(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ولا هم ينظرون ) .
اعلم أنه تعالى لما بين من حال القوم أنهم عرفوا نعمة الله ثم أنكروها ، وذكر أيضا من حالهم أن أكثرهم الكافرون أتبعه بالوعيد ، فذكر
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30362_28766حال يوم القيامة ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ) ، وذلك يدل على أن أولئك الشهداء يشهدون عليهم بذلك الإنكار وبذلك الكفر ، والمراد بهؤلاء الشهداء الأنبياء ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) [النساء : 41] ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ثم لا يؤذن للذين كفروا ) فيه وجوه :
أحدها : لا يؤذن لهم في الاعتذار ؛ لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36ولا يؤذن لهم فيعتذرون ) [المرسلات : 36] .
وثانيها : لا يؤذن لهم في كثرة الكلام .
وثالثها : لا يؤذن لهم في الرجوع إلى دار الدنيا وإلى التكليف .
ورابعها : لا يؤذن لهم في حال شهادة الشهود ، بل يسكت أهل الجمع كلهم ليشهد الشهود .
وخامسها : لا يؤذن لهم في كثرة الكلام ليظهر لهم كونهم آيسين من رحمة الله تعالى . ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ولا هم يستعتبون ) . الاستعتاب : طلب العتاب ، والرجل يطلب العتاب من خصمه إذا كان على جزم أنه إذا عاتبه رجع إلى الرضا ، فإذا لم يطلب العتاب منه دل على أنه راسخ في غضبه وسطوته . ثم إنه تعالى أكد هذا الوعيد ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وإذا رأى الذين ظلموا العذاب فلا يخفف عنهم ) . والمعنى : أن
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30532_28766_30351المشركين إذا رأوا العذاب ووصلوا إليه ، فعند ذلك لا يخفف عنهم العذاب . (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ولا هم ) أيضا (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85ينظرون ) أي : لا يؤخرون ولا يمهلون ؛ لأن التوبة هناك غير موجودة ، وتحقيقه ما يقوله المتكلمون من أن العذاب يجب أن يكون خالصا عن شوائب النفع ، وهو المراد من قوله : " لا يخفف عنهم العذاب " ويجب أن يكون العذاب دائما وهو المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85ولا هم ينظرون ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ مِنْ حَالِ الْقَوْمِ أَنَّهُمْ عَرَفُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ أَنْكَرُوهَا ، وَذَكَرَ أَيْضًا مِنْ حَالِهِمْ أَنَّ أَكْثَرَهُمُ الْكَافِرُونَ أَتْبَعَهُ بِالْوَعِيدِ ، فَذَكَرَ
nindex.php?page=treesubj&link=30296_30362_28766حَالَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ) ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أُولَئِكَ الشُّهَدَاءَ يَشْهَدُونَ عَلَيْهِمْ بِذَلِكَ الْإِنْكَارِ وَبِذَلِكَ الْكُفْرِ ، وَالْمُرَادُ بِهَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ الْأَنْبِيَاءُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=41فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ) [النِّسَاءِ : 41] ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) فِيهِ وُجُوهٌ :
أَحَدُهَا : لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي الِاعْتِذَارِ ؛ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=77&ayano=36وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) [الْمُرْسَلَاتِ : 36] .
وَثَانِيهَا : لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي كَثْرَةِ الْكَلَامِ .
وَثَالِثُهَا : لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي الْرُجُوعِ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا وَإِلَى التَّكْلِيفِ .
وَرَابِعُهَا : لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي حَالِ شَهَادَةِ الشُّهُودِ ، بَلْ يَسْكُتْ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ لِيَشْهَدَ الشُّهُودُ .
وَخَامِسُهَا : لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فِي كَثْرَةِ الْكَلَامِ لِيَظْهَرَ لَهُمْ كَوْنُهُمْ آيِسِينَ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى . ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ) . الِاسْتِعْتَابُ : طَلَبُ الْعِتَابِ ، وَالرَّجُلُ يَطْلُبُ الْعِتَابَ مِنْ خَصْمِهِ إِذَا كَانَ عَلَى جَزْمِ أَنَّهُ إِذَا عَاتَبَهُ رَجَعَ إِلَى الرِّضَا ، فَإِذَا لَمْ يَطْلُبِ الْعِتَابَ مِنْهُ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ رَاسِخٌ فِي غَضَبِهِ وَسَطْوَتِهِ . ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى أَكَّدَ هَذَا الْوَعِيدَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا الْعَذَابَ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ ) . وَالْمَعْنَى : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30539_30532_28766_30351الْمُشْرِكِينَ إِذَا رَأَوُا الْعَذَابَ وَوَصَلُوا إِلَيْهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=84وَلَا هُمْ ) أَيْضًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85يُنْظَرُونَ ) أَيْ : لَا يُؤَخَّرُونَ وَلَا يُمْهَلُونَ ؛ لِأَنَّ التَّوْبَةَ هُنَاكَ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ ، وَتَحْقِيقُهُ مَا يَقُولُهُ الْمُتَكَلِّمُونَ مِنْ أَنَّ الْعَذَابَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ خَالِصًا عَنْ شَوَائِبِ النَّفْعِ ، وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : " لَا يُخَفَّفُ عَنُهْمُ الْعَذَابُ " وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْعَذَابُ دَائِمًا وَهُوَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=85وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ) .