[ ص: 81 ] ( سورة فصلت )
خمسون وأربع آيات ، مكية
بسم الله الرحمن الرحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل من الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون )
بسم الله الرحمن الرحيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل من الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل إننا عاملون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون )
اعلم أن في أول هذه السورة احتمالات : أحدها : وهو الأقوى أن يقال " حم " اسم للسورة وهو في موضع المبتدأ وتنزيل خبره ، وثانيها : قال
الأخفش : تنزيل رفع بالابتداء وكتاب خبره ، وثالثها : قال
الزجاج : تنزيل رفع بالابتداء وخبره "
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كتاب فصلت آياته " ووجهه أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل ) تخصص بالصفة وهو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2من الرحمن الرحيم ) فجاز وقوعه مبتدأ .
[ ص: 82 ] واعلم أنه تعالى حكم على السورة المسماة بـ " حم " بأشياء :
أولها : كونه تنزيلا ، والمراد المنزل ، والتعبير عن المفعول بالمصدر مجاز مشهور ، يقال : هذا بناء الأمير أي مبنيه ، وهذا الدرهم ضرب السلطان أي مضروبه ، والمراد من كونها منزلا أن الله تعالى كتبها في اللوح المحفوظ ، وأمر
جبريل عليه السلام بأن يحفظ تلك الكلمات ثم ينزل بها على
محمد صلى الله عليه وسلم ويبلغها إليه ، فلما حصل تفهيم هذه الكلمات بواسطة نزول
جبريل عليه السلام سمي لذلك تنزيلا وثانيها : كون التنزيل من الرحمن الرحيم ، وذلك يدل على كون التنزيل نعمة عظيمة من الله تعالى ؛ لأن الفعل المقرون بالصفة لا بد وأن يكون مناسبا لتلك الصفة ، فكونه تعالى رحمانا رحيما صفتان دالتان على كمال الرحمة ، فالتنزيل المضاف إلى هاتين الصفتين لا بد وأن يكون دالا على أعظم وجوه النعمة ، والأمر في نفسه كذلك ؛ لأن الخلق في هذا العالم كالمرضى والزمنى والمحتاجين ، والقرآن مشتمل على كل ما يحتاج إليه المرضى من الأدوية وعلى كل ما يحتاج إليه الأصحاء من الأغذية ، فكان
nindex.php?page=treesubj&link=29485_32233_18630أعظم النعم عند الله تعالى على أهل هذا العالم إنزال القرآن عليهم .
وثالثها : كونه كتابا وقد بينا أن هذا الاسم مشتق من الجمع ، وإنما سمي كتابا ؛ لأنه جمع فيه علوم الأولين والآخرين .
ورابعها : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3فصلت آياته ) والمراد أنه فرقت آياته وجعلت تفاصيل في معان مختلفة ، فبعضها في وصف ذات الله تعالى وشرح صفات التنزيه والتقديس وشرح كمال علمه وقدرته ورحمته وحكمته وعجائب أحوال خلقه السماوات والأرض والكواكب ، وتعاقب الليل والنهار ، وعجائب أحوال النبات والحيوان والإنسان ، وبعضها في أحوال التكاليف المتوجهة نحو القلوب ونحو الجوارح ، وبعضها في الوعد والوعيد ، والثواب والعقاب ، ودرجات أهل الجنة ، ودرجات أهل النار ، وبعضها في المواعظ والنصائح ، وبعضها في تهذيب الأخلاق ، ورياضة النفس ، وبعضها في قصص الأولين ، وتواريخ الماضين .
وبالجملة فمن أنصف علم أنه ليس في يد الخلق كتاب اجتمع فيه من العلوم المختلفة والمباحث المتباينة مثل ما في القرآن .
وخامسها : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قرآنا ) والوجه في تسميته قرآنا قد سبق ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قرآنا ) نصب على الاختصاص والمدح أي أريد بهذا الكتاب المفصل قرآنا من صفته كيت وكيت ، وقيل هو نصب على الحال
وسادسها : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3عربيا ) والمعنى أن هذا
nindex.php?page=treesubj&link=32264_20758القرآن إنما نزل بلغة العرب وتأكد هذا بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) [ إبراهيم : 4 ] .
وسابعها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3لقوم يعلمون ) والمعنى : إنا جعلناه عربيا لأجل أنا أنزلناه على قوم عرب فجعلناه بلغة العرب ليفهموا منه المراد ، فإن قيل : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3لقوم يعلمون ) متعلق بماذا ؟ قلنا : يجوز أن يتعلق بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تنزيل ) أو بقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3فصلت ) أي تنزيل من الله لأجلهم أو فصلت آياته لأجلهم ، والأجود أن يكون صفة مثل ما قبله وما بعده ، أي قرآنا عربيا كائنا لقوم عرب ، لئلا يفرق بين الصلات والصفات .
وثامنها وتاسعها : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بشيرا ونذيرا ) يعني بشيرا للمطيعين بالثواب ونذيرا للمجرمين بالعقاب ، والحق أن
nindex.php?page=treesubj&link=29568القرآن بشارة ونذارة ، إلا أنه أطلق اسم الفاعل عليه للتنبيه على كونه كاملا في هذه الصفة ، كما يقال شعر شاعر وكلام قائل .
الصفة العاشرة : كونهم معرضين عنه لا يسمعون ولا يلتفتون إليه ، فهذه هي الصفات العشرة التي وصف الله القرآن بها ، ويتفرع عليها مسائل :
المسألة الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=29455القائلون بخلق القرآن احتجوا بهذه الآية من وجوه :
الأول : أنه وصف القرآن بكونه تنزيلا ومنزلا والمنزل والتنزيل مشعر بالتصيير من حال ، فوجب أن يكون مخلوقا .
الثاني : أن التنزيل مصدر ، والمصدر هو المفعول المطلق باتفاق النحويين .
الثالث : المراد بالكتاب إما الكتاب وهو المصدر الذي هو
[ ص: 83 ] المفعول المطلق أو المكتوب الذي هو المفعول .
الرابع : أن قوله ( فصلت ) يدل على أن متصرفا يتصرف فيه بالتفصيل والتمييز ، وذلك لا يليق بالقديم .
الخامس : أنه إنما سمي قرآنا ؛ لأنه قرن بعض أجزائه بالبعض وذلك يدل على كونه مفعول فاعل ومجعول جاعل
السادس : وصفه عربيا ، وإنما صحت هذه النسبة لأجل أن هذه الألفاظ إنما دخلت على هذه المعاني بحسب وضع العرب واصطلاحاتهم ، وما جعل بجعل جاعل وفعل فاعل ، فلا بد وأن يكون محدثا ومخلوقا .
الجواب : أن كل هذه الوجوه التي ذكرتموها عائدة إلى اللغات وإلى الحروف والكلمات ، وهي عندنا محدثة مخلوقة ، إنما الذي ندعي قدمه شيء آخر سوى هذه الألفاظ ، والله أعلم .
المسألة الثانية : ذهب أكثر المتكلمين إلى أنه يجب على المكلف
nindex.php?page=treesubj&link=28905تنزيل ألفاظ القرآن على المعاني التي هي موضوعة لها بحسب اللغة العربية ، فأما حملها على معان أخر لا بهذا الطريق فهذا باطل قطعا ، وذلك مثل الوجوه التي يذكرها أهل الباطن ، مثل أنهم تارة يحملون الحروف على حساب الجمل وتارة يحملون كل حرف على شيء آخر ، وللصوفية طرق كثيرة في الباب ويسمونها علم المكاشفة والذي يدلل على فساد تلك الوجوه بأسرها قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قرآنا عربيا ) وإنما سماه عربيا لكونه دالا على هذه المعاني المخصوصة بوضع العرب وباصطلاحاتهم ، وذلك يدل على أن دلالة هذه الألفاظ لم تحصل إلا على تلك المعاني المخصوصة ، وأن ما سواه فهو باطل .
المسألة الثالثة : ذهب قوم إلى أنه حصل في القرآن من سائر اللغات كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54إستبرق ) [ الكهف : 31 ] و (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=82سجيل ) [ هود : 82 ] فإنهما فارسيان ، وقوله ( مشكاة ) [ النور : 35 ] فإنها من لغة
الحبشة وقوله : ( قسطاس ) [ الإسراء : 35 ] فإنه من لغة
الروم والذي يدل على فساد هذا المذهب قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قرآنا عربيا ) ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) [ إبراهيم : 4 ] .
المسألة الرابعة : قالت
المعتزلة لفظ الإيمان والكفر والصلاة والزكاة والصوم والحج ألفاظ شرعية لا لغوية ، والمعنى أن الشرع نقل هذه الألفاظ عن مسمياتها اللغوية الأصلية إلى مسميات أخرى ، وعندنا أن هذا باطل ، وليس للشرع تصرف في هذه الألفاظ عن مسمياتها إلا من وجه واحد ، وهو أنه خصص هذه الأسماء بنوع واحد من أنواع مسمياتها مثلا ، الإيمان عبارة عن التصديق فخصصه الشرع بنوع معين من التصديق ، والصلاة عبارة عن الدعاء فخصصه الشرع بنوع معين من الدعاء ، كذا القول في البواقي ودليلنا على صحة مذهبنا قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قرآنا عربيا ) ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) .
[ ص: 81 ] ( سُورَةُ فُصِّلَتْ )
خَمْسُونَ وَأَرْبَعُ آيَاتٍ ، مَكِّيَّةٌ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=1حم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=5وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=6قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=7الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=8إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ )
اعْلَمْ أَنَّ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ احْتِمَالَاتٌ : أَحَدُهَا : وَهُوَ الْأَقْوَى أَنْ يُقَالَ " حم " اسْمٌ لِلسُّورَةِ وَهُوَ فِي مَوْضِعِ الْمُبْتَدَأِ وَتَنْزِيلٌ خَبَرُهُ ، وَثَانِيهَا : قَالَ
الْأَخْفَشُ : تَنْزِيلٌ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَكِتَابٌ خَبَرُهُ ، وَثَالِثُهَا : قَالَ
الزَّجَّاجُ : تَنْزِيلٌ رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ "
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ " وَوَجْهُهُ أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ ) تَخَصَّصَ بِالصِّفَةِ وَهُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) فَجَازَ وُقُوعُهُ مُبْتَدَأً .
[ ص: 82 ] وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى حَكَمَ عَلَى السُّورَةِ الْمُسَمَّاةِ بِـ " حم " بِأَشْيَاءَ :
أَوَّلُهَا : كَوْنُهُ تَنْزِيلًا ، وَالْمُرَادُ الْمُنْزَلُ ، وَالتَّعْبِيرُ عَنِ الْمَفْعُولِ بِالْمَصْدَرِ مَجَازٌ مَشْهُورٌ ، يُقَالُ : هَذَا بِنَاءُ الْأَمِيرِ أَيْ مَبْنِيُّهُ ، وَهَذَا الدِّرْهَمُ ضَرْبُ السُّلْطَانِ أَيْ مَضْرُوبُهُ ، وَالْمُرَادُ مِنْ كَوْنِهَا مَنْزِلًا أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَتَبَهَا فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ، وَأَمَرَ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَنْ يَحْفَظَ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ ثُمَّ يَنْزِلَ بِهَا عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُبَلِّغَهَا إِلَيْهِ ، فَلَمَّا حَصَلَ تَفْهِيمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بِوَاسِطَةِ نُزُولِ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ سُمِّيَ لِذَلِكَ تَنْزِيلًا وَثَانِيهَا : كَوْنُ التَّنْزِيلِ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِ التَّنْزِيلِ نِعْمَةً عَظِيمَةً مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ؛ لِأَنَّ الْفِعْلَ الْمَقْرُونَ بِالصِّفَةِ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ مُنَاسِبًا لِتِلْكَ الصِّفَةِ ، فَكَوْنُهُ تَعَالَى رَحْمَانًا رَحِيمًا صِفَتَانِ دَالَّتَانِ عَلَى كَمَالِ الرَّحْمَةِ ، فَالتَّنْزِيلُ الْمُضَافُ إِلَى هَاتَيْنِ الصِّفَتَيْنِ لَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ دَالًّا عَلَى أَعْظَمِ وُجُوهِ النِّعْمَةِ ، وَالْأَمْرُ فِي نَفْسِهِ كَذَلِكَ ؛ لِأَنَّ الْخَلْقَ فِي هَذَا الْعَالَمِ كَالْمَرْضَى وَالزَّمْنَى وَالْمُحْتَاجِينَ ، وَالْقُرْآنُ مُشْتَمِلٌ عَلَى كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْمَرْضَى مِنَ الْأَدْوِيَةِ وَعَلَى كُلِّ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأَصِحَّاءُ مِنَ الْأَغْذِيَةِ ، فَكَانَ
nindex.php?page=treesubj&link=29485_32233_18630أَعْظَمُ النِّعَمِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَهْلِ هَذَا الْعَالَمِ إِنْزَالَ الْقُرْآنِ عَلَيْهِمْ .
وَثَالِثُهَا : كَوْنُهُ كِتَابًا وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ هَذَا الِاسْمَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْجَمْعِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ كِتَابًا ؛ لِأَنَّهُ جَمَعَ فِيهِ عُلُومَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ .
وَرَابِعُهَا : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ) وَالْمُرَادُ أَنَّهُ فُرِّقَتْ آيَاتُهُ وَجُعِلَتْ تَفَاصِيلَ فِي مَعَانٍ مُخْتَلِفَةٍ ، فَبَعْضُهَا فِي وَصْفِ ذَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَشَرْحِ صِفَاتِ التَّنْزِيهِ وَالتَّقْدِيسِ وَشَرْحِ كَمَالِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَعَجَائِبِ أَحْوَالِ خَلْقِهِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْكَوَاكِبَ ، وَتَعَاقُبِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَعَجَائِبِ أَحْوَالِ النَّبَاتِ وَالْحَيَوَانِ وَالْإِنْسَانِ ، وَبَعْضُهَا فِي أَحْوَالِ التَّكَالِيفِ الْمُتَوَجِّهَةِ نَحْوَ الْقُلُوبِ وَنَحْوَ الْجَوَارِحِ ، وَبَعْضُهَا فِي الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ ، وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَدَرَجَاتِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَدَرَجَاتِ أَهْلِ النَّارِ ، وَبَعْضُهَا فِي الْمَوَاعِظِ وَالنَّصَائِحِ ، وَبَعْضُهَا فِي تَهْذِيبِ الْأَخْلَاقِ ، وَرِيَاضَةِ النَّفْسِ ، وَبَعْضُهَا فِي قَصَصِ الْأَوَّلِينَ ، وَتَوَارِيخِ الْمَاضِينَ .
وَبِالْجُمْلَةِ فَمَنْ أَنْصَفَ عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ فِي يَدِ الْخَلْقِ كِتَابٌ اجْتَمَعَ فِيهِ مِنَ الْعُلُومِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْمَبَاحِثِ الْمُتَبَايِنَةِ مِثْلُ مَا فِي الْقُرْآنِ .
وَخَامِسُهَا : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قُرْآنًا ) وَالْوَجْهُ فِي تَسْمِيَتِهِ قُرْآنًا قَدْ سَبَقَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قُرْآنًا ) نُصِبَ عَلَى الِاخْتِصَاصِ وَالْمَدْحِ أَيْ أُرِيدُ بِهَذَا الْكِتَابِ الْمُفَصَّلِ قُرْآنًا مِنْ صِفَتِهِ كَيْتَ وَكَيْتَ ، وَقِيلَ هُوَ نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ
وَسَادِسُهَا : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3عَرَبِيًّا ) وَالْمَعْنَى أَنَّ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=32264_20758الْقُرْآنَ إِنَّمَا نَزَلَ بِلُغَةِ الْعَرَبِ وَتَأَكَّدَ هَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 4 ] .
وَسَابِعُهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) وَالْمَعْنَى : إِنَّا جَعَلْنَاهُ عَرَبِيًّا لِأَجْلِ أَنَّا أَنْزَلْنَاهُ عَلَى قَوْمٍ عَرَبٍ فَجَعَلْنَاهُ بِلُغَةِ الْعَرَبِ لِيَفْهَمُوا مِنْهُ الْمُرَادَ ، فَإِنْ قِيلَ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) مُتَعَلِّقٌ بِمَاذَا ؟ قُلْنَا : يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=2تَنْزِيلٌ ) أَوْ بِقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3فُصِّلَتْ ) أَيْ تَنْزِيلٌ مِنَ اللَّهِ لِأَجْلِهِمْ أَوْ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ لِأَجْلِهِمْ ، وَالْأَجْوَدُ أَنْ يَكُونَ صِفَةً مِثْلَ مَا قَبْلَهُ وَمَا بَعْدَهُ ، أَيْ قُرْآنًا عَرَبِيًّا كَائِنًا لِقَوْمٍ عَرَبٍ ، لِئَلَّا يُفَرَّقَ بَيْنَ الصِّلَاتِ وَالصِّفَاتِ .
وَثَامِنُهَا وَتَاسِعُهَا : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=4بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) يَعْنِي بَشِيرًا لِلْمُطِيعِينَ بِالثَّوَابِ وَنَذِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ بِالْعِقَابِ ، وَالْحَقُّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29568الْقُرْآنَ بِشَارَةٌ وَنِذَارَةٌ ، إِلَّا أَنَّهُ أَطْلَقَ اسْمَ الْفَاعِلِ عَلَيْهِ لِلتَّنْبِيهِ عَلَى كَوْنِهِ كَامِلًا فِي هَذِهِ الصِّفَةِ ، كَمَا يُقَالُ شِعْرٌ شَاعِرٌ وَكَلَامٌ قَائِلٌ .
الصِّفَةُ الْعَاشِرَةُ : كَوْنُهُمْ مُعْرِضِينَ عَنْهُ لَا يَسْمَعُونَ وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَيْهِ ، فَهَذِهِ هِيَ الصِّفَاتُ الْعَشْرَةُ الَّتِي وَصَفَ اللَّهُ الْقُرْآنَ بِهَا ، وَيَتَفَرَّعُ عَلَيْهَا مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29455الْقَائِلُونَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ احْتَجُّوا بِهَذِهِ الْآيَةِ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ وَصَفَ الْقُرْآنَ بِكَوْنِهِ تَنْزِيلًا وَمُنْزَلًا وَالْمُنْزَلُ وَالتَّنْزِيلُ مُشْعِرٌ بِالتَّصْيِيرِ مِنْ حَالٍ ، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَخْلُوقًا .
الثَّانِي : أَنَّ التَّنْزِيلَ مَصْدَرٌ ، وَالْمَصْدَرُ هُوَ الْمَفْعُولُ الْمُطْلَقُ بِاتِّفَاقِ النَّحْوِيِّينَ .
الثَّالِثُ : الْمُرَادُ بِالْكِتَابِ إِمَّا الْكِتَابَ وَهُوَ الْمَصْدَرُ الَّذِي هُوَ
[ ص: 83 ] الْمَفْعُولُ الْمُطْلَقُ أَوِ الْمَكْتُوبُ الَّذِي هُوَ الْمَفْعُولُ .
الرَّابِعُ : أَنَّ قَوْلَهُ ( فُصِّلَتْ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ مُتَصَرِّفًا يَتَصَرَّفُ فِيهِ بِالتَّفْصِيلِ وَالتَّمْيِيزِ ، وَذَلِكَ لَا يَلِيقُ بِالْقَدِيمِ .
الْخَامِسُ : أَنَّهُ إِنَّمَا سُمِّيَ قُرْآنًا ؛ لِأَنَّهُ قُرِنَ بَعْضُ أَجْزَائِهِ بِالْبَعْضِ وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى كَوْنِهِ مَفْعُولَ فَاعِلٍ وَمَجْعُولَ جَاعِلٍ
السَّادِسُ : وَصْفُهُ عَرَبِيًّا ، وَإِنَّمَا صَحَّتْ هَذِهِ النِّسْبَةُ لِأَجْلِ أَنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ إِنَّمَا دَخَلَتْ عَلَى هَذِهِ الْمَعَانِي بِحَسَبِ وَضْعِ الْعَرَبِ وَاصْطِلَاحَاتِهِمْ ، وَمَا جُعِلَ بِجَعْلِ جَاعِلٍ وَفِعْلِ فَاعِلٍ ، فَلَا بُدَّ وَأَنْ يَكُونَ مُحْدَثًا وَمَخْلُوقًا .
الْجَوَابُ : أَنَّ كُلَّ هَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِي ذَكَرْتُمُوهَا عَائِدَةٌ إِلَى اللُّغَاتِ وَإِلَى الْحُرُوفِ وَالْكَلِمَاتِ ، وَهِيَ عِنْدَنَا مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ ، إِنَّمَا الَّذِي نَدَّعِي قِدَمَهُ شَيْءٌ آخَرُ سِوَى هَذِهِ الْأَلْفَاظِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : ذَهَبَ أَكْثَرُ الْمُتَكَلِّمِينَ إِلَى أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ
nindex.php?page=treesubj&link=28905تَنْزِيلُ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ عَلَى الْمَعَانِي الَّتِي هِيَ مَوْضُوعَةٌ لَهَا بِحَسَبِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ ، فَأَمَّا حَمْلُهَا عَلَى مَعَانٍ أُخَرَ لَا بِهَذَا الطَّرِيقِ فَهَذَا بَاطِلٌ قَطْعًا ، وَذَلِكَ مِثْلُ الْوُجُوهِ الَّتِي يَذْكُرُهَا أَهْلُ الْبَاطِنِ ، مِثْلَ أَنَّهُمْ تَارَةً يَحْمِلُونَ الْحُرُوفَ عَلَى حِسَابِ الْجُمَّلِ وَتَارَةً يَحْمِلُونَ كُلَّ حَرْفٍ عَلَى شَيْءٍ آخَرَ ، وَلِلصُّوفِيَّةِ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ فِي الْبَابِ وَيُسَمُّونَهَا عِلْمَ الْمُكَاشَفَةِ وَالَّذِي يُدَلِّلُ عَلَى فَسَادِ تِلْكَ الْوُجُوهِ بِأَسْرِهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) وَإِنَّمَا سَمَّاهُ عَرَبِيًّا لِكَوْنِهِ دَالًّا عَلَى هَذِهِ الْمَعَانِي الْمَخْصُوصَةِ بِوَضْعِ الْعَرَبِ وَبِاصْطِلَاحَاتِهِمْ ، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ دَلَالَةَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ لَمْ تَحْصُلْ إِلَّا عَلَى تِلْكَ الْمَعَانِي الْمَخْصُوصَةِ ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ فَهُوَ بَاطِلٌ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ حَصَلَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ سَائِرِ اللُّغَاتِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54إِسْتَبْرَقٍ ) [ الْكَهْفِ : 31 ] وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=82سِجِّيلٍ ) [ هُودٍ : 82 ] فَإِنَّهُمَا فَارِسِيَّانِ ، وَقَوْلِهِ ( مِشْكَاةٍ ) [ النُّورِ : 35 ] فَإِنَّهَا مِنْ لُغَةِ
الْحَبَشَةِ وَقَوْلِهِ : ( قِسْطَاسِ ) [ الْإِسْرَاءِ : 35 ] فَإِنَّهُ مِنْ لُغَةِ
الرُّومِ وَالَّذِي يَدُلُّ عَلَى فَسَادِ هَذَا الْمَذْهَبِ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) [ إِبْرَاهِيمَ : 4 ] .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : قَالَتِ
الْمُعْتَزِلَةُ لَفْظُ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ وَالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصَّوْمِ وَالْحَجِّ أَلْفَاظٌ شَرْعِيَّةٌ لَا لُغَوِيَّةٌ ، وَالْمَعْنَى أَنَّ الشَّرْعَ نَقَلَ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ عَنْ مُسَمَّيَاتِهَا اللُّغَوِيَّةِ الْأَصْلِيَّةِ إِلَى مُسَمَّيَاتٍ أُخْرَى ، وَعِنْدَنَا أَنَّ هَذَا بَاطِلٌ ، وَلَيْسَ لِلشَّرْعِ تَصَرُّفٌ فِي هَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَنْ مُسَمَّيَاتِهَا إِلَّا مِنْ وَجْهٍ وَاحِدٍ ، وَهُوَ أَنَّهُ خَصَّصَ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ بِنَوْعٍ وَاحِدٍ مِنْ أَنْوَاعِ مُسَمَّيَاتِهَا مَثَلًا ، الْإِيمَانُ عِبَارَةٌ عَنِ التَّصْدِيقِ فَخَصَّصَهُ الشَّرْعُ بِنَوْعٍ مُعَيَّنٍ مِنَ التَّصْدِيقِ ، وَالصَّلَاةُ عِبَارَةٌ عَنِ الدُّعَاءِ فَخَصَّصَهُ الشَّرْعُ بِنَوْعٍ مُعَيَّنٍ مِنَ الدُّعَاءِ ، كَذَا الْقَوْلُ فِي الْبَوَاقِي وَدَلِيلُنَا عَلَى صِحَّةِ مَذْهَبِنَا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=3قُرْآنًا عَرَبِيًّا ) ، وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=4وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ) .