(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وزروع ومقام كريم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27ونعمة كانوا فيها فاكهين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كذلك وأورثناها قوما آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وزروع ومقام كريم nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27ونعمة كانوا فيها فاكهين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كذلك وأورثناها قوما آخرين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين ) .
[ ص: 210 ] اعلم أنه تعالى لما بين أن كفار
مكة مصرون على كفرهم ، بين أن كثيرا من المتقدمين أيضا كانوا كذلك ، فبين حصول هذه الصفة في أكثر قوم فرعون ، قال صاحب “ الكشاف “ قرئ : ( ولقد فتنا ) بالتشديد للتأكيد ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ابتلينا ، وقال
الزجاج : بلونا ، والمعنى : عاملناهم معاملة المختبر ببعث الرسول إليهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وجاءهم رسول كريم ) وهو
موسى ، واختلفوا في معنى الكريم ههنا فقال
الكلبي : كريم على ربه ، يعني أنه استحق على ربه أنواعا كثيرة من الإكرام ، وقال
مقاتل : حسن الخلق ، وقال
الفراء : يقال : فلان كريم قومه لأنه قل
nindex.php?page=treesubj&link=30173ما بعث رسول إلا من أشراف قومه وكرامهم .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أن أدوا إلي عباد الله ) ، وفي ( أن ) قولان :
الأول : أنها أن المفسرة وذلك لأن مجيء الرسول إلى من بعث إليهم متضمن لمعنى القول ، لأنه لا يجيئهم إلا
nindex.php?page=treesubj&link=32026_32020مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله .
الثاني : أنها المخففة من الثقيلة ، ومعناه : وجاءهم بأن الشأن والحديث أدوا ، وعباد الله مفعول به وهم
بنو إسرائيل ، يقول : أدوهم إلي وأرسلوهم معي ، وهو كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم ) [ طه : 47 ] ، ويجوز أيضا أن يكون نداء لهم ، والتقدير : أدوا إلي عباد الله ما هو واجب عليكم من الإيمان ، وقبول دعوتي ، واتباع سبيلي ، وعلل ذلك بأنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18رسول أمين ) قد ائتمنه الله على وحيه ورسالته .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وأن لا تعلوا ) أن هذه مثل الأولى في وجهيها ، أي لا تتكبروا على الله بإهانة وحيه ورسوله ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19إني آتيكم بسلطان مبين ) بحجة بينة يعترف بصحتها كل عاقل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون ) قيل : المراد أن تقتلون ، وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20أن ترجمون ) بالقول فتقولوا : ساحر كذاب ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وإن لم تؤمنوا لي ) أي إن لم تصدقوني ولم تؤمنوا بالله لأجل ما أتيتكم به من الحجة ، فاللام في لي لام الأجل ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21فاعتزلون ) أي أخلوا سبيلي لا لي ولا علي .
قال مصنف الكتاب رحمه الله تعالى : إن
المعتزلة يتصلفون ويقولون : إن لفظ الاعتزال أينما جاء في القرآن كان المراد منه الاعتزال عن الباطل لا عن الحق ، فاتفق حضوري في بعض المحافل ، وذكر بعضهم هذا الكلام فأوردت عليه هذه الآية ، وقلت : المراد بالاعتزال في هذه الآية
nindex.php?page=treesubj&link=29434الاعتزال عن دين موسى عليه السلام وطريقته ، وذلك لا شك أنه اعتزال عن الحق فانقطع الرجل .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فدعا ربه ) الفاء في فدعا تدل على أنه متصل بمحذوف قبله ، التأويل أنهم كفروا ولم يؤمنوا فدعا
موسى ربه بأن هؤلاء قوم مجرمون ، فإن قالوا :
nindex.php?page=treesubj&link=30539_19229الكفر أعظم حالا من الجرم ، فما السبب في أن جعل صفة الكفار كونهم مجرمين حال ما أراد المبالغة في ذمهم ؟ قلت : لأن الكافر قد يكون عدلا في دينه ، وقد يكون مجرما في دينه ، وقد يكون فاسقا في دينه أخس الناس ، قال صاحب “ الكشاف “ : قرئ ( إن هؤلاء ) بالكسر على إضمار القول أي فدعا ربه فقال : ( إن هؤلاء قوم مجرمون ) .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا ) قرأ
ابن كثير ونافع ( فاسر ) موصولة الألف والباقون مقطوعة الألف ، سرى وأسرى لغتان ، أي
nindex.php?page=treesubj&link=31915_31916_31917أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي ليلا إنكم متبعون ، أي يتبعكم فرعون وقومه ذلك سببا
[ ص: 211 ] لهلاكهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24واترك البحر رهوا ) ، وفي الرهو قولان :
أحدهما : أنه الساكن ، يقال : عيش راه إذا كان خافضا وادعا ، وافعل ذلك سهوا رهوا أي ساكنا بغير تشدد ، أراد
موسى عليه السلام لما جاوز البحر أن يضربه بعصاه فينطبق كما كان ، فأمره الله تعالى بأن يتركه ساكنا على هيئته قارا على حاله في انفلاق الماء وبقاء الطريق يبسا حتى تدخله القبط فإذا حصلوا فيه أطبقه الله عليهم .
والثاني : أن الرهو هو الفرجة الواسعة ، والمعنى : ذا رهو أي ذا فرجة يعني الطريق الذي أظهره الله فيما بين البحر ( أنهم جند مغرقون ) يعني اترك الطريق كما كان يدخلوا فيغرقوا ، وإنما أخبره الله تعالى بذلك حتى يبقى فارغ القلب عن شرهم وإيذائهم .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كم تركوا من جنات وعيون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وزروع ومقام كريم ) دلت هذه الآية على أنه تعالى أغرقهم ، ثم قال بعد غرقهم هذا الكلام ، وبين تعالى أنهم تركوا هذه الأشياء الخمسة ، وهي الجنات والعيون والزروع والمقام الكريم ، والمراد بالمقام الكريم : ما كان لهم من المجالس والمنازل الحسنة ، وقيل : المنابر التي كانوا يمدحون فرعون عليها ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27ونعمة كانوا فيها فاكهين ) قال علماء اللغة : نعمة العيش ، بفتح النون ، حسنه ونضارته ، ونعمة الله إحسانه وعطاؤه ، قال صاحب “ الكشاف “ : النعمة بالفتح من التنعم وبالكسر من الإنعام ، وقرئ فاكهين وفكهين ، ( كذلك ) الكاف منصوبة على معنى مثل ذلك الإخراج أخرجناهم منها وأورثناها ، أو في موضع الرفع على تقدير أن الأمر (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كذلك وأورثناها قوما آخرين ) ليسوا منهم في شيء من قرابة ولا دين ولا ولاء ، وهم
بنو إسرائيل كانوا مستعبدين في أيديهم فأهلكهم الله على أيديهم وأورثهم ملكهم وديارهم .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فما بكت عليهم السماء والأرض ) ، وفيه وجوه :
الأول : قال
الواحدي في “ البسيط “ : روى
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013701nindex.php?page=treesubj&link=30497_32413ما من عبد إلا وله في السماء بابان : باب يخرج منه رزقه ، وباب يدخل فيه عمله ، فإذا مات فقداه وبكيا عليه ) ، وتلا هذه الآية ، قال : وذلك لأنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملا صالحا فتبكي عليهم ، ولم يصعد لهم إلى السماء كلام طيب ولا عمل صالح فتبكي عليهم ، وهذا قول أكثر المفسرين .
القول الثاني : التقدير :
nindex.php?page=treesubj&link=29494_28915_32016فما بكت عليهم أهل السماء وأهل الأرض ، فحذف المضاف ، والمعنى : ما بكت عليهم الملائكة ولا المؤمنون ، بل كانوا بهلاكهم مسرورين .
والقول الثالث : أن عادة الناس جرت بأن يقولوا في هلاك الرجل العظيم الشأن : إنه أظلمت له الدنيا ، وكسفت الشمس والقمر لأجله ، وبكت الريح والسماء والأرض ، ويريدون المبالغة في تعظيم تلك المصيبة لا نفس هذا الكذب . ونقل صاحب “ الكشاف “ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : (
ما من مؤمن مات في غربة غابت فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض ) .
وقال
جرير :
الشمس طالعة ليست بكاسفة تبكي عليك نجوم الليل والقمرا
وفيه ما يشبه السخرية بهم ، يعني أنهم كانوا يستعظمون أنفسهم ، وكانوا يعتقدون في أنفسهم أنهم لو ماتوا لبكت عليهم السماء والأرض ، فما كانوا في هذا الحد ، بل كانوا دون ذلك ، وهذا إنما يذكر على سبيل التهكم .
[ ص: 212 ] ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29وما كانوا منظرين ) أي لما جاء وقت هلاكهم لم ينظروا إلى وقت آخر لتوبة وتدارك وتقصير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) .
[ ص: 210 ] اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ كَفَّارَ
مَكَّةَ مُصِرُّونَ عَلَى كُفْرِهِمْ ، بَيَّنَ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ أَيْضًا كَانُوا كَذَلِكَ ، فَبَيَّنَ حُصُولَ هَذِهِ الصِّفَةِ فِي أَكْثَرِ قَوْمِ فِرْعَوْنَ ، قَالَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ قُرِئَ : ( وَلَقَدْ فَتَّنَّا ) بِالتَّشْدِيدِ لِلتَّأْكِيدِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : ابْتَلَيْنَا ، وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : بَلَوْنَا ، وَالْمَعْنَى : عَامَلْنَاهُمْ مُعَامَلَةَ الْمُخْتَبَرِ بِبَعْثِ الرَّسُولِ إِلَيْهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=17وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ) وَهُوَ
مُوسَى ، وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى الْكَرِيمِ هَهُنَا فَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : كَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ ، يَعْنِي أَنَّهُ اسْتَحَقَّ عَلَى رَبِّهِ أَنْوَاعًا كَثِيرَةً مِنَ الْإِكْرَامِ ، وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : حَسَنُ الْخُلُقِ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : يُقَالُ : فُلَانٌ كَرِيمُ قَوْمِهِ لِأَنَّهُ قَلَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30173مَا بُعِثَ رَسُولٌ إِلَّا مِنْ أَشْرَافِ قَوْمِهِ وَكِرَامِهِمْ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ ) ، وَفِي ( أَنْ ) قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهَا أَنِ الْمُفَسِّرَةُ وَذَلِكَ لِأَنَّ مَجِيءَ الرَّسُولِ إِلَى مَنْ بُعِثَ إِلَيْهِمْ مُتَضَمِّنٌ لِمَعْنَى الْقَوْلِ ، لِأَنَّهُ لَا يَجِيئُهُمْ إِلَّا
nindex.php?page=treesubj&link=32026_32020مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ .
الثَّانِي : أَنَّهَا الْمُخَفَّفَةُ مِنَ الثَّقِيلَةِ ، وَمَعْنَاهُ : وَجَاءَهُمْ بِأَنَّ الشَّأْنَ وَالْحَدِيثَ أَدُّوا ، وَعِبَادُ اللَّهِ مَفْعُولٌ بِهِ وَهُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ ، يَقُولُ : أَدُّوهُمْ إِلَيَّ وَأَرْسِلُوهُمْ مَعِيَ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=47فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ) [ طَهَ : 47 ] ، وَيَجُوزُ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ نِدَاءً لَهُمْ ، وَالتَّقْدِيرُ : أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ مَا هُوَ وَاجِبٌ عَلَيْكُمْ مِنَ الْإِيمَانِ ، وَقَبُولِ دَعْوَتِي ، وَاتِّبَاعِ سَبِيلِي ، وَعَلَّلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=18رَسُولٌ أَمِينٌ ) قَدِ ائْتَمَنَهُ اللَّهُ عَلَى وَحْيِهِ وَرِسَالَتِهِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19وَأَنْ لَا تَعْلُوا ) أَنْ هَذِهِ مِثْلُ الْأُولَى فِي وَجْهَيْهَا ، أَيْ لَا تَتَكَبَّرُوا عَلَى اللَّهِ بِإِهَانَةِ وَحْيِهِ وَرَسُولِهِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=19إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) بِحُجَّةٍ بَيِّنَةٍ يَعْتَرِفُ بِصِحَّتِهَا كُلُّ عَاقِلٍ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ) قِيلَ : الْمُرَادُ أَنْ تَقْتُلُونِ ، وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=20أَنْ تَرْجُمُونِ ) بِالْقَوْلِ فَتَقُولُوا : سَاحِرٌ كَذَّابٌ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي ) أَيْ إِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي وَلَمْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ لِأَجْلِ مَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ مِنَ الْحُجَّةِ ، فَاللَّامُ فِي لِي لَامُ الْأَجَلِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=21فَاعْتَزِلُونِ ) أَيْ أَخْلُوا سَبِيلِي لَا لِي وَلَا عَلَيَّ .
قَالَ مُصَنِّفُ الْكُتَّابِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : إِنَّ
الْمُعْتَزِلَةَ يَتَصَلَّفُونَ وَيَقُولُونَ : إِنَّ لَفْظَ الِاعْتِزَالِ أَيْنَمَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ كَانَ الْمُرَادُ مِنْهُ الِاعْتِزَالَ عَنِ الْبَاطِلِ لَا عَنِ الْحَقِّ ، فَاتَّفَقَ حُضُورِي فِي بَعْضِ الْمَحَافِلِ ، وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ هَذَا الْكَلَامَ فَأَوْرَدْتُ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ، وَقُلْتُ : الْمُرَادُ بِالِاعْتِزَالِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=29434الِاعْتِزَالُ عَنْ دِينِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَطَرِيقَتِهِ ، وَذَلِكَ لَا شَكَّ أَنَّهُ اعْتِزَالٌ عَنِ الْحَقِّ فَانْقَطَعَ الرَّجُلُ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=22فَدَعَا رَبَّهُ ) الْفَاءُ فِي فَدَعَا تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِمَحْذُوفٍ قَبْلَهُ ، التَّأْوِيلُ أَنَّهُمْ كَفَرُوا وَلَمْ يُؤْمِنُوا فَدَعَا
مُوسَى رَبَّهُ بِأَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ، فَإِنْ قَالُوا :
nindex.php?page=treesubj&link=30539_19229الْكُفْرُ أَعْظَمُ حَالًا مِنَ الْجُرْمِ ، فَمَا السَّبَبُ فِي أَنْ جَعَلَ صِفَةَ الْكُفَّارِ كَوْنَهُمْ مُجْرِمِينَ حَالَ مَا أَرَادَ الْمُبَالَغَةَ فِي ذَمِّهِمْ ؟ قُلْتُ : لِأَنَّ الْكَافِرَ قَدْ يَكُونُ عَدْلًا فِي دِينِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ مُجْرِمًا فِي دِينِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ فَاسِقًا فِي دِينِهِ أَخَسَّ النَّاسِ ، قَالَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ : قُرِئَ ( إِنَّ هَؤُلَاءِ ) بِالْكَسْرِ عَلَى إِضْمَارِ الْقَوْلِ أَيْ فَدَعَا رَبَّهُ فَقَالَ : ( إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ ) .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا ) قَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ ( فَاسْرِ ) مَوْصُولَةَ الْأَلِفِ وَالْبَاقُونَ مَقْطُوعَةَ الْأَلِفِ ، سَرَى وَأَسْرَى لُغَتَانِ ، أَيْ
nindex.php?page=treesubj&link=31915_31916_31917أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ ، أَيْ يَتْبَعُكُمْ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ذَلِكَ سَبَبًا
[ ص: 211 ] لِهَلَاكِهِمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=24وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا ) ، وَفِي الرَّهْوِ قَوْلَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّهُ السَّاكِنُ ، يُقَالُ : عَيْشٌ رَاهٍ إِذَا كَانَ خَافِضًا وَادِعًا ، وَافْعَلْ ذَلِكَ سَهْوًا رَهْوًا أَيْ سَاكِنًا بِغَيْرِ تَشَدُّدٍ ، أَرَادَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا جَاوَزَ الْبَحْرَ أَنْ يَضْرِبَهُ بِعَصَاهُ فَيَنْطَبِقَ كَمَا كَانَ ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَنْ يَتْرُكَهُ سَاكِنًا عَلَى هَيْئَتِهِ قَارًّا عَلَى حَالِهِ فِي انْفِلَاقِ الْمَاءِ وَبَقَاءِ الطَّرِيقِ يَبَسًا حَتَّى تَدْخُلَهُ الْقِبْطُ فَإِذَا حَصَلُوا فِيهِ أَطْبَقَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ .
وَالثَّانِي : أَنَّ الرَّهْوَ هُوَ الْفُرْجَةُ الْوَاسِعَةُ ، وَالْمَعْنَى : ذَا رَهْوٍ أَيْ ذَا فُرْجَةٍ يَعْنِي الطَّرِيقَ الَّذِي أَظْهَرَهُ اللَّهُ فِيمَا بَيْنَ الْبَحْرِ ( أَنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ) يَعْنِي اتْرُكِ الطَّرِيقَ كَمَا كَانَ يَدْخُلُوا فَيَغْرَقُوا ، وَإِنَّمَا أَخْبَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ حَتَّى يَبْقَى فَارِغَ الْقَلْبِ عَنْ شَرِّهِمْ وَإِيذَائِهِمْ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=25كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=26وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ) دَلَّتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى أَغْرَقَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ غَرَقِهِمْ هَذَا الْكَلَامَ ، وَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّهُمْ تَرَكُوا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الْخَمْسَةَ ، وَهِيَ الْجَنَّاتُ وَالْعُيُونُ وَالزُّرُوعُ وَالْمَقَامُ الْكَرِيمُ ، وَالْمُرَادُ بِالْمَقَامِ الْكَرِيمِ : مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الْمَجَالِسِ وَالْمَنَازِلِ الْحَسَنَةِ ، وَقِيلَ : الْمَنَابِرُ الَّتِي كَانُوا يَمْدَحُونَ فِرْعَوْنَ عَلَيْهَا ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=27وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ ) قَالَ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ : نَعْمَةُ الْعَيْشِ ، بِفَتْحِ النُّونِ ، حُسْنُهُ وَنَضَارَتُهُ ، وَنِعْمَةُ اللَّهِ إِحْسَانُهُ وَعَطَاؤُهُ ، قَالَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ : النَّعْمَةُ بِالْفَتْحِ مِنَ التَّنَعُّمِ وَبِالْكَسْرِ مِنَ الْإِنْعَامِ ، وَقُرِئَ فَاكِهِينَ وَفَكِهِينَ ، ( كَذَلِكَ ) الْكَافُ مَنْصُوبَةٌ عَلَى مَعْنَى مِثْلِ ذَلِكَ الْإِخْرَاجِ أَخْرَجْنَاهُمْ مِنْهَا وَأَوْرَثْنَاهَا ، أَوْ فِي مَوْضِعِ الرَّفْعِ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ الْأَمْرَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=28كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ ) لَيْسُوا مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ مِنْ قَرَابَةٍ وَلَا دِينٍ وَلَا وَلَاءٍ ، وَهُمْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ كَانُوا مُسْتَعْبَدِينَ فِي أَيْدِيهِمْ فَأَهْلَكَهُمُ اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَأَوْرَثَهُمْ مُلْكَهُمْ وَدِيَارَهُمْ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) ، وَفِيهِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : قَالَ
الْوَاحِدِيُّ فِي “ الْبَسِيطِ “ : رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013701nindex.php?page=treesubj&link=30497_32413مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَلَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ : بَابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقُهُ ، وَبَابٌ يَدْخُلُ فِيهِ عَمَلُهُ ، فَإِذَا مَاتَ فَقَدَاهُ وَبَكَيَا عَلَيْهِ ) ، وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ، قَالَ : وَذَلِكَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْمَلُونَ عَلَى الْأَرْضِ عَمَلًا صَالِحًا فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَصْعَدْ لَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ كَلَامٌ طَيِّبٌ وَلَا عَمَلٌ صَالِحٌ فَتَبْكِيَ عَلَيْهِمْ ، وَهَذَا قَوْلُ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ .
الْقَوْلُ الثَّانِي : التَّقْدِيرُ :
nindex.php?page=treesubj&link=29494_28915_32016فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ ، فَحُذِفَ الْمُضَافُ ، وَالْمَعْنَى : مَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَلَا الْمُؤْمِنُونَ ، بَلْ كَانُوا بِهَلَاكِهِمْ مَسْرُورِينَ .
وَالْقَوْلُ الثَّالِثُ : أَنَّ عَادَةَ النَّاسِ جَرَتْ بِأَنْ يَقُولُوا فِي هَلَاكِ الرَّجُلِ الْعَظِيمِ الشَّأْنِ : إِنَّهُ أَظْلَمَتْ لَهُ الدُّنْيَا ، وَكَسَفَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لِأَجْلِهِ ، وَبَكَتِ الرِّيحُ وَالسَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ، وَيُرِيدُونَ الْمُبَالَغَةَ فِي تَعْظِيمِ تِلْكَ الْمُصِيبَةِ لَا نَفْسَ هَذَا الْكَذِبِ . وَنَقَلَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : (
مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مَاتَ فِي غُرْبَةٍ غَابَتْ فِيهَا بَوَاكِيهِ إِلَّا بَكَتْ عَلَيْهِ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ) .
وَقَالَ
جَرِيرٌ :
الشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاسِفَةٍ تُبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالْقَمَرَا
وَفِيهِ مَا يُشْبِهُ السُّخْرِيَةَ بِهِمْ ، يَعْنِي أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَعْظِمُونَ أَنْفُسَهُمْ ، وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ لَوْ مَاتُوا لَبَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ ، فَمَا كَانُوا فِي هَذَا الْحَدِّ ، بَلْ كَانُوا دُونَ ذَلِكَ ، وَهَذَا إِنَّمَا يُذْكَرُ عَلَى سَبِيلِ التَّهَكُّمِ .
[ ص: 212 ] ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=29وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ) أَيْ لَمَّا جَاءَ وَقْتُ هَلَاكِهِمْ لَمْ يُنْظَرُوا إِلَى وَقْتٍ آخَرَ لِتَوْبَةٍ وَتَدَارُكٍ وَتَقْصِيرٍ .