(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما )
يعني أرسل الرسل .
nindex.php?page=treesubj&link=30355وعاقبة المكلفين إما حساب وإما عذاب ، لأن الصادق محاسب والكافر معذب ، وهذا كما قال
علي عليه السلام : “ الدنيا حلالها حساب وحرامها عذاب “ وهذا مما يوجب الخوف العام فيتأكد قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1ياأيها النبي اتق الله ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9ياأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون )
تحقيقا لما سبق من الأمر بتقوى الله بحيث لا يبقى معه خوف من أحد ; وذلك لأن
nindex.php?page=treesubj&link=30826واقعة اجتماع الأحزاب واشتداد الأمر على الأصحاب حيث اجتمع المشركون بأسرهم
واليهود بأجمعهم ونزلوا على
المدينة وعمل النبي عليه السلام
الخندق ، كان الأمر في غاية الشدة والخوف بالغا إلى الغاية ، والله دفع القوم عنهم من غير قتال وآمنهم من الخوف ،
nindex.php?page=treesubj&link=29486_28686فينبغي أن لا يخاف العبد غير ربه فإنه كاف أمره ولا يأمن مكره فإنه قادر على كل
[ ص: 172 ] ممكن فكان قادرا على أن يقهر المسلمين بالكفار مع أنهم كانوا ضعفاء كما قهر الكافرين بالمؤمنين مع قوتهم وشوكتهم ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) إشارة إلى ما فعل الله بهم من إرسال ريح باردة عليهم في ليلة شاتية وإرسال الملائكة وقذف الرعب في قلوبهم حتى كان البعض يلتزق بالبعض من خوف الخيل في جوف الليل ، والحكاية مشهورة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9وكان الله بما تعملون بصيرا ) إشارة إلى أن الله علم التجاءكم إليه ورجاءكم فضله فنصركم على الأعداء عند الاستعداء ، وهذا تقرير لوجوب الخوف وعدم جواز الخوف من غير الله فإن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ) أي الله يقضي حاجتكم وأنتم لا ترون ، فإن كان لا يظهر لكم وجه الأمن فلا تلتفتوا إلى عدم ظهوره لكم لأنكم لا ترون الأشياء فلا تخافون غير الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18والله بصير بما تعملون ) فلا تقولوا بأنا نفعل شيئا وهو لا يبصره (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19إنه بكل شيء بصير ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم ) بيان لشدة الأمر وغاية الخوف ، وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10من فوقكم ) أي من جانب الشرق ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10ومن أسفل منكم ) من جانب الغرب وهم
أهل مكة (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وإذ زاغت الأبصار ) أي مالت عن سننها فلم تلتفت إلى العدو لكثرته ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وبلغت القلوب الحناجر ) كناية عن غاية الشدة ، وذلك لأن القلب عند الغضب يندفع وعند الخوف يجتمع فيتقلص فيلتصق بالحنجرة ، وقد يفضي إلى أن يسد مجرى النفس لا يقدر المرء يتنفس ويموت من الخوف ومثله قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فلولا إذا بلغت الحلقوم ) [ الواقعة : 83 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وتظنون بالله الظنونا ) الألف واللام يمكن أن يكونا بمعنى الاستغراق مبالغة يعني تظنون كل ظن ; لأن عند الأمر العظيم كل أحد يظن شيئا ويمكن أن يكون المراد ظنونهم المعهودة ; لأن
nindex.php?page=treesubj&link=20002المعهود من المؤمن ظن الخير بالله كما قال عليه السلام : “
ظنوا بالله خيرا “ ومن الكافر الظن السوء كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ذلك ظن الذين كفروا ) [ ص : 27 ] ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66إن يتبعون إلا الظن ) [ يونس : 66 ] فإن قال قائل : المصدر لا يجمع ، فما الفائدة في جمع الظنون ؟ فنقول : لا شك في أنه منصوب على المصدر ولكن الاسم قد يجعل مصدرا كما يقال : ضربته سياطا وأدبته مرارا . فكأنه قال : ظننتم ظنا بعد ظن أي ما ثبتم على ظن ، فالفائدة هي أن الله تعالى لو قال : تظنون ظنا ، جاز أن يكونوا مصيبين فإذا قال ظنونا ، تبين أن فيهم من كان ظنه كاذبا لأن الظنون قد تكذب كلها وقد يكذب بعضها إذا كانت في أمر واحد ، مثاله : إذا رأى جمع من بعيد جسما وظن بعضهم أنه زيد وآخرون أنه عمرو وقال ثالث : إنه بكر ، ثم ظهر لهم الحق قد يكون الكل مخطئين والمرئي شجر أو حجر . وقد يكون أحدهم مصيبا ولا يمكن أن يكونوا كلهم مصيبين فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10الظنونا ) أفاد أن فيهم من أخطأ الظن ، ولو قال : تظنون بالله ظنا ما كان يفيد هذا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=8لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا )
يَعْنِي أَرْسَلَ الرُّسُلَ .
nindex.php?page=treesubj&link=30355وَعَاقِبَةُ الْمُكَلَّفِينَ إِمَّا حِسَابٌ وَإِمَّا عَذَابٌ ، لِأَنَّ الصَّادِقَ مُحَاسَبٌ وَالْكَافِرَ مُعَذَّبٌ ، وَهَذَا كَمَا قَالَ
عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : “ الدُّنْيَا حَلَالُهَا حِسَابٌ وَحَرَامُهَا عَذَابٌ “ وَهَذَا مِمَّا يُوجِبُ الْخَوْفَ الْعَامَّ فَيَتَأَكَّدُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ )
تَحْقِيقًا لِمَا سَبَقَ مِنَ الْأَمْرِ بِتَقْوَى اللَّهِ بِحَيْثُ لَا يَبْقَى مَعَهُ خَوْفٌ مِنْ أَحَدٍ ; وَذَلِكَ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30826وَاقِعَةَ اجْتِمَاعِ الْأَحْزَابِ وَاشْتِدَادِ الْأَمْرِ عَلَى الْأَصْحَابِ حَيْثُ اجْتَمَعَ الْمُشْرِكُونَ بِأَسْرِهِمْ
وَالْيَهُودُ بِأَجْمَعِهِمْ وَنَزَلُوا عَلَى
الْمَدِينَةِ وَعَمِلَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ
الْخَنْدَقَ ، كَانَ الْأَمْرُ فِي غَايَةِ الشِّدَّةِ وَالْخَوْفِ بَالِغًا إِلَى الْغَايَةِ ، وَاللَّهُ دَفَعَ الْقَوْمَ عَنْهُمْ مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ وَآمَنَهُمْ مِنَ الْخَوْفِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29486_28686فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يَخَافَ الْعَبْدُ غَيْرَ رَبِّهِ فَإِنَّهُ كَافٍ أَمْرَهُ وَلَا يَأْمَنُ مَكْرَهُ فَإِنَّهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ
[ ص: 172 ] مُمْكِنٍ فَكَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَقْهَرَ الْمُسْلِمِينَ بِالْكُفَّارِ مَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا ضُعَفَاءَ كَمَا قَهَرَ الْكَافِرِينَ بِالْمُؤْمِنِينَ مَعَ قُوَّتِهِمْ وَشَوْكَتِهِمْ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ) إِشَارَةٌ إِلَى مَا فَعَلَ اللَّهُ بِهِمْ مِنْ إِرْسَالِ رِيحٍ بَارِدَةٍ عَلَيْهِمْ فِي لَيْلَةٍ شَاتِيَةٍ وَإِرْسَالِ الْمَلَائِكَةِ وَقَذْفِ الرُّعْبِ فِي قُلُوبِهِمْ حَتَّى كَانَ الْبَعْضُ يَلْتَزِقُ بِالْبَعْضِ مِنْ خَوْفِ الْخَيْلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، وَالْحِكَايَةُ مَشْهُورَةٌ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ اللَّهَ عَلِمَ الْتِجَاءَكُمْ إِلَيْهِ وَرَجَاءَكُمْ فَضْلَهُ فَنَصَرَكُمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ عِنْدَ الِاسْتِعْدَاءِ ، وَهَذَا تَقْرِيرٌ لِوُجُوبِ الْخَوْفِ وَعَدَمِ جَوَازِ الْخَوْفِ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ فَإِنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=9فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا ) أَيِ اللَّهُ يَقْضِي حَاجَتَكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَرَوْنَ ، فَإِنْ كَانَ لَا يَظْهَرُ لَكُمْ وَجْهُ الْأَمْنِ فَلَا تَلْتَفِتُوا إِلَى عَدَمِ ظُهُورِهِ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ لَا تَرَوْنَ الْأَشْيَاءَ فَلَا تَخَافُونَ غَيْرَ اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=49&ayano=18وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) فَلَا تَقُولُوا بِأَنَّا نَفْعَلُ شَيْئًا وَهُوَ لَا يُبْصِرُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=19إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) بَيَانٌ لِشِدَّةِ الْأَمْرِ وَغَايَةِ الْخَوْفِ ، وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10مِنْ فَوْقِكُمْ ) أَيْ مِنْ جَانِبِ الشَّرْقِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ) مِنْ جَانِبِ الْغَرْبِ وَهُمْ
أَهْلُ مَكَّةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ ) أَيْ مَالَتْ عَنْ سُنَنِهَا فَلَمْ تَلْتَفِتْ إِلَى الْعَدُوِّ لِكَثْرَتِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ) كِنَايَةٌ عَنْ غَايَةِ الشِّدَّةِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْقَلْبَ عِنْدَ الْغَضَبِ يَنْدَفِعُ وَعِنْدَ الْخَوْفِ يَجْتَمِعُ فَيَتَقَلَّصُ فَيَلْتَصِقُ بِالْحَنْجَرَةِ ، وَقَدْ يُفْضِي إِلَى أَنْ يَسُدَّ مَجْرَى النَّفْسِ لَا يَقْدِرُ الْمَرْءُ يَتَنَفَّسُ وَيَمُوتُ مِنَ الْخَوْفِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=83فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ) [ الْوَاقِعَةِ : 83 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ) الْأَلِفُ وَاللَّامُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَا بِمَعْنَى الِاسْتِغْرَاقِ مُبَالَغَةً يَعْنِي تَظُنُّونَ كُلَّ ظَنٍّ ; لِأَنَّ عِنْدَ الْأَمْرِ الْعَظِيمِ كُلُّ أَحَدٍ يَظُنُّ شَيْئًا وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ ظُنُونَهُمُ الْمَعْهُودَةَ ; لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=20002الْمَعْهُودَ مِنَ الْمُؤْمِنِ ظَنُّ الْخَيْرِ بِاللَّهِ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : “
ظُنُّوا بِاللَّهِ خَيْرًا “ وَمِنَ الْكَافِرِ الظَّنُّ السَّوْءُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) [ ص : 27 ] ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=66إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ) [ يُونُسَ : 66 ] فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : الْمَصْدَرُ لَا يُجْمَعُ ، فَمَا الْفَائِدَةُ فِي جَمْعِ الظُّنُونِ ؟ فَنَقُولُ : لَا شَكَّ فِي أَنَّهُ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ وَلَكِنَّ الِاسْمَ قَدْ يُجْعَلُ مَصْدَرًا كَمَا يُقَالُ : ضَرَبْتُهُ سِيَاطًا وَأَدَّبْتُهُ مِرَارًا . فَكَأَنَّهُ قَالَ : ظَنَنْتُمْ ظَنًّا بَعْدَ ظَنٍّ أَيْ مَا ثَبَتُّمْ عَلَى ظَنٍّ ، فَالْفَائِدَةُ هِيَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَوْ قَالَ : تَظُنُّونَ ظَنًّا ، جَازَ أَنْ يَكُونُوا مُصِيبِينَ فَإِذَا قَالَ ظُنُونًا ، تَبَيَّنَ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ كَانَ ظَنُّهُ كَاذِبًا لِأَنَّ الظُّنُونَ قَدْ تُكَذَّبُ كُلُّهَا وَقَدْ يُكَذَّبُ بَعْضُهَا إِذَا كَانَتْ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ ، مِثَالُهُ : إِذَا رَأَى جَمْعٌ مِنْ بَعِيدٍ جِسْمًا وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ زَيْدٌ وَآخَرُونَ أَنَّهُ عَمْرٌو وَقَالَ ثَالِثٌ : إِنَّهُ بَكْرٌ ، ثُمَّ ظَهَرَ لَهُمُ الْحَقُّ قَدْ يَكُونُ الْكُلُّ مُخْطِئِينَ وَالْمَرْئِيُّ شَجَرٌ أَوْ حَجَرٌ . وَقَدْ يَكُونُ أَحَدُهُمْ مُصِيبًا وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مُصِيبِينَ فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=10الظُّنُونَا ) أَفَادَ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ أَخْطَأَ الظَّنَّ ، وَلَوْ قَالَ : تَظُنُّونَ بِاللَّهِ ظَنًّا مَا كَانَ يُفِيدُ هَذَا .