(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46من نطفة إذا تمنى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى )
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46من نطفة ) أي : قطعة من الماء .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46إذا تمنى ) من أمنى المني إذا نزل أو مني يمنى إذا قدر ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46من نطفة ) تنبيه على
nindex.php?page=treesubj&link=29626_33679كمال القدرة ؛ لأن النطفة جسم متناسب الأجزاء ، ويخلق الله تعالى منه أعضاء مختلفة وطباعا متباينة ، وخلق الذكر والأنثى منها أعجب ما يكون على ما بينا ؛ ولهذا لم يقدر أحد على أن يدعيه كما لم يقدر أحد على أن يدعي خلق السماوات ؛ ولهذا قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) [ الزخرف : 87 ] كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) [ لقمان : 25 ] .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى ) وهي في قول أكثر المفسرين إشارة إلى الحشر ، والذي ظهر لي بعد طول التفكر والسؤال من فضل الله تعالى الهداية فيه إلى الحق ، أنه يحتمل أن يكون المراد نفخ
[ ص: 20 ] الروح الإنسانية فيه ، وذلك لأن النفس الشريفة لا الأمارة تخالط الأجسام الكثيفة المظلمة ، وبها كرم الله بني
آدم ، وإليه الإشارة في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ) [ المؤمنون : 14 ] غير خلق النطفة علقة ، والعلقة مضغة ، والمضغة عظاما ، وبهذا الخلق الآخر
nindex.php?page=treesubj&link=32412_28661تميز الإنسان عن أنواع الحيوانات ، وشارك الملك في الإدراكات فكما قال هنالك : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أنشأناه خلقا آخر ) [ المؤمنون : 14 ] بعد خلق النطفة قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه النشأة الأخرى ) فجعل
nindex.php?page=treesubj&link=28661_29662نفخ الروح نشأة أخرى كما جعله هنالك إنشاء آخر ، والذي أوجب القول بهذا هو أن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=42وأن إلى ربك المنتهى ) [ النجم : 42 ] عند الأكثرين لبيان الإعادة ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=41ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) [ النجم : 41 ] كذلك فيكون ذكر النشأة الأخرى إعادة ، ولأنه تعالى قال بعد هذا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وأنه هو أغنى وأقنى ) [ النجم : 48 ] وهذا من أحوال الدنيا ، وعلى ما ذكرنا يكون الترتيب في غاية الحسن ، فإنه تعالى يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3خلق الذكر والأنثى ) ونفخ فيهما الروح الإنسانية الشريفة ثم أغناه بلبن الأم وبنفقة الأب في صغره ، ثم أقناه بالكسب بعد كبره ، فإن قيل : فقد وردت النشأة الأخرى للحشر في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ) [ العنكبوت : 20 ] نقول : الآخرة من الآخر لا من الآخر لأن الآخر أفعل ، وقد تقدم على أن هناك لما ذكر البدء حمل على الإعادة وهاهنا ذكر خلقه من نطفة ، كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثم خلقنا النطفة علقة ) [ المؤمنون : 14 ] ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أنشأناه خلقا آخر ) وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى : " على " للوجوب ، ولا يجب على الله الإعادة ، فما معنى قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وأن عليه ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري على ما هو مذهبه عليه عقلا ، فإن
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30336من الحكمة الجزاء ، وذلك لا يتم إلا بالحشر ، فيجب عليه عقلا الإعادة ، ونحن لا نقول بهذا القول ، ونقول : فيه وجهان .
الأول : عليه بحكم الوعد فإنه تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=12إنا نحن نحيي الموتى ) فعليه بحكم الوعد لا بالعقل ولا بالشرع .
الثاني : عليه للتعيين فإن من حضر بين جمع وحاولوا أمرا وعجزوا عنه ، يقال : وجب عليك إذن أن تفعله . أي تعينت له .
المسألة الثانية : قرئ : " النشأة " على أنه مصدر كالضربة على وزن فعلة وهي للمرة ، تقول : ضربته ضربتين ، أي : مرة بعد مرة ، يعني النشأة مرة أخرى عليه ، وقرئ " النشاءة " بالمد على أنه مصدر على وزن فعالة كالكفالة ، وكيفما قرئ فهي من نشأ وهو لازم ، وكان الواجب أن يقال : عليه الإنشاء لا النشأة ، نقول : فيه فائدة وهي أن الجزم يحصل من هذا بوجود الخلق مرة أخرى ، ولو قال : عليه الإنشاء ربما يقول قائل : الإنشاء من باب الإجلاس ، حيث يقال في السعة : أجلسته فما جلس ، وأقمته فما قام . فيقال : أنشاء وما نشأ أي : قصده لينشأ ولم يوجد ، فإذا قال : عليه النشأة أي يوجد النشء ويحققه بحيث يوجد جزما .
المسألة الثالثة :
nindex.php?page=treesubj&link=30336هل بين قول القائل : عليه النشأة مرة أخرى ، وبين قوله : عليه النشأة الأخرى فرق ؟ نقول : نعم إذا قال : عليه النشأة مرة أخرى لا يكون النشء قد علم أولا ، وإذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47عليه النشأة الأخرى ) يكون قد علم حقيقة النشأة الأخرى ، فنقول : ذلك المعلوم عليه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى )
وَقَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46مِنْ نُطْفَةٍ ) أَيْ : قِطْعَةٍ مِنَ الْمَاءِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46إِذَا تُمْنَى ) مِنْ أَمْنَى الْمَنِيَّ إِذَا نَزَلَ أَوْ مَنِيَ يَمْنَى إِذَا قَدَرَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=46مِنْ نُطْفَةٍ ) تَنْبِيهٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=29626_33679كَمَالِ الْقُدْرَةِ ؛ لِأَنَّ النُّطْفَةَ جِسْمٌ مُتَنَاسِبُ الْأَجْزَاءِ ، وَيَخْلُقُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ أَعْضَاءً مُخْتَلِفَةً وَطِبَاعًا مُتَبَايِنَةً ، وَخَلْقُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى مِنْهَا أَعْجَبُ مَا يَكُونُ عَلَى مَا بَيَّنَّا ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ عَلَى أَنْ يَدَّعِيَهُ كَمَا لَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ عَلَى أَنْ يَدَّعِيَ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) [ الزُّخْرُفِ : 87 ] كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=25وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) [ لُقْمَانَ : 25 ] .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ) وَهِيَ فِي قَوْلِ أَكْثَرِ الْمُفَسِّرِينَ إِشَارَةٌ إِلَى الْحَشْرِ ، وَالَّذِي ظَهَرَ لِي بَعْدَ طُولِ التَّفَكُّرِ وَالسُّؤَالِ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ تَعَالَى الْهِدَايَةَ فِيهِ إِلَى الْحَقِّ ، أَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ نَفْخَ
[ ص: 20 ] الرُّوحِ الْإِنْسَانِيَّةِ فِيهِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ النَّفْسَ الشَّرِيفَةَ لَا الْأَمَّارَةَ تُخَالِطُ الْأَجْسَامَ الْكَثِيفَةَ الْمُظْلِمَةَ ، وَبِهَا كَرَّمَ اللَّهُ بَنِي
آدَمَ ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 14 ] غَيْرَ خَلْقِ النُّطْفَةِ عَلَقَةً ، وَالْعَلَقَةِ مُضْغَةً ، وَالْمُضْغَةِ عِظَامًا ، وَبِهَذَا الْخَلْقِ الْآخَرِ
nindex.php?page=treesubj&link=32412_28661تَمَيَّزَ الْإِنْسَانُ عَنْ أَنْوَاعِ الْحَيَوَانَاتِ ، وَشَارَكَ الْمَلَكَ فِي الْإِدْرَاكَاتِ فَكَمَا قَالَ هُنَالِكَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 14 ] بَعْدَ خَلْقِ النُّطْفَةِ قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ) فَجَعَلَ
nindex.php?page=treesubj&link=28661_29662نَفْخَ الرُّوحِ نَشْأَةً أُخْرَى كَمَا جَعَلَهُ هُنَالِكَ إِنْشَاءً آخَرَ ، وَالَّذِي أَوْجَبَ الْقَوْلَ بِهَذَا هُوَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=42وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ) [ النَّجْمِ : 42 ] عِنْدَ الْأَكْثَرِينَ لِبَيَانِ الْإِعَادَةِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=41ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى ) [ النَّجْمِ : 41 ] كَذَلِكَ فَيَكُونُ ذِكْرُ النَّشْأَةِ الْأُخْرَى إِعَادَةً ، وَلِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ بَعْدَ هَذَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=48وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى ) [ النَّجْمِ : 48 ] وَهَذَا مِنْ أَحْوَالِ الدُّنْيَا ، وَعَلَى مَا ذَكَرْنَا يَكُونُ التَّرْتِيبُ فِي غَايَةِ الْحُسْنِ ، فَإِنَّهُ تَعَالَى يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=3خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ) وَنَفَخَ فِيهِمَا الرُّوحَ الْإِنْسَانِيَّةَ الشَّرِيفَةَ ثُمَّ أَغْنَاهُ بِلَبَنِ الْأُمِّ وَبِنَفَقَةِ الْأَبِ فِي صِغَرِهِ ، ثُمَّ أَقْنَاهُ بِالْكَسْبِ بَعْدَ كِبَرِهِ ، فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ وَرَدَتِ النَّشْأَةُ الْأُخْرَى لِلْحَشْرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ) [ الْعَنْكَبُوتِ : 20 ] نَقُولُ : الْآخِرَةُ مِنَ الْآخِرِ لَا مِنَ الْآخَرِ لِأَنَّ الْآخِرَ أَفْعَلُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ لَمَّا ذُكِرَ الْبَدْءُ حُمِلَ عَلَى الْإِعَادَةِ وَهَاهُنَا ذُكِرَ خَلْقُهُ مِنْ نُطْفَةٍ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 14 ] ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=14أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ) وَفِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : " عَلَى " لِلْوُجُوبِ ، وَلَا يَجِبُ عَلَى اللَّهِ الْإِعَادَةُ ، فَمَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47وَأَنَّ عَلَيْهِ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ عَلَى مَا هُوَ مَذْهَبُهُ عَلَيْهِ عَقْلًا ، فَإِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30336مِنَ الْحِكْمَةِ الْجَزَاءَ ، وَذَلِكَ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِالْحَشْرِ ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ عَقْلًا الْإِعَادَةُ ، وَنَحْنُ لَا نَقُولُ بِهَذَا الْقَوْلِ ، وَنَقُولُ : فِيهِ وَجْهَانِ .
الْأَوَّلُ : عَلَيْهِ بِحُكْمِ الْوَعْدِ فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=12إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى ) فَعَلَيْهِ بِحُكْمِ الْوَعْدِ لَا بِالْعَقْلِ وَلَا بِالشَّرْعِ .
الثَّانِي : عَلَيْهِ لِلتَّعْيِينِ فَإِنَّ مَنْ حَضَرَ بَيْنَ جَمْعٍ وَحَاوَلُوا أَمْرًا وَعَجَزُوا عَنْهُ ، يُقَالُ : وَجَبَ عَلَيْكَ إِذَنْ أَنْ تَفْعَلَهُ . أَيْ تَعَيَّنَتْ لَهُ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قُرِئَ : " النَّشْأَةَ " عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ كَالضَّرْبَةِ عَلَى وَزْنِ فَعْلَةٍ وَهِيَ لِلْمَرَّةِ ، تَقُولُ : ضَرَبْتُهُ ضَرْبَتَيْنِ ، أَيْ : مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ، يَعْنِي النَّشْأَةَ مَرَّةً أُخْرَى عَلَيْهِ ، وَقُرِئَ " النَّشَاءَةَ " بِالْمَدِّ عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ عَلَى وَزْنِ فَعَالَةٍ كَالْكَفَالَةِ ، وَكَيْفَمَا قُرِئَ فَهِيَ مِنْ نَشَأَ وَهُوَ لَازِمٌ ، وَكَانَ الْوَاجِبُ أَنْ يُقَالَ : عَلَيْهِ الْإِنْشَاءُ لَا النَّشْأَةُ ، نَقُولُ : فِيهِ فَائِدَةٌ وَهِيَ أَنَّ الْجَزْمَ يَحْصُلُ مِنْ هَذَا بِوُجُودِ الْخَلْقِ مَرَّةً أُخْرَى ، وَلَوْ قَالَ : عَلَيْهِ الْإِنْشَاءُ رُبَّمَا يَقُولُ قَائِلٌ : الْإِنْشَاءُ مِنْ بَابِ الْإِجْلَاسِ ، حَيْثُ يُقَالُ فِي السَّعَةِ : أَجْلَسْتُهُ فَمَا جَلَسَ ، وَأَقَمْتُهُ فَمَا قَامَ . فَيُقَالُ : أَنْشَاءَ وَمَا نَشَأَ أَيْ : قَصَدَهُ لِيَنْشَأَ وَلَمْ يُوجَدْ ، فَإِذَا قَالَ : عَلَيْهِ النَّشْأَةُ أَيْ يُوجِدُ النَّشْءَ وَيُحَقِّقُهُ بِحَيْثُ يُوجَدُ جَزْمًا .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=30336هَلْ بَيْنَ قَوْلِ الْقَائِلِ : عَلَيْهِ النَّشْأَةُ مَرَّةً أُخْرَى ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ : عَلَيْهِ النَّشْأَةُ الْأُخْرَى فَرْقٌ ؟ نَقُولُ : نَعَمْ إِذَا قَالَ : عَلَيْهِ النَّشْأَةُ مَرَّةً أُخْرَى لَا يَكُونُ النَّشْءُ قَدْ عُلِمَ أَوَّلًا ، وَإِذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=53&ayano=47عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ) يَكُونُ قَدْ عُلِمَ حَقِيقَةُ النَّشْأَةِ الْأُخْرَى ، فَنَقُولُ : ذَلِكَ الْمَعْلُومُ عَلَيْهِ .