(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=30564ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا )
أي في ذلك القليل الذي يجاورونك فيه يكونون ملعونين مطرودين من باب الله وبابك وإذا خرجوا لا ينفكون عن المذلة ، ولا يجدون ملجأ بل أينما يكونون يطلبون ويؤخذون ويقتلون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ) .
يعني هذا ليس بدعا بكم بل هو سنة جارية وعادة مستمرة تفعل بالمكذبين (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62ولن تجد لسنة الله تبديلا ) أي ليست هذه السنة مثل الحكم الذي يبدل وينسخ فإن
nindex.php?page=treesubj&link=22178النسخ يكون في الأحكام ، أما الأفعال والأخبار فلا تنسخ .
[ ص: 200 ]
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله )
لما بين حالهم في الدنيا أنهم يلعنون ويهانون ويقتلون أراد أن يبين حالهم في الآخرة فذكرهم بالقيامة وذكر ما يكون لهم فيها فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يسألك الناس عن الساعة ) أي عن
nindex.php?page=treesubj&link=30292وقت القيامة (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63قل إنما علمها عند الله ) لا يتبين لكم ، فإن الله أخفاها لحكمة هي امتناع المكلف عن الاجتراء ، وخوفهم منها في كل وقت .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) إشارة إلى التخويف ، وذلك لأن قول القائل : الله يعلم متى يكون الأمر الفلاني ينبئ عن إبطاء الأمر ، ألا ترى أن من يطالب مديونا بحقه فإن استمهله شهرا أو شهرين ربما يصبر ذلك ، وإن قال له اصبر إلى أن يقدم فلان من سفره يقول : الله يعلم متى يجيء فلان ، ويمكن أن يكون مجيء فلان قبل انقضاء تلك المدة فقال ههنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ) يعني هي في علم الله فلا تستبطئوها فربما تقع عن قريب ، والقريب فعيل يستوي فيه المذكر والمؤنث ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56إن رحمة الله قريب من المحسنين ) [ الأعراف : 56 ] ولهذا لم يقل لعل الساعة تكون قريبة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=61nindex.php?page=treesubj&link=30564مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا )
أَيْ فِي ذَلِكَ الْقَلِيلِ الَّذِي يُجَاوِرُونَكَ فِيهِ يَكُونُونَ مَلْعُونِينَ مَطْرُودِينَ مِنْ بَابِ اللَّهِ وَبَابِكَ وَإِذَا خَرَجُوا لَا يَنْفَكُّونَ عَنِ الْمَذَلَّةِ ، وَلَا يَجِدُونَ مَلْجَأً بَلْ أَيْنَمَا يَكُونُونَ يُطْلَبُونَ وَيُؤْخَذُونَ وَيُقْتَلُونَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) .
يَعْنِي هَذَا لَيْسَ بِدْعًا بِكُمْ بَلْ هُوَ سُنَّةٌ جَارِيَةٌ وَعَادَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ تُفْعَلُ بِالْمُكَذِّبِينَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=62وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) أَيْ لَيْسَتْ هَذِهِ السُّنَّةُ مِثْلَ الْحُكْمِ الَّذِي يُبَدَّلُ وَيُنْسَخُ فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=22178النَّسْخَ يَكُونُ فِي الْأَحْكَامِ ، أَمَّا الْأَفْعَالُ وَالْأَخْبَارُ فَلَا تُنْسَخُ .
[ ص: 200 ]
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ )
لَمَّا بَيَّنَ حَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ يُلْعَنُونَ وَيُهَانُونَ وَيُقْتَلُونَ أَرَادَ أَنْ يُبَيِّنَ حَالَهُمْ فِي الْآخِرَةِ فَذَكَّرَهُمْ بِالْقِيَامَةِ وَذَكَرَ مَا يَكُونُ لَهُمْ فِيهَا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ) أَيْ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=30292وَقْتِ الْقِيَامَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ) لَا يَتَبَيَّنُ لَكُمْ ، فَإِنَّ اللَّهَ أَخْفَاهَا لِحِكْمَةٍ هِيَ امْتِنَاعُ الْمُكَلَّفِ عَنِ الِاجْتِرَاءِ ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ) إِشَارَةً إِلَى التَّخْوِيفِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ : اللَّهُ يَعْلَمُ مَتَى يَكُونُ الْأَمْرُ الْفُلَانِيُّ يُنْبِئُ عَنْ إِبْطَاءِ الْأَمْرِ ، أَلَا تَرَى أَنَّ مَنْ يُطَالِبُ مَدْيُونًا بِحَقِّهِ فَإِنِ اسْتَمْهَلَهُ شَهْرًا أَوْ شَهْرَيْنِ رُبَّمَا يَصْبِرُ ذَلِكَ ، وَإِنْ قَالَ لَهُ اصْبِرْ إِلَى أَنْ يَقْدَمَ فُلَانٌ مِنْ سَفَرِهِ يَقُولُ : اللَّهُ يَعْلَمُ مَتَى يَجِيءُ فُلَانٌ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مَجِيءُ فُلَانٍ قَبْلَ انْقِضَاءِ تِلْكَ الْمُدَّةِ فَقَالَ هَهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=63وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا ) يَعْنِي هِيَ فِي عِلْمِ اللَّهِ فَلَا تَسْتَبْطِئُوهَا فَرُبَّمَا تَقَعُ عَنْ قَرِيبٍ ، وَالْقَرِيبُ فَعِيلٌ يَسْتَوِي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=56إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [ الْأَعْرَافِ : 56 ] وَلِهَذَا لَمْ يَقُلْ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبَةً .