(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32ولقد اخترناهم على علم على العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إن هؤلاء ليقولون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=36فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31من فرعون إنه كان عاليا من المسرفين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32ولقد اخترناهم على علم على العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وآتيناهم من الآيات ما فيه بلاء مبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إن هؤلاء ليقولون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=36فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) .
اعلم أنه تعالى لما بين كيفية إهلاك فرعون وقومه بين كيفية إحسانه إلى
موسى وقومه ، واعلم أن دفع الضرر مقدم على إيصال النفع ، فبدأ تعالى ببيان دفع الضرر عنهم فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=32419ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين ) يعني قتل الأبناء واستخدام النساء والإتعاب في الأعمال الشاقة .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31من فرعون ) ، وفيه وجهان :
الأول : أن يكون التقدير من العذاب المهين الصادر من فرعون .
الثاني : أن يكون فرعون بدلا من العذاب المهين ، كأنه في نفسه كان عذابا مهينا لإفراطه في تعذيبهم وإهانتهم .
قال صاحب “ الكشاف “ : وقرئ ( من عذاب المهين ) ، وعلى هذه القراءة فالمهين هو فرعون لأنه كان عظيم السعي في إهانة المحقين . وفي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ( من فرعون ) وهو بمعنى الاستفهام ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31إنه كان عاليا من المسرفين ) جوابه ، كأن التقدير أن يقال : هل تعرفونه من هو في عتوه وشيطنته ؟ ثم عرف حاله بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31إنه كان عاليا من المسرفين ) أي كان عالي الدرجة في طبقة المسرفين ، ويجوز أن يكون المراد (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31إنه كان عاليا ) لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض ) [ القصص : 4 ] ، وكان أيضا مسرفا ، ومن إسرافه أنه على حقارته وخسته ادعى الإلهية ، ولما بين الله تعالى أنه كيف دفع الضرر عن
بني إسرائيل ، وبين أنه كيف أوصل إليهم الخيرات فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32ولقد اخترناهم على علم على العالمين ) ، وفيه بحثان :
البحث الأول : أن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32على علم ) في موضع الحال ، ثم فيه وجهان :
أحدهما : أي عالمين بكونهم مستحقين لأن يختاروا ويرجحوا على غيرهم .
والثاني : أن يكون المعنى : مع علمنا بأنهم قد يزيغون ويصدر عنهم الفرطات في بعض الأحوال .
البحث الثاني : ظاهر قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32ولقد اخترناهم على علم على العالمين ) يقتضي كونهم أفضل من كل
[ ص: 213 ] العالمين ، فقيل : المراد على عالمي زمانهم ، وقيل : هذا عام دخله التخصيص كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كنتم خير أمة أخرجت للناس ) [ آل عمران : 110 ] .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وآتيناهم من الآيات ) مثل :
nindex.php?page=treesubj&link=32409_29485_32424_32419فلق البحر ، وتظليل الغمام ، وإنزال المن والسلوى ، وغيرها من الآيات القاهرة التي ما أظهر الله مثلها على أحد سواهم ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33بلاء مبين ) أي نعمة ظاهرة ، لأنه تعالى لما كان يبلو بالمحنة فقد يبلو أيضا بالنعمة اختبارا ظاهرا ليتميز الصديق عن الزنديق ، وههنا آخر الكلام في قصة
موسى عليه السلام ثم رجع إلى ذكر كفار
مكة ، وذلك لأن الكلام فيهم حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بل هم في شك يلعبون ) أي بل هم في شك من البعث والقيامة ، ثم بين كيفية إصرارهم على كفرهم ، ثم بين أن قوم فرعون كانوا في الإصرار على الكفر على هذه القصة ، ثم بين أنه كيف أهلكهم وكيف أنعم على
بني إسرائيل ، ثم رجع إلى الحديث الأول ، وهو كون
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30612كفار مكة منكرين للبعث ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إن هؤلاء ليقولون nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين ) فإن قيل : القوم كانوا ينكرون الحياة الثانية فكان من حقهم أن يقولوا : إن هي إلا حياتنا الأولى وما نحن بمنشرين ؟ قلنا : إنه قيل لهم : إنكم تموتون موتة تعقبها حياة ، كما أنكم حال كونكم نطفا كنتم أمواتا ، وقد تعقبها حياة ، وذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ) [ البقرة : 28 ] ، فقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى ) يريدون ما الموتة التي من شأنها أن تعقبها حياة إلا الموتة الأولى دون الموتة الثانية ، وما هذه الصفة التي تصفون بها الموتة من تعقيب الحياة لها إلا الموتة الأولى خاصة ، فلا فرق إذا بين هذا الكلام وبين قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إن هي إلا حياتنا الدنيا ) [ المؤمنون : 37 ] ، هذا ما ذكره صاحب “ الكشاف “ ، ويمكن أن يذكر فيه وجه آخر فيقال : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إن هي إلا موتتنا الأولى ) يعني أنه لا يأتينا شيء من الأحوال إلا الموتة الأولى ، وهذا الكلام يدل على أنهم لا تأتيهم الحياة الثانية البتة ، ثم صرحوا بهذا المرموز فقالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وما نحن بمنشرين ) ، فلا حاجة إلى التكلف الذي ذكره صاحب “ الكشاف “ .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وما نحن بمنشرين ) يقال :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30337نشر الله الموتى وأنشرهم إذا بعثهم ، ثم إن الكفار احتجوا على نفي الحشر والنشر بأن قالوا : إن كان البعث والنشور ممكنا معقولا فاجعلوا لنا إحياء من مات من آبائنا بأن تسألوا ربكم ذلك ، حتى يصير ذلك دليلا عندنا على صدق دعواكم في النبوة والبعث في القيامة ، قيل : طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله حتى ينشر
قصي بن كلاب ليشاوروه في صحة نبوة
محمد - صلى الله عليه وسلم - وفي صحة البعث ، ولما حكى الله عنهم ذلك قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين ) ، والمعنى أن كفار
مكة لم يذكروا في نفي الحشر والنشر شبهة حتى يحتاج إلى الجواب عنها ، ولكنهم أصروا على الجهل والتقليد في ذلك الإنكار ، فلهذا السبب اقتصر الله تعالى على الوعيد فقال : إن سائر الكفار كانوا أقوى من هؤلاء ، ثم إن الله تعالى أهلكهم فكذلك يهلك هؤلاء ، فقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أهم خير أم قوم تبع ) استفهام على سبيل الإنكار ، قال
أبو عبيدة : ملوك اليمن كان كل واحد منهم يسمى تبعا ; لأن أهل الدنيا كانوا يتبعونه ، وموضع تبع في الجاهلية موضع الخليفة في الإسلام ، وهم الأعاظم من ملوك العرب ، قالت
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : كان
تبع رجلا صالحا ، وقال
كعب : ذم الله قومه ولم يذمه ، قال
الكلبي : هو
أبو كرب أسعد ، وعن
[ ص: 214 ] النبي - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013703nindex.php?page=treesubj&link=31053_32080لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم ، ما أدري أكان تبع نبيا أو غير نبي ) ، فإن قيل : ما معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أهم خير أم قوم تبع ) مع أنه لا خير في الفريقين ؟ قلنا : معناه أهم خير في القوة والشوكة ؟ كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أكفاركم خير من أولئكم ) [ القمر : 43 ] بعد ذكر
آل فرعون ، ثم إنه تعالى ذكر الدليل القاطع على القول بالبعث والقيامة ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ) ، ولو لم يحصل البعث لكان هذا الخلق لعبا وعبثا ، وقد مر تقرير هذه الطريقة بالاستقصاء في أول سورة يونس ، وفي آخر سورة (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قد أفلح المؤمنون ) حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) ، وفي سورة ص حيث قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ) .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ) والمراد
أهل مكة ، وأما استدلال
المعتزلة بهذه الآية على أنه تعالى لا يخلق الكفر والفسق ولا يريدهما فهو مع جوابه معلوم ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=36فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=36فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) .
اعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا بَيَّنَ كَيْفِيَّةَ إِهْلَاكِ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ بَيَّنَ كَيْفِيَّةَ إِحْسَانِهِ إِلَى
مُوسَى وَقَوْمِهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ دَفْعَ الضَّرَرِ مُقَدَّمٌ عَلَى إِيصَالِ النَّفْعِ ، فَبَدَأَ تَعَالَى بِبَيَانِ دَفْعِ الضَّرَرِ عَنْهُمْ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=30nindex.php?page=treesubj&link=32419وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) يَعْنِي قَتْلَ الْأَبْنَاءِ وَاسْتِخْدَامَ النِّسَاءِ وَالْإِتْعَابَ فِي الْأَعْمَالِ الشَّاقَّةِ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31مِنْ فِرْعَوْنَ ) ، وَفِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنْ يَكُونَ التَّقْدِيرُ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ الصَّادِرِ مِنْ فِرْعَوْنَ .
الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ فِرْعَوْنُ بَدَلًا مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ ، كَأَنَّهُ فِي نَفْسِهِ كَانَ عَذَابًا مُهِينًا لِإِفْرَاطِهِ فِي تَعْذِيبِهِمْ وَإِهَانَتِهِمْ .
قَالَ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ : وَقُرِئَ ( مِنْ عَذَابِ الْمُهِينِ ) ، وَعَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ فَالْمُهِينُ هُوَ فِرْعَوْنُ لِأَنَّهُ كَانَ عَظِيمَ السَّعْيِ فِي إِهَانَةِ الْمُحِقِّينَ . وَفِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ( مَنْ فِرْعَوْنُ ) وَهُوَ بِمَعْنَى الِاسْتِفْهَامِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ) جَوَابُهُ ، كَأَنَّ التَّقْدِيرَ أَنْ يُقَالَ : هَلْ تَعْرِفُونَهُ مَنْ هُوَ فِي عُتُوِّهِ وَشَيْطَنَتِهِ ؟ ثُمَّ عَرَّفَ حَالَهُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ) أَيْ كَانَ عَالِيَ الدَّرَجَةِ فِي طَبَقَةِ الْمُسْرِفِينَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=31إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا ) لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ) [ الْقَصَصِ : 4 ] ، وَكَانَ أَيْضًا مُسْرِفًا ، وَمِنْ إِسْرَافِهِ أَنَّهُ عَلَى حَقَارَتِهِ وَخِسَّتِهِ ادَّعَى الْإِلَهِيَّةَ ، وَلَمَّا بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ كَيْفَ دَفَعَ الضَّرَرَ عَنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَبَيَّنَ أَنَّهُ كَيْفَ أَوْصَلَ إِلَيْهِمُ الْخَيْرَاتِ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) ، وَفِيهِ بَحْثَانِ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : أَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32عَلَى عِلْمٍ ) فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، ثُمَّ فِيهِ وَجْهَانِ :
أَحَدُهُمَا : أَيْ عَالِمِينَ بِكَوْنِهِمْ مُسْتَحِقِّينَ لِأَنْ يُخْتَارُوا وَيُرَجَّحُوا عَلَى غَيْرِهِمْ .
وَالثَّانِي : أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : مَعَ عِلْمِنَا بِأَنَّهُمْ قَدْ يَزِيغُونَ وَيَصْدُرُ عَنْهُمُ الْفُرُطَاتُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ .
الْبَحْثُ الثَّانِي : ظَاهِرُ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=32وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ) يَقْتَضِي كَوْنَهُمْ أَفْضَلَ مِنْ كُلِّ
[ ص: 213 ] الْعَالَمِينَ ، فَقِيلَ : الْمُرَادُ عَلَى عَالَمِي زَمَانِهِمْ ، وَقِيلَ : هَذَا عَامٌّ دَخَلَهُ التَّخْصِيصُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) [ آلِ عِمْرَانَ : 110 ] .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآيَاتِ ) مِثْلَ :
nindex.php?page=treesubj&link=32409_29485_32424_32419فَلْقُ الْبَحْرِ ، وَتَظْلِيلُ الْغَمَامِ ، وَإِنْزَالُ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى ، وَغَيْرُهَا مِنَ الْآيَاتِ الْقَاهِرَةِ الَّتِي مَا أَظْهَرَ اللَّهُ مِثْلَهَا عَلَى أَحَدٍ سِوَاهُمْ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=33بَلَاءٌ مُبِينٌ ) أَيْ نِعْمَةٌ ظَاهِرَةٌ ، لِأَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا كَانَ يَبْلُو بِالْمِحْنَةِ فَقَدْ يَبْلُو أَيْضًا بِالنِّعْمَةِ اخْتِبَارًا ظَاهِرًا لِيَتَمَيَّزَ الصِّدِّيقُ عَنِ الزِّنْدِيقِ ، وَهَهُنَا آخِرُ الْكَلَامِ فِي قِصَّةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى ذِكْرِ كُفَّارِ
مَكَّةَ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْكَلَامَ فِيهِمْ حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=9بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ) أَيْ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنَ الْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ ، ثُمَّ بَيَّنَ كَيْفِيَّةَ إِصْرَارِهِمْ عَلَى كُفْرِهِمْ ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّ قَوْمَ فِرْعَوْنَ كَانُوا فِي الْإِصْرَارِ عَلَى الْكُفْرِ عَلَى هَذِهِ الْقِصَّةِ ، ثُمَّ بَيَّنَ أَنَّهُ كَيْفَ أَهْلَكَهُمْ وَكَيْفَ أَنْعَمَ عَلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ، وَهُوَ كَوْنُ
nindex.php?page=treesubj&link=28760_30612كَفَّارِ مَكَّةَ مُنْكِرِينَ لِلْبَعْثِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=34إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ) فَإِنْ قِيلَ : الْقَوْمُ كَانُوا يَنْكَرُونَ الْحَيَاةَ الثَّانِيَةَ فَكَانَ مِنْ حَقِّهِمْ أَنْ يَقُولُوا : إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمَنْشَرِينَ ؟ قُلْنَا : إِنَّهُ قِيلَ لَهُمْ : إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ مَوْتَةً تَعْقُبُهَا حَيَاةٌ ، كَمَا أَنَّكُمْ حَالَ كَوْنِكُمْ نُطَفًا كُنْتُمْ أَمْوَاتًا ، وَقَدْ تَعْقُبُهَا حَيَاةٌ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=28وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) [ الْبَقَرَةِ : 28 ] ، فَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى ) يُرِيدُونَ مَا الْمَوْتَةُ الَّتِي مِنْ شَأْنِهَا أَنْ تَعْقُبُهَا حَيَاةٌ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى دُونَ الْمَوْتَةِ الثَّانِيَةِ ، وَمَا هَذِهِ الصِّفَةُ الَّتِي تَصِفُونَ بِهَا الْمَوْتَةَ مِنْ تَعْقِيبِ الْحَيَاةِ لَهَا إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى خَاصَّةً ، فَلَا فَرْقَ إِذًا بَيْنَ هَذَا الْكَلَامِ وَبَيْنَ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=37إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 37 ] ، هَذَا مَا ذَكَرَهُ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ ، وَيُمْكِنُ أَنْ يُذْكَرَ فِيهِ وَجْهٌ آخَرُ فَيُقَالُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى ) يَعْنِي أَنَّهُ لَا يَأْتِينَا شَيْءٌ مِنَ الْأَحْوَالِ إِلَّا الْمَوْتَةُ الْأُولَى ، وَهَذَا الْكَلَامُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ لَا تَأْتِيهِمُ الْحَيَاةُ الثَّانِيَةُ الْبَتَّةَ ، ثُمَّ صَرَّحُوا بِهَذَا الْمَرْمُوزِ فَقَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ) ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى التَّكَلُّفِ الَّذِي ذَكَرَهُ صَاحِبُ “ الْكَشَّافِ “ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=35وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ ) يُقَالُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28766_30337نَشَرَ اللَّهُ الْمَوْتَى وَأَنْشَرَهُمْ إِذَا بَعَثَهُمْ ، ثُمَّ إِنَّ الْكُفَّارَ احْتَجُّوا عَلَى نَفْيِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ بِأَنْ قَالُوا : إِنْ كَانَ الْبَعْثُ وَالنُّشُورُ مُمْكِنًا مَعْقُولًا فَاجْعَلُوا لَنَا إِحْيَاءَ مَنْ مَاتَ مِنْ آبَائِنَا بِأَنْ تَسْأَلُوا رَبَّكُمْ ذَلِكَ ، حَتَّى يَصِيرَ ذَلِكَ دَلِيلًا عِنْدَنَا عَلَى صِدْقِ دَعْوَاكُمْ فِي النُّبُوَّةِ وَالْبَعْثِ فِي الْقِيَامَةِ ، قِيلَ : طَلَبُوا مِنَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ حَتَّى يَنْشُرَ
قُصَيَّ بْنَ كِلَابٍ لِيُشَاوِرُوهُ فِي صِحَّةِ نُبُوَّةِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَفِي صِحَّةِ الْبَعْثِ ، وَلَمَّا حَكَى اللَّهُ عَنْهُمْ ذَلِكَ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) ، وَالْمَعْنَى أَنَّ كُفَّارَ
مَكَّةَ لَمْ يَذْكُرُوا فِي نَفْيِ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ شُبْهَةً حَتَّى يُحْتَاجَ إِلَى الْجَوَابِ عَنْهَا ، وَلَكِنَّهُمْ أَصَرُّوا عَلَى الْجَهْلِ وَالتَّقْلِيدِ فِي ذَلِكَ الْإِنْكَارِ ، فَلِهَذَا السَّبَبِ اقْتَصَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْوَعِيدِ فَقَالَ : إِنَّ سَائِرَ الْكُفَّارِ كَانُوا أَقْوَى مِنْ هَؤُلَاءِ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَهْلَكَهُمْ فَكَذَلِكَ يُهْلِكُ هَؤُلَاءِ ، فَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) اسْتِفْهَامٌ عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ ، قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : مُلُوكُ الْيَمَنِ كَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُسَمَّى تُبَّعًا ; لِأَنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا كَانُوا يَتْبَعُونَهُ ، وَمَوْضِعُ تُبَّعٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضِعُ الْخَلِيفَةِ فِي الْإِسْلَامِ ، وَهُمُ الْأَعَاظِمُ مِنْ مُلُوكِ الْعَرَبِ ، قَالَتْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةُ : كَانَ
تُبَّعٌ رَجُلًا صَالِحًا ، وَقَالَ
كَعْبٌ : ذَمَّ اللَّهُ قَوْمَهُ وَلَمْ يَذُمَّهُ ، قَالَ
الْكَلْبِيُّ : هُوَ
أَبُو كَرْبٍ أَسْعَدُ ، وَعَنْ
[ ص: 214 ] النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013703nindex.php?page=treesubj&link=31053_32080لَا تَسُبُّوا تُبَّعًا فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَسْلَمَ ، مَا أَدْرِي أَكَانَ تُبَّعٌ نَبِيًّا أَوْ غَيْرَ نَبِيٍّ ) ، فَإِنْ قِيلَ : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=37أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ) مَعَ أَنَّهُ لَا خَيْرَ فِي الْفَرِيقَيْنِ ؟ قُلْنَا : مَعْنَاهُ أَهُمْ خَيْرٌ فِي الْقُوَّةِ وَالشَّوْكَةِ ؟ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=43أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ ) [ الْقَمَرِ : 43 ] بَعْدَ ذِكْرِ
آلِ فِرْعَوْنَ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى ذَكَرَ الدَّلِيلَ الْقَاطِعَ عَلَى الْقَوْلِ بِالْبَعْثِ وَالْقِيَامَةِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=38وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ) ، وَلَوْ لَمْ يَحْصُلِ الْبَعْثُ لَكَانَ هَذَا الْخَلْقُ لَعِبًا وَعَبَثًا ، وَقَدْ مَرَّ تَقْرِيرُ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ بِالِاسْتِقْصَاءِ فِي أَوَّلِ سُورَةِ يُونُسَ ، وَفِي آخِرِ سُورَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=115أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ) ، وَفِي سُورَةِ ص حَيْثُ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=27وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ) .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=39مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) وَالْمُرَادُ
أَهْلُ مَكَّةَ ، وَأَمَّا اسْتِدْلَالُ
الْمُعْتَزِلَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى لَا يَخْلُقُ الْكُفْرَ وَالْفِسْقَ وَلَا يُرِيدُهُمَا فَهُوَ مَعَ جَوَابِهِ مَعْلُومٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .