(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) .
اعلم أن المراد من هذه الآية حكاية شبهة أخرى من شبهات منكري نبوة
محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأنهم كانوا يقولون : إن
محمدا إنما يذكر هذه القصص وهذه الكلمات لأنه يستفيدها من إنسان آخر ويتعلمها منه . واختلفوا في هذا
nindex.php?page=treesubj&link=31781_31788_29786البشر الذي نسب المشركون النبي صلى الله عليه وسلم إلى التعلم منه قيل : هو عبد
لبني عامر بن لؤي ، يقال له يعيش ، وكان يقرأ الكتب ، وقيل :
عداس غلام عتبة بن ربيعة ، وقيل : عبد
لبني الحضرمي صاحب كتب ، وكان اسمه
جبرا ، وكانت
قريش تقول : عبد
بني الحضرمي يعلم
nindex.php?page=showalam&ids=10640خديجة ،
nindex.php?page=showalam&ids=10640وخديجة تعلم
محمدا ، وقيل : كان
بمكة نصراني أعجمي اللسان ، اسمه
بلعام ، ويقال له : أبو ميسرة يتكلم بالرومية ، وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=23سلمان الفارسي ، وبالجملة فلا فائدة في تعديد هذه الأسماء ، والحاصل أن القوم اتهموه بأنه يتعلم هذه الكلمات من غيره ، ثم إنه يظهرها من نفسه ويزعم أنه إنما عرفها بالوحي وهو كاذب فيه .
ثم إنه تعالى أجاب عنه بأن قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) .
nindex.php?page=treesubj&link=34077ومعنى الإلحاد في اللغة : الميل ، يقال : لحد وألحد إذا مال عن القصد ، ومنه يقال للعادل عن الحق ملحد . وقرأ
حمزة والكسائي : " يلحدون " بفتح الياء والحاء ، والباقون : بضم الياء وكسر الحاء ، قال
الواحدي : والأولى ضم الياء ؛ لأنه لغة القرآن ، والدليل عليه قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25ومن يرد فيه بإلحاد بظلم ) [الحج : 25] . والإلحاد قد يكون بمعنى الإمالة ، ومنه يقال : ألحدت له لحدا إذا حفرته في جانب القبر مائلا عن الاستواء ، وقبر ملحد وملحود ، ومنه الملحد ؛ لأنه أمال مذهبه عن الأديان كلها ، لم يمله عن دين إلى دين آخر ، وفسر الإلحاد في هذه الآية بالقولين : قال
الفراء : يميلون من الميل ، وقال
الزجاج : يميلون من الإمالة ، أي لسان الذين يميلون القول إليه أعجمي ، وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103أعجمي ) فقال
أبو الفتح الموصلي : تركيب ع ج م وضع في كلام العرب للإبهام والإخفاء وضد البيان والإيضاح ، ومنه قولهم : رجل أعجم وامرأة عجماء إذا كانا لا يفصحان ، وعجم الذنب سمي بذلك لاستتاره واختفائه ، والعجماء البهيمة ؛ لأنها لا توضح ما في نفسها ، وسموا صلاتي الظهر والعصر عجماوين ؛ لأن
[ ص: 95 ] القراءة حاصلة فيهما بالسر لا بالجهر ، فأما قوله م : أعجمت الكتاب ، فمعناه أزلت عجمته ، وأفعلت قد يأتي والمراد منه السلب ؛ كقولهم : أشكيت فلانا ، إذا أزلت ما يشكوه ، فهذا هو الأصل في هذه الكلمة ، ثم إن العرب تسمي كل من لا يعرف لغتهم ولا يتكلم بلسانهم أعجم- وأعجميا . قال
الفراء وأحمد بن يحيى : الأعجم الذي في لسانه عجمة وإن كان من العرب ، والأعجمي والعجمي الذي أصله من العجم . قال
أبو علي الفارسي : الأعجم الذي لا يفصح ، سواء كان من العرب أو من العجم ، ألا ترى أنهم قالوا : زياد الأعجم ؛ لأنه كانت في لسانه عجمة مع أنه كان عربيا ، وأما معنى العربي واشتقاقه فقد ذكرناه عند قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=97الأعراب أشد كفرا ونفاقا ) [التوبة : 97] . وقال
الفراء والزجاج في هذه الآية : يقال عرب لسانه عرابة وعروبة . هذا تفسير ألفاظ الآية .
وأما تقرير وجه الجواب فاعلم أنه إنما يظهر إذا قلنا : القرآن إنما كان معجزا لما فيه من الفصاحة العائدة إلى اللفظ وكأنه قيل : هب أنه يتعلم المعاني من ذلك الأعجمي ، إلا أن القرآن إنما كان معجزا لما في ألفاظه من الفصاحة ، فبتقدير أن تكونوا صادقين في أن
محمدا صلى الله عليه وسلم يتعلم تلك المعاني من ذلك الرجل إلا أنه لا يقدح ذلك في المقصود ؛ إذ القرآن إنما كان معجزا لفصاحته ، وما ذكرتموه لا يقدح في ذلك المقصود . ولما ذكر الله تعالى هذا الجواب أردفه بالتهديد والوعيد ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ) أما تفسير أصحابنا لهذه الآية فظاهر ، وقال القاضي : أقوى ما قيل في ذلك أنه لا يهديهم إلى طريق الجنة ، ولذلك قال بعده : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104ولهم عذاب أليم ) والمراد أنهم
nindex.php?page=treesubj&link=30539_29494_28675_29428لما تركوا الإيمان بالله - لا يهديهم الله إلى الجنة ، بل يسوقهم إلى النار ، ثم إنه تعالى بين كونهم كذابين في ذلك القول ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) وفيه مسائل :
المسألة الأولى : المقصود منه أنه تعالى بين في الآية السابقة أن الذي قالوه بتقدير أن يصح لم يقدح في المقصود ، ثم إنه تعالى بين في هذه الآية أن الذي قالوه لم يصح وهم كذبوا فيه ، والدليل على كونهم كاذبين في ذلك القول - وجوه :
الأول : أنهم لا يؤمنون بآيات الله وهم كافرون ، ومتى كان الأمر كذلك كانوا أعداء للرسول صلى الله عليه وسلم ، وكلام العدا ضرب من الهذيان ولا شهادة لمتهم .
والثاني : أن أمر التعلم لا يتأتى في جلسة واحدة ولا يتم في الخفية ، بل التعلم إنما يتم إذا اختلف المعلم إلى المتعلم أزمنة متطاولة ومددا متباعدة ، ولو كان الأمر كذلك لاشتهر فيما بين الخلق أن
محمدا - عليه السلام - يتعلم العلوم من فلان وفلان .
الثالث : أن
nindex.php?page=treesubj&link=32238_32232_18626_32433_32439_32443_32450_32448العلوم الموجودة في القرآن كثيرة ، وتعلمها لا يتأتى إلا إذا كان المعلم في غاية الفضل والتحقيق ، فلو حصل فيهم إنسان بلغ في التعليم والتحقيق إلى هذا الحد لكان مشارا إليه بالأصابع في التحقيق والتدقيق في الدنيا ، فكيف يمكن تحصيل هذه العلوم العالية والمباحث النفيسة من عند فلان وفلان ؟
واعلم أن الطعن في نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمثال هذه الكلمات الركيكة يدل على أن الحجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ظاهرة باهرة ، فإن الخصوم كانوا عاجزين عن الطعن فيها ، ولأجل غاية عجزهم عدلوا إلى هذه الكلمات الركيكة .
المسألة الثانية : في هذه الآية دلالة قوية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18981الكذب من أكبر الكبائر وأفحش الفواحش ، والدليل عليه أن كلمة "إنما" للحصر ، والمعنى : أن الكذب والفرية لا يقدم عليهما إلا من كان غير مؤمن بآيات الله
[ ص: 96 ] تعالى ، وإلا من كان كافرا ، وهذا تهديد في النهاية .
فإن قيل : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105لا يؤمنون بآيات الله ) فعل ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105وأولئك هم الكاذبون ) اسم ، وعطف الجملة الاسمية على الجملة الفعلية قبيح ، فما السبب في حصوله ههنا ؟
قلنا : الفعل قد يكون لازما وقد يكون مفارقا ، والدليل عليه قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ) [يوسف : 35] . ذكره بلفظ الفعل ؛ تنبيها على أن ذلك السجن لا يدوم . وقال
فرعون لموسى - عليه السلام - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=29لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) [الشعراء : 29] . ذكره بصيغة الاسم ؛ تنبيها على الدوام ، وقال أصحابنا : إنه تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وعصى آدم ربه فغوى ) [طه : 121] . ولا يجوز أن يقال : إن
آدم عاص وغاو ؛ لأن صيغة الفعل لا تفيد الدوام ، وصيغة الاسم تفيده .
إذا عرفت هذه المقدمة فنقول : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله ) ذكر ذلك تنبيها على أن من أقدم على الكذب فكأنه دخل في الكفر ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105وأولئك هم الكاذبون ) تنبيها على أن صفة الكذب فيهم ثابتة راسخة دائمة ؛ وهذا كما تقول : كذبت وأنت كاذب ، فيكون قولك " وأنت كاذب" زيادة في الوصف بالكذب ، ومعناه : أن عادتك أن تكون كاذبا .
المسألة الثانية : ظاهر الآية يدل على أن الكاذب المفتري الذي لا يؤمن بآيات الله ، والأمر كذلك ؛ لأنه لا معنى للكفر إلا إنكار الإلهية ونبوة الأنبياء ، وهذا الإنكار مشتمل على الكذب والافتراء . وروي
أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له : هل يكذب المؤمن ؟ قال : "لا" ثم قرأ هذه الآية ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ حِكَايَةُ شُبْهَةٍ أُخْرَى مِنْ شُبُهَاتِ مُنْكِرِي نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ : إِنَّ
مُحَمَّدًا إِنَّمَا يَذْكُرُ هَذِهِ الْقِصَصَ وَهَذِهِ الْكَلِمَاتِ لِأَنَّهُ يَسْتَفِيدُهَا مِنْ إِنْسَانٍ آخَرَ وَيَتَعَلَّمُهَا مِنْهُ . وَاخْتَلَفُوا فِي هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=31781_31788_29786الْبَشَرِ الَّذِي نَسَبَ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى التَّعَلُّمِ مِنْهُ قِيلَ : هُوَ عَبْدٌ
لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، يُقَالُ لَهُ يَعِيشُ ، وَكَانَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ ، وَقِيلَ :
عَدَّاسٌ غُلَامُ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَقِيلَ : عَبْدٌ
لِبَنِي الْحَضْرَمِيِّ صَاحِبُ كُتُبٍ ، وَكَانَ اسْمُهُ
جَبْرًا ، وَكَانَتْ
قُرَيْشٌ تَقُولُ : عَبْدُ
بَنِي الْحَضْرَمِيِّ يُعَلِّمُ
nindex.php?page=showalam&ids=10640خَدِيجَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=10640وَخَدِيجَةُ تُعَلِّمُ
مُحَمَّدًا ، وَقِيلَ : كَانَ
بِمَكَّةَ نَصْرَانِيٌّ أَعْجَمِيُّ اللِّسَانِ ، اسْمُهُ
بَلْعَامٌ ، وَيُقَالُ لَهُ : أَبُو مَيْسَرَةَ يَتَكَلَّمُ بِالرُّومِيَّةِ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=showalam&ids=23سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا فَائِدَةَ فِي تَعْدِيدِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْقَوْمَ اتَّهَمُوهُ بِأَنَّهُ يَتَعَلَّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِنْ غَيْرِهِ ، ثُمَّ إِنَّهُ يُظْهِرُهَا مِنْ نَفْسِهِ وَيَزْعُمُ أَنَّهُ إِنَّمَا عَرَفَهَا بِالْوَحْيِ وَهُوَ كَاذِبٌ فِيهِ .
ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى أَجَابَ عَنْهُ بِأَنْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) .
nindex.php?page=treesubj&link=34077وَمَعْنَى الْإِلْحَادِ فِي اللُّغَةِ : الْمَيْلُ ، يُقَالُ : لَحَدَ وَأَلْحَدَ إِذَا مَالَ عَنِ الْقَصْدِ ، وَمِنْهُ يُقَالُ لِلْعَادِلِ عَنِ الْحَقِّ مُلْحِدٌ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ : " يَلْحَدُونَ " بِفَتْحِ الْيَاءِ وَالْحَاءِ ، وَالْبَاقُونَ : بِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْحَاءِ ، قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَالْأَوْلَى ضَمُّ الْيَاءِ ؛ لِأَنَّهُ لُغَةُ الْقُرْآنِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=25وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ ) [الْحَجِّ : 25] . وَالْإِلْحَادُ قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الْإِمَالَةِ ، وَمِنْهُ يُقَالُ : أَلْحَدْتُ لَهُ لَحْدًا إِذَا حَفَرْتَهُ فِي جَانِبِ الْقَبْرِ مَائِلًا عَنِ الِاسْتِوَاءِ ، وَقَبْرٌ مُلْحَدٌ وَمَلْحُودٌ ، وَمِنْهُ الْمُلْحِدُ ؛ لِأَنَّهُ أَمَالَ مَذْهَبَهُ عَنِ الْأَدْيَانِ كُلِّهَا ، لَمْ يُمِلْهُ عَنْ دِينٍ إِلَى دِينٍ آخَرَ ، وَفُسِّرَ الْإِلْحَادُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِالْقَوْلَيْنِ : قَالَ
الْفَرَّاءُ : يَمِيلُونَ مِنَ الْمَيْلِ ، وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : يَمِيلُونَ مِنَ الْإِمَالَةِ ، أَيْ لِسَانُ الَّذِينَ يَمِيلُونَ الْقَوْلَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ ، وَأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=103أَعْجَمِيٌّ ) فَقَالَ
أَبُو الْفَتْحِ الْمَوْصِلِيُّ : تَرْكِيبُ ع ج م وُضِعَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ لِلْإِبْهَامِ وَالْإِخْفَاءِ وَضِدِّ الْبَيَانِ وَالْإِيضَاحِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : رَجَلٌ أَعْجَمُ وَامْرَأَةٌ عَجْمَاءُ إِذَا كَانَا لَا يُفْصِحَانِ ، وَعَجَمُ الذَّنَبِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاسْتِتَارِهِ وَاخْتِفَائِهِ ، وَالْعَجْمَاءُ الْبَهِيمَةُ ؛ لِأَنَّهَا لَا تُوَضِّحُ مَا فِي نَفْسِهَا ، وَسَمَّوْا صَلَاتَيِ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ عَجْمَاوَيْنِ ؛ لِأَنَّ
[ ص: 95 ] الْقِرَاءَةَ حَاصِلَةٌ فِيهِمَا بِالسِّرِّ لَا بِالْجَهْرِ ، فَأما قوله مْ : أَعْجَمْتُ الْكِتَابَ ، فَمَعْنَاهُ أَزَلْتُ عُجْمَتَهُ ، وَأَفْعَلْتُ قَدْ يَأْتِي وَالْمُرَادُ مِنْهُ السَّلْبُ ؛ كَقَوْلِهِمْ : أَشْكَيْتُ فُلَانًا ، إِذَا أَزَلْتَ مَا يَشْكُوهُ ، فَهَذَا هُوَ الْأَصْلُ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ ، ثُمَّ إِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي كُلَّ مَنْ لَا يَعْرِفُ لُغَتَهُمْ وَلَا يَتَكَلَّمُ بِلِسَانِهِمْ أَعْجَمَ- وَأَعْجَمِيًّا . قَالَ
الْفَرَّاءُ وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : الْأَعْجَمُ الَّذِي فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ وَإِنْ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ ، وَالْأَعْجَمِيُّ وَالْعَجَمِيُّ الَّذِي أَصْلُهُ مِنَ الْعَجَمِ . قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ : الْأَعْجَمُ الَّذِي لَا يُفْصِحُ ، سَوَاءٌ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ مِنَ الْعَجَمِ ، أَلَا تَرَى أَنَّهُمْ قَالُوا : زِيَادٌ الْأَعْجَمِ ؛ لِأَنَّهُ كَانَتْ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ مَعَ أَنَّهُ كَانَ عَرَبِيًّا ، وَأَمَّا مَعْنَى الْعَرَبِيِّ وَاشْتِقَاقِهِ فَقَدْ ذَكَرْنَاهُ عِنْدَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=97الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا ) [التَّوْبَةِ : 97] . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ وَالزَّجَّاجُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : يُقَالُ عَرُبَ لِسَانُهُ عَرَابَةً وَعُرُوبَةً . هَذَا تَفْسِيرُ أَلْفَاظِ الْآيَةِ .
وَأَمَّا تَقْرِيرُ وَجْهِ الْجَوَابِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ إِنَّمَا يَظْهَرُ إِذَا قُلْنَا : الْقُرْآنُ إِنَّمَا كَانَ مُعْجِزًا لِمَا فِيهُ مِنَ الْفَصَاحَةِ الْعَائِدَةِ إِلَى اللَّفْظِ وَكَأَنَّهُ قِيلَ : هَبْ أَنَّهُ يَتَعَلَّمُ الْمَعَانِيَ مِنْ ذَلِكَ الْأَعْجَمِيِّ ، إِلَّا أَنَّ الْقُرْآنَ إِنَّمَا كَانَ مُعْجِزًا لِمَا فِي أَلْفَاظِهِ مِنَ الْفَصَاحَةِ ، فَبِتَقْدِيرِ أَنْ تَكُونُوا صَادِقِينَ فِي أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَلَّمُ تِلْكَ الْمَعَانِيَ مِنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ إِلَّا أَنَّهُ لَا يَقْدَحُ ذَلِكَ فِي الْمَقْصُودِ ؛ إِذِ الْقُرْآنُ إِنَّمَا كَانَ مُعْجِزًا لِفَصَاحَتِهِ ، وَمَا ذَكَرْتُمُوهُ لَا يَقْدَحُ فِي ذَلِكَ الْمَقْصُودِ . وَلَمَّا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى هَذَا الْجَوَابَ أَرْدَفَهُ بِالتَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ ) أَمَّا تَفْسِيرُ أَصْحَابِنَا لِهَذِهِ الْآيَةِ فَظَاهِرٌ ، وَقَالَ الْقَاضِي : أَقْوَى مَا قِيلَ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ لَا يَهْدِيهِمْ إِلَى طَرِيقِ الْجَنَّةِ ، وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْدَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=104وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) وَالْمُرَادُ أَنَّهُمْ
nindex.php?page=treesubj&link=30539_29494_28675_29428لَمَّا تَرَكُوا الْإِيمَانَ بِاللَّهِ - لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ إِلَى الْجَنَّةِ ، بَلْ يَسُوقُهُمْ إِلَى النَّارِ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ كَوْنَهُمْ كَذَّابِينَ فِي ذَلِكَ الْقَوْلِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) وَفِيهِ مَسَائِلُ :
المسألة الْأُولَى : الْمَقْصُودُ مِنْهُ أَنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ أَنَّ الَّذِي قَالُوهُ بِتَقْدِيرِ أَنْ يَصِحَّ لَمْ يَقْدَحْ فِي الْمَقْصُودِ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ أَنَّ الَّذِي قَالُوهُ لَمْ يَصِحَّ وَهُمْ كَذَبُوا فِيهِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى كَوْنِهِمْ كَاذِبِينَ فِي ذَلِكَ الْقَوْلِ - وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَهُمْ كَافِرُونَ ، وَمَتَى كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ كَانُوا أَعْدَاءً لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَلَامُ الْعِدَا ضَرْبٌ مِنَ الْهَذَيَانِ وَلَا شَهَادَةَ لِمُتَّهَمٍ .
وَالثَّانِي : أَنَّ أَمْرَ التَّعَلُّمِ لَا يَتَأَتَّى فِي جَلْسَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا يَتِمُّ فِي الْخُفْيَةِ ، بَلِ التَّعَلُّمُ إِنَّمَا يَتِمُّ إِذَا اخْتَلَفَ الْمُعَلِّمُ إِلَى الْمُتَعَلِّمِ أَزْمِنَةً مُتَطَاوِلَةً وَمُدَدًا مُتَبَاعِدَةً ، وَلَوْ كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ لَاشْتُهِرَ فِيمَا بَيْنَ الْخَلْقِ أَنَّ
مُحَمَّدًا - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَتَعَلَّمُ الْعُلُومَ مِنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ .
الثَّالِثُ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32238_32232_18626_32433_32439_32443_32450_32448الْعُلُومَ الْمَوْجُودَةَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرَةٌ ، وَتَعَلُّمَهَا لَا يَتَأَتَّى إِلَّا إِذَا كَانَ الْمُعَلِّمُ فِي غَايَةِ الْفَضْلِ وَالتَّحْقِيقِ ، فَلَوْ حَصَلَ فِيهِمْ إِنْسَانٌ بَلَغَ فِي التَّعْلِيمِ وَالتَّحْقِيقِ إِلَى هَذَا الْحَدِّ لَكَانَ مُشَارًا إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ فِي التَّحْقِيقِ وَالتَّدْقِيقِ فِي الدُّنْيَا ، فَكَيْفَ يُمْكِنُ تَحْصِيلُ هَذِهِ الْعُلُومِ الْعَالِيَةِ وَالْمَبَاحِثِ النَّفِيسَةِ مِنْ عِنْدِ فُلَانٍ وَفُلَانٍ ؟
وَاعْلَمْ أَنَّ الطَّعْنَ فِي نُبُوَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَمْثَالِ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الرَّكِيكَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحُجَّةَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ ظَاهِرَةً بَاهِرَةً ، فَإِنَّ الْخُصُومَ كَانُوا عَاجِزِينَ عَنِ الطَّعْنِ فِيهَا ، وَلِأَجْلِ غَايَةِ عَجْزِهِمْ عَدَلُوا إِلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ الرَّكِيكَةِ .
المسألة الثَّانِيَةُ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلَالَةٌ قَوِيَّةٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=18981الْكَذِبَ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ وَأَفْحَشِ الْفَوَاحِشِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ أَنَّ كَلِمَةَ "إِنَّمَا" لِلْحَصْرِ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْكَذِبَ وَالْفِرْيَةَ لَا يَقْدُمُ عَلَيْهِمَا إِلَّا مَنْ كَانَ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بِآيَاتِ اللَّهِ
[ ص: 96 ] تَعَالَى ، وَإِلَّا مَنْ كَانَ كَافِرًا ، وَهَذَا تَهْدِيدٌ فِي النِّهَايَةِ .
فَإِنْ قِيلَ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ) فِعْلٌ ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) اسْمٌ ، وَعَطْفُ الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ عَلَى الْجُمْلَةِ الْفِعْلِيَّةِ قَبِيحٌ ، فَمَا السَّبَبُ فِي حُصُولِهِ هَهُنَا ؟
قُلْنَا : الْفِعْلُ قَدْ يَكُونُ لَازِمًا وَقَدْ يَكُونُ مُفَارِقًا ، وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=35ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ) [يُوسُفَ : 35] . ذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْفِعْلِ ؛ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ ذَلِكَ السِّجْنَ لَا يَدُومُ . وَقَالَ
فِرْعَوْنُ لِمُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=29لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ) [الشُّعَرَاءِ : 29] . ذَكَرَهُ بِصِيغَةِ الِاسْمِ ؛ تَنْبِيهًا عَلَى الدَّوَامِ ، وَقَالَ أَصْحَابُنَا : إِنَّهُ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=121وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) [طه : 121] . وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ
آدَمَ عَاصٍ وَغَاوٍ ؛ لِأَنَّ صِيغَةَ الْفِعْلِ لَا تُفِيدُ الدَّوَامَ ، وَصِيغَةُ الِاسْمِ تُفِيدُهُ .
إِذَا عَرَفْتَ هَذِهِ الْمُقْدِّمَةَ فَنَقُولُ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ) ذَكَرَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ مَنْ أَقْدَمَ عَلَى الْكَذِبِ فَكَأَنَّهُ دَخَلَ فِي الْكُفْرِ ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=105وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) تَنْبِيهًا عَلَى أَنَّ صِفَةَ الْكَذِبِ فِيهِمْ ثَابِتَةٌ رَاسِخَةٌ دَائِمَةٌ ؛ وَهَذَا كَمَا تَقُولُ : كَذَبْتَ وَأَنْتَ كَاذِبٌ ، فَيَكُونُ قَوْلُكَ " وَأَنْتَ كَاذِبٌ" زِيَادَةً فِي الْوَصْفِ بِالْكَذِبِ ، وَمَعْنَاهُ : أَنَّ عَادَتَكَ أَنْ تَكُونَ كَاذِبًا .
المسألة الثَّانِيَةُ : ظَاهِرُ الْآيَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْكَاذِبَ الْمُفْتَرِيَ الَّذِي لَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِ اللَّهِ ، وَالْأَمْرُ كَذَلِكَ ؛ لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لِلْكُفْرِ إِلَّا إِنْكَارُ الْإِلَهِيَّةِ وَنُبُوَّةِ الْأَنْبِيَاءِ ، وَهَذَا الْإِنْكَارُ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْكَذِبِ وَالِافْتِرَاءِ . وَرُوِيَ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِيلَ لَهُ : هَلْ يَكْذِبُ الْمُؤْمِنُ ؟ قَالَ : "لَا" ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .