(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62ومن دونهما جنتان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=63فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مدهامتان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=65فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فيهما عينان نضاختان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=67فبأي آلاء ربكما تكذبان ) .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=29026_30402ومن دونهما جنتان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=63فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مدهامتان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=65فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فيهما عينان نضاختان nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=67فبأي آلاء ربكما تكذبان ) لما ذكر الجزاء ذكر بعده مثله وهو جنتان أخريان ، وهذا كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [ يونس : 26 ] وفي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62دونهما ) وجهان : أحدهما : دونهما في الشرف ، وهو ما اختاره صاحب الكشاف وقال قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مدهامتان ) مع قوله في الأوليين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ) وقوله في هذه : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66عينان نضاختان ) مع قوله في الأوليين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50عينان تجريان ) لأن النضخ دون الجري ، وقوله في الأوليين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52من كل فاكهة زوجان ) مع قوله في هاتين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=68فاكهة ونخل ورمان ) وقوله في الأوليين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54فرش بطائنها من إستبرق ) حيث ترك ذكر الظهائر لعلوها ورفعتها وعدم إدراك العقول إياها مع قوله في هاتين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=76رفرف خضر ) [ الرحمن : 76 ] دليل عليه ، ولقائل أن يقول : هذا ضعيف لأن عطايا الله في الآخرة
[ ص: 117 ] متتابعة لا يعطي شيئا بعد شيء إلا ويظن الظان أنه ذلك أو خير منه . ويمكن أن يجاب عنه تقريرا لما اختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري أن الجنتين اللتين دون الأوليين لذريتهم الذين ألحقهم الله بهم ولأتباعهم ، ولكنه إنما جعلهما لهم إنعاما عليهم ، أي هاتان الأخريان لكم أسكنوا فيهما من تريدون . الثاني : أن المراد دونهما في المكان كأنهم في جنتين ويطلعوا من فوق على جنتين أخريين دونهما ، ويدل عليه قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=20غرف من فوقها غرف ) [ الزمر : 20 ] الآية . والغرف العالية عندها أفنان ، والغرف التي دونها أرضها مخضرة ، وعلى هذا ففي الآيات لطائف :
الأولى : قال في الأوليين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذواتا أفنان ) وقال في هاتين : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مدهامتان ) أي مخضرتان في غاية الخضرة ، وادهام الشيء أي اسواد لكن لا يستعمل في بعض الأشياء والأرض إذا اخضرت غاية الخضرة تضرب إلى أسود ، ويحتمل أن يقال : الأرض الخالية عن الزرع يقال لها : بياض ، وإذا كانت معمورة يقال لها : سواد أرض كما يقال : سواد البلد ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013766عليكم بالسواد الأعظم ومن كثر سواد قوم فهو منهم والتحقيق فيه أن ابتداء الألوان هو البياض وانتهاءها هو السواد ، فإن الأبيض يقبل كل لون ، والأسود لا يقبل شيئا من الألوان ، ولهذا يطلق الكافر على الأسود ، ولا يطلق على لون آخر ، ولما كانت الخالية عن الزرع متصفة بالبياض والخالية بالسواد فهذا يدل على أنهما تحت الأوليين مكانا ، فهم إذا نظروا إلى ما فوقهم ، يرون الأفنان تظلهم ، وإذا نظروا إلى ما تحتهم يرون الأرض مخضرة ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فيهما عينان نضاختان ) أي فائرتان ماؤهما متحرك إلى جهة فوق ، وأما العينان المتقدمتان فتجريان إلى صوب المؤمنين فكلاهما حركتهما إلى جهة مكان أهل الإيمان ، وأما قول صاحب الكشاف : النضخ دون الجري فغير لازم لجواز أن يكون الجري يسيرا والنضخ قويا كثيرا ، بل المراد أن النضخ فيه الحركة إلى جهة العلو ، والعينان في مكان المؤمنين ، فحركة الماء تكون إلى جهتهم ، فالعينان الأوليان في مكانهم فتكون حركة مائهما إلى صوب المؤمنين جريا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=63فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مُدْهَامَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=65فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=67فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62nindex.php?page=treesubj&link=29026_30402وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=63فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مُدْهَامَّتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=65فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=67فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) لَمَّا ذَكَرَ الْجَزَاءَ ذَكَرَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ وَهُوَ جَنَّتَانِ أُخْرَيَانِ ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=26لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ) [ يُونُسَ : 26 ] وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=62دُونِهِمَا ) وَجْهَانِ : أَحَدُهُمَا : دُونِهِمَا فِي الشَّرَفِ ، وَهُوَ مَا اخْتَارَهُ صَاحِبُ الْكَشَّافِ وَقَالَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مُدْهَامَّتَانِ ) مَعَ قَوْلِهِ فِي الْأُولَيَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) وَقَوْلُهُ فِي هَذِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ) مَعَ قَوْلِهِ فِي الْأُولَيَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=50عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ) لِأَنَّ النَّضْخَ دُونَ الْجَرْيِ ، وَقَوْلُهُ فِي الْأُولَيَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=52مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ ) مَعَ قَوْلِهِ فِي هَاتَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=68فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ ) وَقَوْلُهُ فِي الْأُولَيَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=54فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ) حَيْثُ تَرَكَ ذِكْرَ الظَّهَائِرِ لِعُلُوِّهَا وَرِفْعَتِهَا وَعَدَمِ إِدْرَاكِ الْعُقُولِ إِيَّاهَا مَعَ قَوْلِهِ فِي هَاتَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=76رَفْرَفٍ خُضْرٍ ) [ الرَّحْمَنِ : 76 ] دَلِيلٌ عَلَيْهِ ، وَلِقَائِلٍ أَنْ يَقُولَ : هَذَا ضَعِيفٌ لِأَنَّ عَطَايَا اللَّهِ فِي الْآخِرَةِ
[ ص: 117 ] مُتَتَابِعَةٌ لَا يُعْطِي شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ إِلَّا وَيَظُنُّ الظَّانُّ أَنَّهُ ذَلِكَ أَوْ خَيْرٌ مِنْهُ . وَيُمْكِنُ أَنْ يُجَابَ عَنْهُ تَقْرِيرًا لِمَا اخْتَارَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ أَنَّ الْجَنَّتَيْنِ اللَّتَيْنِ دُونَ الْأُولَيَيْنِ لِذُرِّيَتِهِمُ الَّذِينَ أَلْحَقَهُمُ اللَّهُ بِهِمْ وَلِأَتْبَاعِهِمْ ، وَلَكِنَّهُ إِنَّمَا جَعَلَهُمَا لَهُمْ إِنْعَامًا عَلَيْهِمْ ، أَيْ هَاتَانِ الْأُخْرَيَانِ لَكُمْ أَسْكِنُوا فِيهِمَا مَنْ تُرِيدُونَ . الثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ دُونَهُمَا فِي الْمَكَانِ كَأَنَّهُمْ فِي جَنَّتَيْنِ وَيَطَّلِعُوا مِنْ فَوْقُ عَلَى جَنَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ دُونَهُمَا ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=20غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ ) [ الزُّمَرِ : 20 ] الْآيَةَ . وَالْغُرَفُ الْعَالِيَةُ عِنْدَهَا أَفْنَانٌ ، وَالْغُرَفُ الَّتِي دُونَهَا أَرْضُهَا مُخْضَرَّةٌ ، وَعَلَى هَذَا فَفِي الْآيَاتِ لَطَائِفُ :
الْأُولَى : قَالَ فِي الْأُولَيَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=48ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) وَقَالَ فِي هَاتَيْنِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=64مُدْهَامَّتَانِ ) أَيْ مُخْضَرَّتَانِ فِي غَايَةِ الْخُضْرَةِ ، وَادْهَامَّ الشَّيْءُ أَيِ اسْوَادَّ لَكِنْ لَا يُسْتَعْمَلُ فِي بَعْضِ الْأَشْيَاءِ وَالْأَرْضُ إِذَا اخْضَرَّتْ غَايَةَ الْخُضْرَةِ تَضْرِبُ إِلَى أَسْوَدَ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : الْأَرْضُ الْخَالِيَةُ عَنِ الزَّرْعِ يُقَالُ لَهَا : بَيَاضٌ ، وَإِذَا كَانَتْ مَعْمُورَةً يُقَالُ لَهَا : سَوَادُ أَرْضٍ كَمَا يُقَالُ : سَوَادُ الْبَلَدِ ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013766عَلَيْكُمْ بِالسَّوَادِ الْأَعْظَمِ وَمَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ وَالتَّحْقِيقُ فِيهِ أَنَّ ابْتِدَاءَ الْأَلْوَانِ هُوَ الْبَيَاضُ وَانْتِهَاءَهَا هُوَ السَّوَادُ ، فَإِنَّ الْأَبْيَضَ يَقْبَلُ كُلَّ لَوْنٍ ، وَالْأَسْوَدَ لَا يَقْبَلُ شَيْئًا مِنَ الْأَلْوَانِ ، وَلِهَذَا يُطْلَقُ الْكَافِرُ عَلَى الْأَسْوَدِ ، وَلَا يُطْلَقُ عَلَى لَوْنٍ آخَرَ ، وَلَمَّا كَانَتِ الْخَالِيَةُ عَنِ الزَّرْعِ مُتَّصِفَةً بِالْبَيَاضِ وَالْخَالِيَةُ بِالسَّوَادِ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمَا تَحْتَ الْأُولَيَيْنِ مَكَانًا ، فَهُمْ إِذَا نَظَرُوا إِلَى مَا فَوْقَهُمْ ، يَرَوْنَ الْأَفْنَانَ تُظِلُّهُمْ ، وَإِذَا نَظَرُوا إِلَى مَا تَحْتَهُمْ يَرَوْنَ الْأَرْضَ مُخْضَرَّةً ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=66فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ) أَيْ فَائِرَتَانِ مَاؤُهُمَا مُتَحَرِّكٌ إِلَى جِهَةِ فَوْقُ ، وَأَمَّا الْعَيْنَانِ الْمُتَقَدِّمَتَانِ فَتَجْرِيَانِ إِلَى صَوْبِ الْمُؤْمِنِينَ فَكِلَاهُمَا حَرَكَتُهُمَا إِلَى جِهَةِ مَكَانِ أَهْلِ الْإِيمَانِ ، وَأَمَّا قَوْلُ صَاحِبِ الْكَشَّافِ : النَّضْخُ دُونَ الْجَرْيِ فَغَيْرُ لَازِمٍ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ الْجَرْيُ يَسِيرًا وَالنَّضْخُ قَوِيًّا كَثِيرًا ، بَلِ الْمُرَادُ أَنَّ النَّضْخَ فِيهِ الْحَرَكَةُ إِلَى جِهَةِ الْعُلُوِّ ، وَالْعَيْنَانِ فِي مَكَانِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَحَرَكَةُ الْمَاءِ تَكُونُ إِلَى جِهَتِهِمْ ، فَالْعَيْنَانِ الْأُولَيَانِ فِي مَكَانِهِمْ فَتَكُونُ حَرَكَةُ مَائِهِمَا إِلَى صَوْبِ الْمُؤْمِنِينَ جَرْيًا .