(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=36وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) .
[ ص: 182 ] ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ) أي القرآن . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34والحكمة ) أي كلمات النبي عليه السلام إشارة إلى ما ذكرنا من أن التكاليف غير منحصرة في الصلاة والزكاة ، وما ذكر الله في هذه الآية فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34واذكرن ما يتلى ) ليعلمن الواجبات كلها فيأتين بها ، والمحرمات بأسرها فينتهين عنها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34إن الله كان لطيفا خبيرا ) إشارة إلى أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28781خبير بالبواطن لطيف ، فعلمه يصل إلى كل شيء ، ومنه اللطيف الذي يدخل في المسام الضيقة ويخرج من المسالك المسدودة .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ) لما أمرهن ونهاهن وبين ما يكون لهن وذكر لهن عشر مراتب الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28655_29641الإسلام والانقياد لأمر الله . والثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=29674الإيمان بما يرد به أمر الله ، فإن المكلف أولا يقول : كل ما يقوله أقبله ، فهذا إسلام ، فإذا قال الله شيئا وقبله صدق مقالته وصحح اعتقاده فهو إيمان ، ثم اعتقاده يدعوه إلى الفعل الحسن والعمل الصالح فيقنت ويعبد وهو المرتبة الثالثة المذكورة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والقانتين والقانتات ) ، ثم إذا آمن وعمل صالحا كمل فيكمل غيره ويأمر بالمعروف وينصح أخاه فيصدق في كلامه عند النصيحة وهو المراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والصادقين والصادقات ) ، ثم إن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يصيبه أذى فيصبر عليه كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والصابرين والصابرات ) ثم إنه إذا كمل وكمل قد يفتخر بنفسه ويعجب بعبادته فمنعه منه بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والخاشعين والخاشعات ) أو نقول : لما ذكر هذه الحسنات أشار إلى ما يمنع منها وهو إما حب الجاه أو حب المال من الأمور الخارجية أو الشهوة من الأمور الداخلة ، والغضب منهما يكون لأنه يكون بسبب نقص جاه أو فوت مال أو منع من أمر مشتهى .
فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والخاشعين والخاشعات ) أي
nindex.php?page=treesubj&link=19538المتواضعين الذين لا يميلهم الجاه عن العبادة ، ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والمتصدقين والمتصدقات ) أي الباذلين الأموال الذين لا يكنزونها لشدة محبتهم إياها . ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والصائمين والصائمات ) إشارة إلى الذين لا تمنعهم الشهوة البطنية من عبادة الله . ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والحافظين فروجهم والحافظات ) أي الذين لا تمنعهم الشهوة الفرجية .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ) يعني هم في جميع هذه الأحوال يذكرون الله ، ويكون إسلامهم وإيمانهم وقنوتهم وصدقهم وصبرهم وخشوعهم وصدقتهم وصومهم بنية صادقة لله ، واعلم أن الله تعالى في أكثر المواضع حيث ذكر الذكر قرنه بالكثرة ههنا ، وفي قوله بعد هذا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=41ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا ) [ الأحزاب : 41 ] وقال من قبل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) [ الممتحنة : 6 ] لأن الإكثار من الأفعال البدنية غير ممكن أو عسر ، فإن الإنسان أكله وشربه ، وتحصيل مأكوله ومشروبه يمنعه من أن يشتغل دائما بالصلاة ، ولكن لا مانع له من أن يذكر الله تعالى وهو آكل ويذكره وهو شارب أو ماش أو بائع أو شار ، وإلى هذا أشار بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) [ آل عمران : 191 ] ولأن
nindex.php?page=treesubj&link=28272جميع الأعمال بذكر الله تعالى وهي النية .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35أعد الله لهم مغفرة ) تمحو ذنوبهم وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وأجرا عظيما ) ذكرناه فيما تقدم .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=36وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )
قيل : بأن الآية نزلت في
زينب حيث أراد النبي صلى الله عليه وسلم تزويجها من
nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة فكرهت إلا النبي عليه
[ ص: 183 ] السلام ، وكذلك أخوها امتنع فنزلت الآية فرضيا به ، والوجه أن يقال : إن الله تعالى لما أمر نبيه بأن يقول لزوجاته إنهن مخيرات فهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يريد ضرر الغير ، فمن كان ميله إلى شيء يمكنه النبي عليه السلام من ذلك ، ويترك النبي عليه السلام حق نفسه لحظ غيره ، فقال في هذه الآية : لا ينبغي أن يظن ظان أن هوى نفسه متبعه ، وأن زمام الاختيار بيد الإنسان كما في الزوجات ، بل
nindex.php?page=treesubj&link=28328_29641ليس لمؤمن ولا مؤمنة أن يكون له اختيار عند حكم الله ورسوله ، فما أمر الله هو المتبع وما أراد النبي هو الحق ، ومن خالفهما في شيء فقد ضل ضلالا مبينا ; لأن الله هو المقصد والنبي هو الهادي الموصل ، فمن ترك المقصد ولم يسمع قول الهادي فهو ضال قطعا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=36وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) .
[ ص: 182 ] ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ) أَيِ الْقُرْآنِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَالْحِكْمَةِ ) أَيْ كَلِمَاتِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِشَارَةً إِلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ أَنَّ التَّكَالِيفَ غَيْرُ مُنْحَصِرَةٍ فِي الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ، وَمَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى ) لِيَعْلَمْنَ الْوَاجِبَاتِ كُلَّهَا فَيَأْتِينَ بِهَا ، وَالْمُحَرَّمَاتِ بِأَسْرِهَا فَيَنْتَهِينَ عَنْهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=34إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28781خَبِيرٌ بِالْبَوَاطِنِ لَطِيفٌ ، فَعِلْمُهُ يَصِلُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَمِنْهُ اللَّطِيفُ الَّذِي يَدْخُلُ فِي الْمَسَامِّ الضَّيِّقَةِ وَيَخْرُجُ مِنَ الْمَسَالِكِ الْمَسْدُودَةِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ) لَمَّا أَمَرَهُنَّ وَنَهَاهُنَّ وَبَيَّنَ مَا يَكُونُ لَهُنَّ وَذَكَرَ لَهُنَّ عَشْرَ مَرَاتِبَ الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28655_29641الْإِسْلَامُ وَالِانْقِيَادُ لِأَمْرِ اللَّهِ . وَالثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29674الْإِيمَانُ بِمَا يَرِدُ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ ، فَإِنَّ الْمُكَلَّفَ أَوَّلًا يَقُولُ : كُلُّ مَا يَقُولُهُ أَقْبَلُهُ ، فَهَذَا إِسْلَامٌ ، فَإِذَا قَالَ اللَّهُ شَيْئًا وَقَبِلَهُ صَدَّقَ مَقَالَتَهُ وَصَحَّحَ اعْتِقَادَهُ فَهُوَ إِيمَانٌ ، ثُمَّ اعْتِقَادُهُ يَدْعُوهُ إِلَى الْفِعْلِ الْحَسَنِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ فَيَقْنُتُ وَيَعْبُدُ وَهُوَ الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ الْمَذْكُورَةُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ ) ، ثُمَّ إِذَا آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا كَمُلَ فَيُكَمِّلُ غَيْرَهُ وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْصَحُ أَخَاهُ فَيَصْدُقُ فِي كَلَامِهِ عِنْدَ النَّصِيحَةِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ ) ، ثُمَّ إِنَّ مَنْ يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ يُصِيبُهُ أَذًى فَيَصْبِرُ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ ) ثُمَّ إِنَّهُ إِذَا كَمُلَ وَكَمَّلَ قَدْ يَفْتَخِرُ بِنَفْسِهِ وَيَعْجَبُ بِعِبَادَتِهِ فَمَنَعَهُ مِنْهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ ) أَوْ نَقُولُ : لَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الْحَسَنَاتِ أَشَارَ إِلَى مَا يَمْنَعُ مِنْهَا وَهُوَ إِمَّا حُبُّ الْجَاهِ أَوْ حُبُّ الْمَالِ مِنَ الْأُمُورِ الْخَارِجِيَّةِ أَوِ الشَّهْوَةُ مِنَ الْأُمُورِ الدَّاخِلَةِ ، وَالْغَضَبُ مِنْهُمَا يَكُونُ لِأَنَّهُ يَكُونُ بِسَبَبِ نَقْصِ جَاهٍ أَوْ فَوْتِ مَالٍ أَوْ مَنْعٍ مِنْ أَمْرٍ مَشْتَهًى .
فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ ) أَيِ
nindex.php?page=treesubj&link=19538الْمُتَوَاضِعِينَ الَّذِينَ لَا يُمِيلُهُمُ الْجَاهُ عَنِ الْعِبَادَةِ ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ ) أَيِ الْبَاذِلِينَ الْأَمْوَالَ الَّذِينَ لَا يَكْنِزُونَهَا لِشِدَّةِ مَحَبَّتِهِمْ إِيَّاهَا . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ ) إِشَارَةً إِلَى الَّذِينَ لَا تَمْنَعُهُمُ الشَّهْوَةُ الْبَطْنِيَّةُ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ . ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ) أَيِ الَّذِينَ لَا تَمْنَعُهُمُ الشَّهْوَةُ الْفَرْجِيَّةُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ ) يَعْنِي هُمْ فِي جَمِيعِ هَذِهِ الْأَحْوَالِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ ، وَيَكُونُ إِسْلَامُهُمْ وَإِيمَانُهُمْ وَقُنُوتُهُمْ وَصِدْقُهُمْ وَصَبْرُهُمْ وَخُشُوعُهُمْ وَصَدَقَتُهُمْ وَصَوْمُهُمْ بِنِيَّةٍ صَادِقَةٍ لِلَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فِي أَكْثَرِ الْمَوَاضِعِ حَيْثُ ذَكَرَ الذِّكْرَ قَرَنَهُ بِالْكَثْرَةِ هَهُنَا ، وَفِي قَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=41يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ) [ الْأَحْزَابِ : 41 ] وَقَالَ مِنْ قَبْلُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=21لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) [ الْمُمْتَحِنَةِ : 6 ] لِأَنَّ الْإِكْثَارَ مِنَ الْأَفْعَالِ الْبَدَنِيَّةِ غَيْرُ مُمْكِنٍ أَوْ عُسْرٌ ، فَإِنَّ الْإِنْسَانَ أَكْلُهُ وَشُرْبُهُ ، وَتَحْصِيلُ مَأْكُولِهِ وَمَشْرُوبِهِ يَمْنَعُهُ مِنْ أَنْ يَشْتَغِلَ دَائِمًا بِالصَّلَاةِ ، وَلَكِنْ لَا مَانِعَ لَهُ مِنْ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ آكِلٌ وَيَذْكُرَهُ وَهُوَ شَارِبٌ أَوْ مَاشٍ أَوْ بَائِعٌ أَوْ شَارٍ ، وَإِلَى هَذَا أَشَارَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=191الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 191 ] وَلِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28272جَمِيعَ الْأَعْمَالِ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَهِيَ النِّيَّةُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً ) تَمْحُو ذُنُوبَهُمْ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35وَأَجْرًا عَظِيمًا ) ذَكَرْنَاهُ فِيمَا تَقَدَّمَ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=36وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )
قِيلَ : بِأَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي
زَيْنَبَ حَيْثُ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزْوِيجَهَا مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَكَرِهَتْ إِلَّا النَّبِيَّ عَلَيْهِ
[ ص: 183 ] السَّلَامُ ، وَكَذَلِكَ أَخُوهَا امْتَنَعَ فَنَزَلَتِ الْآيَةُ فَرَضِيَا بِهِ ، وَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا أَمَرَ نَبِيَّهُ بِأَنْ يَقُولَ لِزَوْجَاتِهِ إِنَّهُنَّ مُخَيَّرَاتٌ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُرِيدُ ضَرَرَ الْغَيْرِ ، فَمَنْ كَانَ مَيْلُهُ إِلَى شَيْءٍ يُمَكِّنُهُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ ذَلِكَ ، وَيَتْرُكُ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَقَّ نَفْسِهِ لِحَظِّ غَيْرِهِ ، فَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : لَا يَنْبَغِي أَنْ يَظُنَّ ظَانٌّ أَنَّ هَوَى نَفْسِهِ مُتَّبِعُهُ ، وَأَنَّ زِمَامَ الِاخْتِيَارِ بِيَدِ الْإِنْسَانِ كَمَا فِي الزَّوْجَاتِ ، بَلْ
nindex.php?page=treesubj&link=28328_29641لَيْسَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ أَنْ يَكُونَ لَهُ اخْتِيَارٌ عِنْدَ حُكْمِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، فَمَا أَمَرَ اللَّهُ هُوَ الْمُتَّبَعُ وَمَا أَرَادَ النَّبِيُّ هُوَ الْحَقُّ ، وَمَنْ خَالَفَهُمَا فِي شَيْءٍ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ; لِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَقْصِدُ وَالنَّبِيُّ هُوَ الْهَادِي الْمُوصِلُ ، فَمَنْ تَرَكَ الْمَقْصِدَ وَلَمْ يَسْمَعْ قَوْلَ الْهَادِي فَهُوَ ضَالٌّ قَطْعًا .