(
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=62ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين )
قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=62ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين ) 50 في الآية مسائل :
المسألة الأولى : اعلم أنه تعالى ذكر أنواعا كثيرة من كفرياتهم في هذه السورة ، وأجاب عنها بالوجوه الكثيرة :
فأولها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وجعلوا له من عباده جزءا ) .
وثانيها : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا ) .
وثالثها : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم ) [الزخرف : 20] .
ورابعها : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) [الزخرف : 31] .
وخامسها : هذه الآية التي نحن الآن في تفسيرها ، ولفظ الآية لا يدل إلا على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=32430_30549لما ضرب ابن مريم مثلا أخذ القوم يضجون ويرفعون أصواتهم ، فأما أن ذلك المثل كيف كان ، وفي أي شيء كان ، فاللفظ لا يدل عليه ، والمفسرون ذكروا فيه وجوها ، كلها محتملة :
فالأول : أن الكفار لما سمعوا أن
النصارى يعبدون
عيسى ، قالوا : إذا عبدوا
عيسى فآلهتنا خير من
عيسى ، وإنما قالوا ذلك لأنهم كانوا يعبدون الملائكة .
الثاني : روي أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013692لما نزل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ) [الأنبياء : 98] قال عبد الله بن الزبعرى : هذا خاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : بل لجميع الأمم فقال : خصمتك ورب الكعبة ، ألست تزعم أن عيسى ابن مريم نبي وتثني عليه خيرا وعلى أمه ، وقد علمت أن النصارى يعبدونهما واليهود يعبدون عزيرا ، والملائكة يعبدون ، فإذا كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ، فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - وفرح القوم وضحكوا وضجوا ، فأنزل الله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101nindex.php?page=treesubj&link=28861إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) [الأنبياء : 101] ونزلت هذه الآية أيضا ، والمعنى : ولما ضرب
عبد الله بن الزبعرى عيسى (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ابن مريم مثلا ) وجادل رسول الله بعبادة
النصارى إياه
[ ص: 190 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إذا قومك )
قريش ( منه ) أي من هذا المثل (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57يصدون ) أي يرتفع لهم ضجيج وجلبة فرحا وجدلا وضحكا بسبب ما رأوا من إسكات رسول الله ، فإنه قد جرت العادة بأن أحد الخصمين إذا انقطع أظهر الخصم الثاني الفرح والضجيج ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58وقالوا أآلهتنا خير أم هو ) يعنون أن آلهتنا عندك ليست خيرا من
عيسى ، فإذا كان
عيسى من حصب جهنم كان أمر آلهتنا أهون .
الوجه الثالث في التأويل : وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حكى أن
النصارى عبدوا
المسيح وجعلوه إلها لأنفسهم ، قال كفار
مكة : إن
محمدا يريد أن يجعل لنا إلها كما
nindex.php?page=treesubj&link=32430جعل النصارى المسيح إلها لأنفسهم ، ثم عند هذا قالوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58أآلهتنا خير أم هو ) يعني أآلهتنا خير أم
محمد ، وذكروا ذلك لأجل أنهم قالوا : إن
محمدا يدعونا إلى عبادة نفسه ، وآباؤنا زعموا أنه يجب عبادة هذه الأصنام ، وإذا كان لا بد من أحد هذين الأمرين فعبادة هذه الأصنام أولى ، لأن آباءنا وأسلافنا كانوا متطابقين عليه ، وأما
محمد فإنه متهم في أمرنا بعبادته ، فكان الاشتغال بعبادة الأصنام أولى ، ثم إنه تعالى بين أنا لم نقل إن الاشتغال بعبادة المسيح طريق حسن ، بل هو كلام باطل ، فإن
عيسى ليس إلا عبدا أنعمنا عليه ، فإذا كان الأمر كذلك فقد زالت شبهتهم في قولهم : إن
محمدا يريد أن يأمرنا بعبادة نفسه ، فهذه الوجوه الثلاثة مما يحتمل كل واحد منها لفظ الآية .
المسألة الثانية :
nindex.php?page=treesubj&link=28918_28921_28939قرأ نافع وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم : " يصدون " بضم الصاد ، وهو قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب - عليه السلام - والباقون بكسر الصاد وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، واختلفوا فقال
الكسائي : هما بمعنى ، نحو يعرشون ويعرشون ، ويعكفون ، ويعكفون ، ومنهم من فرق ، أما القراءة بالضم فمن الصدود ، أي من أجل هذا المثل يصدون عن الحق ويعرضون عنه ، وأما بالكسر فمعناه يضجون .
المسألة الثالثة : قرأ
عاصم وحمزة والكسائي : " أآلهتنا " استفهاما بهمزتين ، الثانية مطولة ، والباقون استفهاما بهمزة ومدة .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58ما ضربوه لك إلا جدلا ) أي ما ضربوا لك هذا المثل إلا لأجل الجدل والغلبة في القول ، لا لطلب الفرق بين الحق والباطل (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58بل هم قوم خصمون ) مبالغون في الخصومة ، وذلك لأن قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله ) [الأنبياء : 98] لا يتناول الملائكة
وعيسى ، وبيانه من وجوه :
الأول : أن كلمة " ما " لا تتناول العقلاء البتة .
والثاني : أن كلمة " ما " ليست صريحة في الاستغراق بدليل أنه يصح إدخال لفظتي الكل والبعض عليه ، فيقال : إنكم وكل ما تعبدون من دون الله ، أو إنكم وبعض ما تعبدون من دون الله .
الثالث : أن قوله : إنكم وكل ما تعبدون من دون الله أو وبعض ما تعبدون - خطاب مشافهة ، فلعله ما كان فيهم أحد يعبد
المسيح والملائكة .
الرابع : أن قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله ) هب أنه عام إلا أن النصوص الدالة على تعظيم الملائكة
وعيسى أخص منه ،
nindex.php?page=treesubj&link=22485والخاص مقدم على العام .
المسألة الرابعة : القائلون بذم الجدل تمسكوا بهذه الآية إلا أنا قد ذكرنا في تفسير قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ) أن الآيات الكثيرة دالة على أن
nindex.php?page=treesubj&link=28431الجدل موجب للمدح والثناء ، وطريق التوفيق أن تصرف تلك الآيات إلى الجدل الذي يفيد تقرير الحق ، وأن تصرف هذه الآية إلى الجدل الذي يوجب تقرير الباطل .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ) يعني : ما
عيسى إلا عبد كسائر العبيد ، أنعمنا عليه حيث جعلناه آية بأن خلقناه من غير أب كما خلقنا
آدم ، وشرفناه بالنبوة وصيرناه عبرة عجيبة كالمثل السائر (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60ولو نشاء )
[ ص: 191 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60لجعلنا منكم ) لولدنا منكم يا رجال (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60ملائكة في الأرض يخلفون ) كما يخلفكم أولادكم ؛ كما ولدنا
عيسى من أنثى من غير فحل ؛ لتعرفوا تميزنا بالقدرة الباهرة ، ولتعرفوا أن دخول التوليد والتولد في الملائكة أمر ممكن ، وذات الله متعالية عن ذلك ( وأنه ) أي
عيسى (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61لعلم للساعة ) شرط من أشراطها تعلم به ، فسمي الشرط الدال على الشيء علما لحصول العلم به ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : " لعلم " وهو العلامة ، وقرئ : " للعلم " وقرأ
أبي : " لذكر " ، وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013693nindex.php?page=treesubj&link=31993_31995_30284أن عيسى ينزل على ثنية في الأرض المقدسة يقال لها أفيق ، وبيده حربة ، وبها يقتل الدجال ، فيأتي ببيت المقدس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم nindex.php?page=treesubj&link=31995_31991_33649يقتل الخنازير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61فلا تمترن بها ) من المرية وهو الشك (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61واتبعون ) واتبعوا هداي وشرعي (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61هذا صراط مستقيم ) أي هذا الذي أدعوكم إليه صراط مستقيم (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=62ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين ) قد بانت عداواته لكم لأجل أنه هو الذي أخرج أباكم من الجنة ونزع عنه لباس النور .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=62وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ )
قَوْلُهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=62وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) 50 فِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ أَنْوَاعًا كَثِيرَةً مَنْ كُفْرِيَّاتِهِمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، وَأَجَابَ عَنْهَا بِالْوُجُوهِ الْكَثِيرَةِ :
فَأَوَّلُهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=15وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ) .
وَثَانِيهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=19وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ) .
وَثَالِثُهَا : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=20وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ ) [الزُّخْرُفِ : 20] .
وَرَابِعُهَا : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=31وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) [الزُّخْرُفِ : 31] .
وَخَامِسُهَا : هَذِهِ الْآيَةُ الَّتِي نَحْنُ الْآنَ فِي تَفْسِيرِهَا ، وَلَفْظُ الْآيَةِ لَا يَدُلُّ إِلَّا عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=32430_30549لَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا أَخَذَ الْقَوْمُ يَضِجُّونَ وَيَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ ، فَأَمَّا أَنَّ ذَلِكَ الْمَثَلَ كَيْفَ كَانَ ، وَفِي أَيِّ شَيْءٍ كَانَ ، فَاللَّفْظُ لَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَالْمُفَسِّرُونَ ذَكَرُوا فِيهِ وُجُوهًا ، كُلُّهَا مُحْتَمَلَةٌ :
فَالْأَوَّلُ : أَنَّ الْكُفَّارَ لَمَّا سَمِعُوا أَنَّ
النَّصَارَى يَعْبُدُونَ
عِيسَى ، قَالُوا : إِذَا عَبَدُوا
عِيسَى فَآلِهَتُنَا خَيْرٌ مِنْ
عِيسَى ، وَإِنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْمَلَائِكَةَ .
الثَّانِي : رُوِيَ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013692لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ) [الْأَنْبِيَاءِ : 98] قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى : هَذَا خَاصَّةٌ لَنَا وَلِآلِهَتِنَا أَمْ لِجَمِيعِ الْأُمَمِ ؟ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ لِجَمِيعِ الْأُمَمِ فَقَالَ : خَصَمْتُكَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ نَبِيٌّ وَتُثْنِي عَلَيْهِ خَيْرًا وَعَلَى أُمِّهِ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ النَّصَارَى يَعْبُدُونَهُمَا وَالْيَهُودَ يَعْبُدُونَ عُزَيْرًا ، وَالْمَلَائِكَةُ يُعْبَدُونَ ، فَإِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ فِي النَّارِ فَقَدْ رَضِينَا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ وَآلِهَتُنَا مَعَهُمْ ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفَرِحَ الْقَوْمُ وَضَحِكُوا وَضَجُّوا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=101nindex.php?page=treesubj&link=28861إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ) [الْأَنْبِيَاءِ : 101] وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ أَيْضًا ، وَالْمَعْنَى : وَلَمَّا ضَرَبَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزِّبَعْرَى عِيسَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا ) وَجَادَلَ رَسُولَ اللَّهِ بِعِبَادَةِ
النَّصَارَى إِيَّاهُ
[ ص: 190 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57إِذَا قَوْمُكَ )
قُرَيْشٌ ( مِنْهَ ) أَيْ مِنْ هَذَا الْمَثَلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=57يَصِدُّونَ ) أَيْ يَرْتَفِعُ لَهُمْ ضَجِيجٌ وَجَلَبَةٌ فَرَحًا وَجَدَلًا وَضَحِكًا بِسَبَبِ مَا رَأَوْا مِنْ إِسْكَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ، فَإِنَّهُ قَدْ جَرَتِ الْعَادَةُ بِأَنَّ أَحَدَ الْخَصْمَيْنِ إِذَا انْقَطَعَ أَظْهَرَ الْخَصْمُ الثَّانِي الْفَرَحَ وَالضَّجِيجَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ) يَعْنُونَ أَنَّ آلِهَتَنَا عِنْدَكَ لَيْسَتْ خَيْرًا مِنْ
عِيسَى ، فَإِذَا كَانَ
عِيسَى مِنْ حَصَبِ جَهَنَّمَ كَانَ أَمْرُ آلِهَتِنَا أَهْوَنَ .
الْوَجْهُ الثَّالِثُ فِي التَّأْوِيلِ : وَهُوَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا حَكَى أَنَّ
النَّصَارَى عَبَدُوا
الْمَسِيحَ وَجَعَلُوهُ إِلَهًا لِأَنْفُسِهِمْ ، قَالَ كُفَّارُ
مَكَّةَ : إِنَّ
مُحَمَّدًا يُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا إِلَهًا كَمَا
nindex.php?page=treesubj&link=32430جَعَلَ النَّصَارَى الْمَسِيحَ إِلَهًا لِأَنْفُسِهِمْ ، ثُمَّ عِنْدَ هَذَا قَالُوا (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ) يَعْنِي أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ
مُحَمَّدٌ ، وَذَكَرُوا ذَلِكَ لِأَجْلِ أَنَّهُمْ قَالُوا : إِنَّ
مُحَمَّدًا يَدْعُونَا إِلَى عِبَادَةِ نَفْسِهِ ، وَآبَاؤُنَا زَعَمُوا أَنَّهُ يَجِبُ عِبَادَةُ هَذِهِ الْأَصْنَامِ ، وَإِذَا كَانَ لَا بُدَّ مِنْ أَحَدِ هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ فَعِبَادَةُ هَذِهِ الْأَصْنَامِ أَوْلَى ، لِأَنَّ آبَاءَنَا وَأَسْلَافَنَا كَانُوا مُتَطَابِقِينَ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا
مُحَمَّدٌ فَإِنَّهُ مُتَّهَمٌ فِي أَمْرِنَا بِعِبَادَتِهِ ، فَكَانَ الِاشْتِغَالُ بِعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ أَوْلَى ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى بَيَّنَ أَنَّا لَمْ نَقُلْ إِنَّ الِاشْتِغَالَ بِعِبَادَةِ الْمَسِيحِ طَرِيقٌ حَسَنٌ ، بَلْ هُوَ كَلَامٌ بَاطِلٌ ، فَإِنَّ
عِيسَى لَيْسَ إِلَّا عَبْدًا أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ ، فَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَقَدْ زَالَتْ شُبْهَتُهُمْ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّ
مُحَمَّدًا يُرِيدُ أَنْ يَأْمُرَنَا بِعِبَادَةِ نَفْسِهِ ، فَهَذِهِ الْوُجُوهُ الثَّلَاثَةُ مِمَّا يَحْتَمِلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا لَفْظَ الْآيَةِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28918_28921_28939قَرَأَ نَافِعٌ وَابْنُ عَامِرٍ وَالْكِسَائِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ عَاصِمٍ : " يَصُدُّونَ " بِضَمِّ الصَّادِ ، وَهُوَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَالْبَاقُونَ بِكَسْرِ الصَّادِ وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَاخْتَلَفُوا فَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : هُمَا بِمَعْنًى ، نَحْوَ يَعْرِشُونَ وَيَعْرُشُونَ ، وَيَعْكِفُونَ ، وَيَعْكُفُونَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ ، أَمَّا الْقِرَاءَةُ بِالضَّمِّ فَمِنَ الصُّدُودِ ، أَيْ مِنْ أَجْلِ هَذَا الْمَثَلِ يَصُدُّونَ عَنِ الْحَقِّ وَيُعْرِضُونَ عَنْهُ ، وَأَمَّا بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاهُ يَضِجُّونَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَرَأَ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ : " أَآلِهَتُنَا " اسْتِفْهَامًا بِهَمْزَتَيْنِ ، الثَّانِيَةُ مُطَوَّلَةٌ ، وَالْبَاقُونَ اسْتِفْهَامًا بِهَمْزَةٍ وَمَدَّةٍ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ) أَيْ مَا ضَرَبُوا لَكَ هَذَا الْمَثَلَ إِلَّا لِأَجْلِ الْجَدَلِ وَالْغَلَبَةِ فِي الْقَوْلِ ، لَا لِطَلَبِ الْفَرْقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=58بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) مُبَالِغُونَ فِي الْخُصُومَةِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) [الْأَنْبِيَاءِ : 98] لَا يَتَنَاوَلُ الْمَلَائِكَةَ
وَعِيسَى ، وَبَيَانُهُ مِنْ وُجُوهٍ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ كَلِمَةَ " مَا " لَا تَتَنَاوَلُ الْعُقَلَاءَ الْبَتَّةَ .
وَالثَّانِي : أَنَّ كَلِمَةَ " مَا " لَيْسَتْ صَرِيحَةً فِي الِاسْتِغْرَاقِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ يَصِحُّ إِدْخَالُ لَفْظَتَيِ الْكُلِّ وَالْبَعْضِ عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ : إِنَّكُمْ وَكُلَّ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ، أَوْ إِنَّكُمْ وَبَعْضَ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ .
الثَّالِثُ : أَنَّ قَوْلَهُ : إِنَّكُمْ وَكُلَّ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْ وَبَعْضَ مَا تَعْبُدُونَ - خِطَابُ مُشَافَهَةٍ ، فَلَعَلَّهُ مَا كَانَ فِيهِمْ أَحَدٌ يَعْبُدُ
الْمَسِيحَ وَالْمَلَائِكَةَ .
الرَّابِعُ : أَنَّ قَوْلَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ) هَبْ أَنَّهُ عَامٌّ إِلَّا أَنَّ النُّصُوصَ الدَّالَّةَ عَلَى تَعْظِيمِ الْمَلَائِكَةِ
وَعِيسَى أَخَصُّ مِنْهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=22485وَالْخَاصُّ مُقَدَّمٌ عَلَى الْعَامِّ .
الْمَسْأَلَةُ الرَّابِعَةُ : الْقَائِلُونَ بِذَمِّ الْجَدَلِ تَمَسَّكُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ إِلَّا أَنَّا قَدْ ذَكَرْنَا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=4مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ) أَنَّ الْآيَاتِ الْكَثِيرَةَ دَالَّةٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28431الْجَدَلَ مُوجِبٌ لِلْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ ، وَطَرِيقُ التَّوْفِيقِ أَنْ تُصْرَفَ تِلْكَ الْآيَاتُ إِلَى الْجَدَلِ الَّذِي يُفِيدُ تَقْرِيرَ الْحَقِّ ، وَأَنْ تُصْرَفَ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَى الْجَدَلِ الَّذِي يُوجِبُ تَقْرِيرَ الْبَاطِلِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=59إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ ) يَعْنِي : مَا
عِيسَى إِلَّا عَبْدٌ كَسَائِرِ الْعَبِيدِ ، أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ حَيْثُ جَعَلْنَاهُ آيَةً بِأَنْ خَلَقْنَاهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ كَمَا خَلَقْنَا
آدَمَ ، وَشَرَّفْنَاهُ بِالنُّبُوَّةِ وَصَيَّرْنَاهُ عِبْرَةً عَجِيبَةً كَالْمَثَلِ السَّائِرِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60وَلَوْ نَشَاءُ )
[ ص: 191 ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ ) لَوَلَّدْنَا مِنْكُمْ يَا رِجَالُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=60مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ) كَمَا يَخْلُفُكُمْ أَوْلَادُكُمْ ؛ كَمَا وَلَّدْنَا
عِيسَى مِنْ أُنْثَى مِنْ غَيْرِ فَحْلٍ ؛ لِتَعْرِفُوا تَمَيُّزَنَا بِالْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ ، وَلِتَعْرِفُوا أَنَّ دُخُولَ التَّوْلِيدِ وَالتَّوَلُّدِ فِي الْمَلَائِكَةِ أَمْرٌ مُمْكِنٌ ، وَذَاتُ اللَّهِ مُتَعَالِيَةٌ عَنْ ذَلِكَ ( وَأَنَّهُ ) أَيْ
عِيسَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ ) شَرْطٌ مِنْ أَشْرَاطِهَا تُعْلَمُ بِهِ ، فَسُمِّيَ الشَّرْطُ الدَّالُّ عَلَى الشَّيْءِ عِلْمًا لِحُصُولِ الْعِلْمِ بِهِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : " لَعَلَمٌ " وَهُوَ الْعَلَامَةُ ، وَقُرِئَ : " لَلْعِلْمُ " وَقَرَأَ
أُبَيٌّ : " لَذِكْرٌ " ، وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013693nindex.php?page=treesubj&link=31993_31995_30284أَنَّ عِيسَى يَنْزِلُ عَلَى ثَنِيَّةٍ فِي الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ يُقَالُ لَهَا أَفِيقُ ، وَبِيَدِهِ حَرْبَةٌ ، وَبِهَا يَقْتُلُ الدَّجَّالَ ، فَيَأْتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْإِمَامُ يَؤُمُّ بِهِمْ فَيَتَأَخَّرُ الْإِمَامُ فَيُقَدِّمُهُ عِيسَى وَيُصَلِّي خَلْفَهُ عَلَى شَرِيعَةِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثُمَّ nindex.php?page=treesubj&link=31995_31991_33649يَقْتُلُ الْخَنَازِيرَ وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيُخَرِّبُ الْبِيَعَ وَالْكَنَائِسَ وَيَقْتُلُ النَّصَارَى إِلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا ) مِنَ الْمِرْيَةِ وَهُوَ الشَّكُّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61وَاتَّبِعُونِ ) وَاتَّبِعُوا هُدَايَ وَشَرْعِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=61هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ) أَيْ هَذَا الَّذِي أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=62وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) قَدْ بَانَتْ عَدَاوَاتُهُ لَكُمْ لِأَجْلِ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ أَبَاكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَنَزَعَ عَنْهُ لِبَاسَ النُّورِ .