ لِأَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6سُوءَ الْعَذَابِ ) وَفِي التَّفْسِيرِ لَا يَحْسُنُ ذِكْرُ الْوَاوِ ، تَقُولُ : أَتَانِي الْقَوْمُ زَيْدٌ وَعَمْرٌو . لِأَنَّكَ أَرَدْتَ أَنْ تُفَسِّرَ الْقَوْمَ بِهِمَا ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=69يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ ) [ الْفُرْقَانِ : 68-69 ] فَالْأَثَامُ لَمَّا صَارَ مُفَسَّرًا بِمُضَاعَفَةِ الْعَذَابِ لَا جَرَمَ حُذِفَ عَنْهُ الْوَاوُ . أَمَّا فِي هَذِهِ السُّورَةِ فَقَدْ أَدْخَلَ الْوَاوَ فِيهِ ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ يُعَذِّبُونَهُمْ بِغَيْرِ التَّذْبِيحِ وَبِالتَّذْبِيحِ أَيْضًا فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وَيُذَبِّحُونَ ) نَوْعٌ آخَرُ مِنَ الْعَذَابِ لَا أَنَّهُ تَفْسِيرٌ لِمَا قَبْلَهُ .
السُّؤَالُ الثَّانِي : كَيْفَ كَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=31911_32016فِعْلُ آلِ فِرْعَوْنَ بَلَاءً مِنْ رَبِّهِمْ ؟
وَالْجَوَابُ مِنْ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ تَمْكِينَ اللَّهِ إِيَّاهُمْ حَتَّى فَعَلُوا مَا فَعَلُوا كَانَ بَلَاءً مِنَ اللَّهِ .
وَالثَّانِي : وَهُوَ أَنَّ ذَلِكَ إِشَارَةٌ إِلَى الْإِنْجَاءِ ، وَهُوَ بَلَاءٌ عَظِيمٌ ، وَالْبَلَاءُ هُوَ الِابْتِلَاءُ ، وَذَلِكَ قَدْ يَكُونُ بِالنِّعْمَةِ تَارَةً ، وَبِالْمِحْنَةِ أُخْرَى ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=35وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) [ الْأَنْبِيَاءِ : 35 ] وَهَذَا الوجه أَوْلَى لِأَنَّهُ يُوَافِقُ صَدْرَ الْآيَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ) .
السُّؤَالُ الثَّالِثُ : هَبْ أَنَّ تَذْبِيحَ الْأَبْنَاءِ كَانَ بَلَاءً ، أَمَّا اسْتِحْيَاءُ النِّسَاءِ كَيْفَ يَكُونُ بَلَاءً ؟
الْجَوَابُ : كَانُوا يَسْتَخْدِمُونَهُنَّ بِالِاسْتِحْيَاءِ فِي الْخَلَاصِ مِنْهُ نِعْمَةً ، وَأَيْضًا إِبْقَاؤُهُنَّ مُنْفَرِدَاتٍ عَنِ الرِّجَالِ فِيهِ أَعْظَمُ الْمَضَارِّ .