(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط ) وعلى هذا قيل : المراد من الميزان الأول
nindex.php?page=treesubj&link=19829العدل ووضعه شرعه كأنه قال : شرع الله العدل لئلا تطغوا في الميزان الذي هو آلة العدل ، هذا هو المنقول ، والأولى أن يعكس الأمر ، ويقال : الميزان الأول هو الآلة ، والثاني هو بمعنى المصدر ومعناه وضع الميزان لئلا تطغوا في الوزن أو بمعنى العدل وهو إعطاء كل مستحق حقه ، فكأنه قال : وضع الآلة لئلا تطغوا في إعطاء المستحقين حقوقهم . ويجوز إرادة المصدر من الميزان كإرادة الوثوق من الميثاق والوعد من الميعاد ، فإذن المراد من الميزان آلة الوزن . والوجه الثاني : أن " أن " مفسرة والتقدير شرع
nindex.php?page=treesubj&link=19830العدل ، أي لا تطغوا ، فيكون وضع الميزان بمعنى شرع العدل ، وإطلاق الوضع للشرع والميزان للعدل جائز ، ويحتمل أن يقال : وضع الميزان أي الوزن .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان ) على هذا الوجه ، المراد منه الوزن ، فكأنه نهى عن
nindex.php?page=treesubj&link=18524الطغيان في الوزن ، والاتزان ، وإعادة الميزان بلفظه يدل على أن المراد منهما واحد ، فكأنه قال : ألا تطغوا فيه ، فإن قيل : لو كان المراد الوزن ، لقال : ألا تطغوا في الوزن ، نقول : لو قال في الوزن لظن أن النهي مختص بالوزن للغير لا بالاتزان للنفس ، فذكر بلفظ الآلة التي تشتمل على الأخذ والإعطاء ، وذلك لأن المعطي لو وزن ورجح رجحانا ظاهرا يكون قد أربى ، ولا سيما في الصرف وبيع المثل .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط ) يدل على أن المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان ) هو بمعنى لا تطغوا في الوزن ، لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن ) كالبيان لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8ألا تطغوا في الميزان ) وهو الخروج
[ ص: 81 ] عن إقامته بالعدل ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وأقيموا الوزن بالقسط ) يحتمل وجهين : أحدهما : أقيموا بمعنى قوموا به كما في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72أقيموا الصلاة ) [ الأنعام : 72 ] أي قوموا بها دواما ، لأن الفعل تارة يعدى بحرف الجر ، وتارة بزيادة الهمزة ، تقول : أذهبه وذهب به . ثانيها : أن يكون أقيموا بمعنى قوموا ، يقال : في العود أقمته وقومته ، والقسط العدل ، فإن قيل : كيف جاء قسط بمعنى جار لا بمعنى عدل ؟ نقول : القسط اسم ليس بمصدر ، والأسماء التي لا تكون مصادر إذا أتى بها آت أو وجدها موجد ، يقال فيها : أفعل بمعنى أثبت ، كما قال : فلان أطرف وأتحف وأعرف بمعنى جاء بطرفة وتحفة وعرف ، وتقول : أقبض السيف بمعنى أثبت له قبضة ، وأعلم الثوب بمعنى جعل له علما ، وأعلم بمعنى أثبت العلامة ، وكذا ألجم الفرس وأسرج ، فإذا أمر بالقسط أو أثبته فقد أقسط ، وهو بمعنى عدل ، وأما قسط فهو فعل من اسم ليس بمصدر ، والاسم إذا لم يكن مصدرا في الأصل ، ويورد عليه فعل فربما يغيره عما هو عليه في أصله ، مثاله الكتف إذا قلت : كتفته كتافا فكأنك قلت : أخرجته عما كان عليه من الانتفاع وغيرته ، فإن معنى كتفته شددت كتفيه بعضهما إلى بعض فهو مكتوف ، فالكتف كالقسط صارا مصدرين عن اسم ، وصار الفعل معناه تغير عن الوجه الذي ينبغي أن يكون ، وعلى هذا لا يحتاج إلى أن يقال : القاسط والمقسط ليس أصلهما واحدا وكيف كان يمكن أن يقال : أقسط بمعنى أزال القسط ، كما يقال : أشكى بمعنى أزال الشكوى أو أعجم بمعنى أزال العجمة ، وهذا البحث فيه فائدة فإن قول القائل : فلان أقسط من فلان وقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282ذلكم أقسط عند الله ) [ البقرة : 282 ] والأصل في أفعل التفضيل أن يكون من الثلاثي المجرد تقول : أظلم وأعدل من ظالم وعادل ، فكذلك أقسط كان ينبغي أن يكون من قاسط ، ولم يكن كذلك ، لأنه على ما بينا الأصل القسط ، وقسط فعل فيه لا على الوجه ، والإقساط إزالة ذلك ، ورد القسط إلى أصله ، فصار أقسط موافقا للأصل ، وأفعل التفضيل يؤخذ مما هو أصل لا من الذي فرع عليه ، فيقال : أظلم من ظالم لا من متظلم ، وأعلم من عالم لا من معلم ، والحاصل أن الأقسط وإن كان نظرا إلى اللفظ ، كان ينبغي أن يكون من القاسط ، لكنه نظرا إلى المعنى ، يجب أن يكون من المقسط ، لأن المقسط أقرب من الأصل المشتق وهو القسط ، ولا كذلك الظالم والمظلم ، فإن الأظلم صار مشتقا من الظالم ، لأنه أقرب إلى الأصل لفظا ومعنى ، وكذلك العالم والمعلم ، والخبر والمخبر .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ) وَعَلَى هَذَا قِيلَ : الْمُرَادُ مِنَ الْمِيزَانِ الْأَوَّلِ
nindex.php?page=treesubj&link=19829الْعَدْلُ وَوَضْعُهُ شَرْعُهُ كَأَنَّهُ قَالَ : شَرَعَ اللَّهُ الْعَدْلَ لِئَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ الَّذِي هُوَ آلَةُ الْعَدْلِ ، هَذَا هُوَ الْمَنْقُولُ ، وَالْأَوْلَى أَنْ يُعْكَسَ الْأَمْرُ ، وَيُقَالَ : الْمِيزَانُ الْأَوَّلُ هُوَ الْآلَةُ ، وَالثَّانِي هُوَ بِمَعْنَى الْمَصْدَرِ وَمَعْنَاهُ وَضَعَ الْمِيزَانَ لِئَلَّا تَطْغَوْا فِي الْوَزْنِ أَوْ بِمَعْنَى الْعَدْلِ وَهُوَ إِعْطَاءُ كُلِّ مُسْتَحَقٍّ حَقَّهُ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : وَضَعَ الْآلَةَ لِئَلَّا تَطْغَوْا فِي إِعْطَاءِ الْمُسْتَحِقِّينَ حُقُوقَهُمْ . وَيَجُوزُ إِرَادَةُ الْمَصْدَرِ مِنَ الْمِيزَانِ كَإِرَادَةِ الْوُثُوقِ مِنَ الْمِيثَاقِ وَالْوَعْدِ مِنَ الْمِيعَادِ ، فَإِذَنِ الْمُرَادُ مِنَ الْمِيزَانِ آلَةُ الْوَزْنِ . وَالْوَجْهُ الثَّانِي : أَنَّ " أَنْ " مُفَسِّرَةٌ وَالتَّقْدِيرُ شَرَعَ
nindex.php?page=treesubj&link=19830الْعَدْلَ ، أَيْ لَا تَطْغَوْا ، فَيَكُونُ وَضَعَ الْمِيزَانَ بِمَعْنَى شَرَعَ الْعَدْلَ ، وَإِطْلَاقُ الْوَضْعِ لِلشَّرْعِ وَالْمِيزَانِ لِلْعَدْلِ جَائِزٌ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : وَضَعَ الْمِيزَانَ أَيِ الْوَزْنَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ) عَلَى هَذَا الْوَجْهِ ، الْمُرَادُ مِنْهُ الْوَزْنُ ، فَكَأَنَّهُ نَهَى عَنِ
nindex.php?page=treesubj&link=18524الطُّغْيَانِ فِي الْوَزْنِ ، وَالِاتِّزَانِ ، وَإِعَادَةُ الْمِيزَانِ بِلَفْظِهِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُمَا وَاحِدٌ ، فَكَأَنَّهُ قَالَ : أَلَّا تَطْغَوْا فِيهِ ، فَإِنْ قِيلَ : لَوْ كَانَ الْمُرَادُ الْوَزْنَ ، لَقَالَ : أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْوَزْنِ ، نَقُولُ : لَوْ قَالَ فِي الْوَزْنِ لَظُنَّ أَنَّ النَّهْيَ مُخْتَصٌّ بِالْوَزْنِ لِلْغَيْرِ لَا بِالِاتِّزَانِ لِلنَّفْسِ ، فَذُكِرَ بِلَفْظِ الْآلَةِ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَى الْأَخْذِ وَالْإِعْطَاءِ ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُعْطِيَ لَوْ وَزَنَ وَرَجَّحَ رُجْحَانًا ظَاهِرًا يَكُونُ قَدْ أَرْبَى ، وَلَا سِيَّمَا فِي الصَّرْفِ وَبَيْعِ الْمِثْلِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ) هُوَ بِمَعْنَى لَا تَطْغَوْا فِي الْوَزْنِ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ ) كَالْبَيَانِ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=8أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ) وَهُوَ الْخُرُوجُ
[ ص: 81 ] عَنْ إِقَامَتِهِ بِالْعَدْلِ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ ) يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَقِيمُوا بِمَعْنَى قُومُوا بِهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=72أَقِيمُوا الصَّلَاةَ ) [ الْأَنْعَامِ : 72 ] أَيْ قُومُوا بِهَا دَوَامًا ، لِأَنَّ الْفِعْلَ تَارَةً يُعَدَّى بِحَرْفِ الْجَرِّ ، وَتَارَةً بِزِيَادَةِ الْهَمْزَةِ ، تَقُولُ : أَذْهَبَهُ وَذَهَبَ بِهِ . ثَانِيهَا : أَنْ يَكُونَ أَقِيمُوا بِمَعْنَى قُومُوا ، يُقَالُ : فِي الْعُودِ أَقَمْتُهُ وَقَوَّمْتُهُ ، وَالْقِسْطُ الْعَدْلُ ، فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ جَاءَ قَسَطَ بِمَعْنَى جَارَ لَا بِمَعْنَى عَدَلَ ؟ نَقُولُ : الْقِسْطُ اسْمٌ لَيْسَ بِمَصْدَرٍ ، وَالْأَسْمَاءُ الَّتِي لَا تَكُونُ مَصَادِرَ إِذَا أَتَى بِهَا آتٍ أَوْ وَجَدَهَا مُوجِدٌ ، يُقَالُ فِيهَا : أَفْعَلَ بِمَعْنَى أَثْبَتَ ، كَمَا قَالَ : فُلَانٌ أَطْرَفَ وَأَتْحَفَ وَأَعْرَفَ بِمَعْنَى جَاءَ بِطُرْفَةٍ وَتُحْفَةٍ وَعُرْفٍ ، وَتَقُولُ : أَقْبَضَ السَّيْفَ بِمَعْنَى أَثْبَتَ لَهُ قَبْضَةً ، وَأَعْلَمَ الثَّوْبَ بِمَعْنَى جَعَلَ لَهُ عَلَمًا ، وَأَعْلَمَ بِمَعْنَى أَثْبَتَ الْعَلَامَةَ ، وَكَذَا أَلْجَمَ الْفَرَسَ وَأَسْرَجَ ، فَإِذَا أَمَرَ بِالْقِسْطِ أَوْ أَثْبَتَهُ فَقَدْ أَقْسَطَ ، وَهُوَ بِمَعْنَى عَدَلَ ، وَأَمَّا قَسَطَ فَهُوَ فَعَلَ مِنَ اسْمٍ لَيْسَ بِمَصْدَرٍ ، وَالِاسْمُ إِذَا لَمْ يَكُنْ مَصْدَرًا فِي الْأَصْلِ ، وَيُورَدُ عَلَيْهِ فِعْلٌ فَرُبَّمَا يُغَيِّرُهُ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي أَصْلِهِ ، مِثَالُهُ الْكَتِفُ إِذَا قُلْتَ : كَتَّفْتُهُ كِتَافًا فَكَأَنَّكَ قُلْتَ : أَخْرَجْتُهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الِانْتِفَاعِ وَغَيَّرْتُهُ ، فَإِنَّ مَعْنَى كَتَّفْتُهُ شَدَدْتُ كَتِفَيْهِ بَعْضَهُمَا إِلَى بَعْضٍ فَهُوَ مَكْتُوفٌ ، فَالْكَتِفُ كَالْقِسْطِ صَارَا مَصْدَرَيْنِ عَنِ اسْمٍ ، وَصَارَ الْفِعْلُ مَعْنَاهُ تَغَيَّرَ عَنِ الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ ، وَعَلَى هَذَا لَا يُحْتَاجُ إِلَى أَنْ يُقَالَ : الْقَاسِطُ وَالْمُقْسِطُ لَيْسَ أَصْلُهُمَا وَاحِدًا وَكَيْفَ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ : أَقْسَطَ بِمَعْنَى أَزَالَ الْقِسْطَ ، كَمَا يُقَالُ : أَشْكَى بِمَعْنَى أَزَالَ الشَّكْوَى أَوْ أَعْجَمَ بِمَعْنَى أَزَالَ الْعُجْمَةَ ، وَهَذَا الْبَحْثُ فِيهِ فَائِدَةٌ فَإِنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ : فُلَانٌ أَقْسَطُ مِنْ فُلَانٍ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ) [ الْبَقَرَةِ : 282 ] وَالْأَصْلُ فِي أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ أَنْ يَكُونَ مِنَ الثُّلَاثِيِّ الْمُجَرَّدِ تَقُولُ : أَظْلَمُ وَأَعْدَلُ مِنْ ظَالِمٍ وَعَادِلٍ ، فَكَذَلِكَ أَقْسَطُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنْ قَاسِطٍ ، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ، لِأَنَّهُ عَلَى مَا بَيَّنَّا الْأَصْلُ الْقِسْطُ ، وَقَسَطَ فِعْلٌ فِيهِ لَا عَلَى الْوَجْهِ ، وَالْإِقْسَاطُ إِزَالَةُ ذَلِكَ ، وَرَدَّ الْقِسْطَ إِلَى أَصْلِهِ ، فَصَارَ أَقْسَطُ مُوَافِقًا لِلْأَصْلِ ، وَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ يُؤْخَذُ مِمَّا هُوَ أَصْلٌ لَا مِنَ الَّذِي فَرْعٌ عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ : أَظْلَمُ مِنْ ظَالِمٍ لَا مِنْ مُتَظَلِّمٍ ، وَأَعْلَمُ مِنْ عَالِمٍ لَا مِنْ مُعَلِّمٍ ، وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْأَقْسَطَ وَإِنْ كَانَ نَظَرًا إِلَى اللَّفْظِ ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِنَ الْقَاسِطِ ، لَكِنَّهُ نَظَرًا إِلَى الْمَعْنَى ، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُقْسِطِ ، لِأَنَّ الْمُقْسِطَ أَقْرَبُ مِنَ الْأَصْلِ الْمُشْتَقِّ وَهُوَ الْقِسْطُ ، وَلَا كَذَلِكَ الظَّالِمُ وَالْمُظْلِمُ ، فَإِنَّ الْأَظْلَمَ صَارَ مُشْتَقًّا مِنَ الظَّالِمِ ، لِأَنَّهُ أَقْرَبُ إِلَى الْأَصْلِ لَفْظًا وَمَعْنًى ، وَكَذَلِكَ الْعَالِمُ وَالْمُعَلِّمُ ، وَالْخَبَرُ وَالْمُخْبِرُ .