(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) .
لما ذكر أمرين وهما تلاوة الكتاب وإقامة الصلاة بين ما يوجب أن يكون الإتيان بهما على أبلغ وجوه التعظيم ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45ولذكر الله أكبر ) وأنتم إذا ذكرتم آباءكم بما فيهم من الصفات الحسنة تنبشوا لذلك وتذكروهم بملء أفواهكم وقلوبكم ، لكن ذكر الله أكبر ، فينبغي أن يكون على أبلغ وجوه التعظيم ، وأما الصلاة فكذلك ; لأن الله يعلم ما تصنعون ، وهذا أحسن صنعكم فينبغي أن يكون على وجه التعظيم ، وفي قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45ولذكر الله أكبر ) مع حذف بيان ما هو أكبر منه لطيفة وهي أن الله لم يقل أكبر من ذكر فلان ; لأن ما نسب إلى غيره بالكبر فله إليه نسبة ، إذا لا يقال : الجبل أكبر من خردلة ، وإنما يقال هذا الجبل أكبر من ذلك الجبل فأسقط المنسوب كأنه قال : ولذكر الله له الكبر لا لغيره ، وهذا كما يقال في الصلاة : الله أكبر أي له الكبر لا لغيره .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) .
لَمَّا ذَكَرَ أَمْرَيْنِ وَهُمَا تِلَاوَةُ الْكِتَابِ وَإِقَامَةُ الصَّلَاةِ بَيَّنَ مَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ الْإِتْيَانُ بِهِمَا عَلَى أَبْلَغِ وُجُوهِ التَّعْظِيمِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) وَأَنْتُمْ إِذَا ذَكَرْتُمْ آبَاءَكُمْ بِمَا فِيهِمْ مِنَ الصِّفَاتِ الْحَسَنَةِ تَنْبَشُّوا لِذَلِكَ وَتَذْكُرُوهُمْ بِمَلْءِ أَفْوَاهِكُمْ وَقُلُوبِكُمْ ، لَكِنَّ ذِكْرَ اللَّهِ أَكْبَرُ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى أَبْلَغِ وُجُوهِ التَّعْظِيمِ ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ فَكَذَلِكَ ; لِأَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ، وَهَذَا أَحْسَنُ صُنْعِكُمْ فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ التَّعْظِيمِ ، وَفِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=45وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) مَعَ حَذْفِ بَيَانِ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ لَطِيفَةٌ وَهِيَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَقُلْ أَكْبَرُ مِنْ ذِكْرِ فُلَانٍ ; لِأَنَّ مَا نُسِبَ إِلَى غَيْرِهِ بِالْكِبَرِ فَلَهُ إِلَيْهِ نِسْبَةٌ ، إِذًا لَا يُقَالُ : الْجَبَلُ أَكْبَرُ مِنْ خَرْدَلَةٍ ، وَإِنَّمَا يُقَالُ هَذَا الْجَبَلُ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ الْجَبَلِ فَأُسْقِطَ الْمَنْسُوبُ كَأَنَّهُ قَالَ : وَلَذِكْرُ اللَّهِ لَهُ الْكِبَرُ لَا لِغَيْرِهِ ، وَهَذَا كَمَا يُقَالُ فِي الصَّلَاةِ : اللَّهُ أَكْبَرُ أَيْ لَهُ الْكِبَرُ لَا لِغَيْرِهِ .