(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=17لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون ) والمراد منه عند بعض المحققين عذاب القبر .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله فلهم عذاب مهين ) وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : قرأ
الحسن : " اتخذوا إيمانهم " بكسر الهمزة ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : هذا على حذف المضاف ، أي
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_30564اتخذوا ظهار إيمانهم جنة عن ظهور نفاقهم وكيدهم للمسلمين ، أو جنة عن أن يقتلهم المسلمون ، فلما أمنوا من القتل اشتغلوا بصد الناس عن الدخول في الإسلام بإلقاء الشبهات في القلوب وتقبيح حال الإسلام .
[ ص: 239 ] المسألة الثانية : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16فلهم عذاب مهين ) أي عذاب الآخرة ، وإنما حملنا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أعد الله لهم عذابا شديدا ) [ المجادلة : 15 ] على عذاب القبر ، وقوله ههنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16فلهم عذاب مهين ) على عذاب الآخرة ، لئلا يلزم التكرار ، ومن الناس من قال : المراد من الكل عذاب الآخرة ، وهو كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=88الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب ) [ النحل : 88 ] .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=17لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) روي أن واحدا منهم قال : لننصرن يوم القيامة بأنفسنا وأولادنا ، فنزلت هذه الآية .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : إن
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30351_28766المنافق يحلف لله يوم القيامة كذبا كما يحلف لأوليائه في الدنيا كذبا .
أما الأول : فكقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين ) [ الأنعام : 23 ] .
وأما الثاني : فهو كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=56ويحلفون بالله إنهم لمنكم ) [ التوبة : 56 ] والمعنى أنهم لشدة توغلهم في النفاق ظنوا يوم القيامة أنه يمكنهم ترويج كذبهم بالأيمان الكاذبة على علام الغيوب ، فكان هذا الحلف الذميم يبقى معهم أبدا ، وإليه الإشارة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه ) [ الأنعام : 28 ] قال
الجبائي والقاضي : إن أهل الآخرة لا يكذبون ، فالمراد من الآية أنهم يحلفون في الآخرة أنا ما كنا كافرين عند أنفسنا ، وعلى هذا الوجه لا يكون هذا الحلف كذبا .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18ألا إنهم هم الكاذبون ) أي في الدنيا ، واعلم أن تفسير الآية بهذا الوجه لا شك أنه يقتضي ركاكة عظيمة في النظم ، وقد استقصينا هذه المسألة في سورة الأنعام في تفسير قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=17لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وَالْمُرَادُ مِنْهُ عِنْدَ بَعْضِ الْمُحَقِّقِينَ عَذَابُ الْقَبْرِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) وَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَرَأَ
الْحَسَنُ : " اتَّخَذُوا إِيمَانَهُمْ " بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : هَذَا عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ ، أَيِ
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30569_30564اتَّخَذُوا ظِهَارَ إِيمَانِهِمْ جُنَّةً عَنْ ظُهُورِ نِفَاقِهِمْ وَكَيْدِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ ، أَوْ جُنَّةً عَنْ أَنْ يَقْتُلَهُمُ الْمُسْلِمُونَ ، فَلَمَّا أَمِنُوا مِنَ الْقَتْلِ اشْتَغَلُوا بِصَدِّ النَّاسِ عَنِ الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ بِإِلْقَاءِ الشُّبُهَاتِ فِي الْقُلُوبِ وَتَقْبِيحِ حَالِ الْإِسْلَامِ .
[ ص: 239 ] الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) أَيْ عَذَابُ الْآخِرَةِ ، وَإِنَّمَا حَمَلْنَا قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=15أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ) [ الْمُجَادِلَةِ : 15 ] عَلَى عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَقَوْلَهُ هَهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=16فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) عَلَى عَذَابِ الْآخِرَةِ ، لِئَلَّا يَلْزَمُ التَّكْرَارُ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ قَالَ : الْمُرَادُ مِنَ الْكُلِّ عَذَابُ الْآخِرَةِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=88الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ ) [ النَّحْلِ : 88 ] .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=17لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) رُوِيَ أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ قَالَ : لَنُنْصَرَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَنْفُسِنَا وَأَوْلَادِنَا ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30563_30351_28766الْمُنَافِقَ يَحْلِفُ لِلَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذِبًا كَمَا يَحْلِفُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي الدُّنْيَا كَذِبًا .
أَمَّا الْأَوَّلُ : فَكَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) [ الْأَنْعَامِ : 23 ] .
وَأَمَّا الثَّانِي : فَهُوَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=56وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ ) [ التَّوْبَةِ : 56 ] وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ لِشِدَّةِ تَوَغُّلِهِمْ فِي النِّفَاقِ ظَنُّوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ يُمْكِنُهُمْ تَرْوِيجُ كَذِبِهِمْ بِالْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ عَلَى عَلَّامِ الْغُيُوبِ ، فَكَانَ هَذَا الْحَلِفُ الذَّمِيمُ يَبْقَى مَعَهُمْ أَبَدًا ، وَإِلَيْهِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=28وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ) [ الْأَنْعَامِ : 28 ] قَالَ
الْجُبَّائِيُّ وَالْقَاضِي : إِنَّ أَهْلَ الْآخِرَةِ لَا يَكْذِبُونَ ، فَالْمُرَادُ مِنَ الْآيَةِ أَنَّهُمْ يَحْلِفُونَ فِي الْآخِرَةِ أَنَّا مَا كُنَّا كَافِرِينَ عِنْدَ أَنْفُسِنَا ، وَعَلَى هَذَا الْوَجْهِ لَا يَكُونُ هَذَا الْحَلِفُ كَذِبًا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=18أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ) أَيْ فِي الدُّنْيَا ، وَاعْلَمْ أَنَّ تَفْسِيرَ الْآيَةِ بِهَذَا الْوَجْهِ لَا شَكَّ أَنَّهُ يَقْتَضِي رَكَاكَةً عَظِيمَةً فِي النَّظْمِ ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْنَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ فِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) .