(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=93ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=93ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون ) .
اعلم أنه تعالى لما كلف القوم بالوفاء بالعهد وتحريم نقضه ، أتبعه ببيان
nindex.php?page=treesubj&link=28783_33679_18783أنه تعالى قادر على أن يجمعهم على هذا الوفاء وعلى سائر أبواب الإيمان ، ولكنه سبحانه بحكم الإلهية يضل من يشاء ويهدي من يشاء . أما
المعتزلة : فإنهم حملوا ذلك على الإلجاء ؛ أي لو أراد أن يلجئهم إلى الإيمان أو إلى الكفر لقدر عليه ، إلا أن ذلك يبطل التكليف ، فلا جرم ما ألجأهم إليه وفوض الأمر إلى اختيارهم في هذه التكاليف ، وأما قول أصحابنا فيه فهو ظاهر ، وهذه المناظرة قد تكررت مرارا كثيرة ، وروى
الواحدي أن
عزيرا قال : يا رب ، خلقت الخلق فتضل من تشاء وتهدي من تشاء ، فقال : يا
عزيز ، أعرض عن هذا ، فأعاده ثانيا ، فقال : أعرض عن هذا ، فأعاده ثالثا ، فقال : أعرض عن هذا وإلا محوت اسمك من النبوة . قالت
المعتزلة : ومما يدل على أن المراد من هذه المشيئة مشيئة الإلجاء - أنه تعالى قال بعده : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=93ولتسألن عما كنتم تعملون ) فلو كانت
nindex.php?page=treesubj&link=28785أعمال العباد بخلق الله تعالى لكان سؤالهم عنها عبثا ، والجواب عنه قد سبق مرارا ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=93وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=93وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا كَلَّفَ الْقَوْمَ بِالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَتَحْرِيمِ نَقْضِهِ ، أَتْبَعَهُ بِبَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=28783_33679_18783أَنَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَجْمَعَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَفَاءِ وَعَلَى سَائِرِ أَبْوَابِ الْإِيمَانِ ، وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ بِحُكْمِ الْإِلَهِيَّةِ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ . أَمَّا
الْمُعْتَزِلَةُ : فَإِنَّهُمْ حَمَلُوا ذَلِكَ عَلَى الْإِلْجَاءِ ؛ أَيْ لَوْ أَرَادَ أَنْ يُلْجِئَهُمْ إِلَى الْإِيمَانِ أَوْ إِلَى الْكُفْرِ لَقَدَرَ عَلَيْهِ ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ يُبْطِلُ التَّكْلِيفَ ، فَلَا جَرَمَ مَا أَلْجَأَهُمْ إِلَيْهِ وَفَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى اخْتِيَارِهِمْ فِي هَذِهِ التَّكَالِيفِ ، وَأَمَّا قَوْلُ أَصْحَابِنَا فِيهِ فَهُوَ ظَاهِرٌ ، وَهَذِهِ الْمُنَاظَرَةُ قَدْ تَكَرَّرَتْ مِرَارًا كَثِيرَةً ، وَرَوَى
الْوَاحِدِيُّ أَنَّ
عُزَيْرًا قَالَ : يَا رَبِّ ، خَلَقْتَ الْخَلْقَ فَتُضِلُّ مَنْ تَشَاءُ وَتْهَدِي مَنْ تَشَاءُ ، فَقَالَ : يَا
عُزَيْزُ ، أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ، فَأَعَادَهُ ثَانِيًا ، فَقَالَ : أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ، فَأَعَادَهُ ثَالِثًا ، فَقَالَ : أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَإِلَّا مَحَوْتُ اسْمَكَ مِنَ النُّبُوَّةِ . قَالَتِ
الْمُعْتَزِلَةُ : وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ هَذِهِ الْمَشِيئَةِ مَشِيئَةُ الْإِلْجَاءِ - أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ بَعْدَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=93وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) فَلَوْ كَانَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=28785أَعْمَالُ الْعِبَادِ بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَانَ سُؤَالُهُمْ عَنْهَا عَبَثًا ، وَالْجَوَابُ عَنْهُ قَدْ سَبَقَ مِرَارًا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .