(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ) ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) وفيه ثلاثة أوجه :
أحدها : يعني أن البأس الشديد الذي يوصفون به إنما يكون إذا كان بعضهم مع بعض ، فأما إذا قاتلوكم لم يبق لهم ذلك البأس والشدة ؛ لأن الشجاع يجبن ، والعز يذل عند محاربة الله ورسوله .
وثانيها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : المعنى أنهم إذا اجتمعوا يقولون : لنفعلن كذا وكذا ، فهم يهددون المؤمنين ببأس شديد من وراء الحيطان والحصون ، ثم يحترزون عن الخروج للقتال فبأسهم فيما بينهم شديد ، لا فيما بينهم وبين المؤمنين .
وثالثها : قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : معناه : بعضهم عدو للبعض ، والدليل على صحة هذا التأويل قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ) يعني تحسبهم في صورتهم مجتمعين على الألفة والمحبة ، أما قلوبهم فشتى ؛ لأن كل أحد منهم على مذهب آخر ، وبينهم عداوة شديدة ، وهذا تشجيع للمؤمنين على قتالهم . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ) فيه وجهان :
الأول : أن ذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون ما فيه الحظ لهم .
والثاني : لا يعقلون أن تشتيت القلوب مما يوهن قواهم .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كمثل الذين من قبلهم قريبا ذاقوا وبال أمرهم ولهم عذاب أليم ) أي مثلهم كمثل
أهل بدر في زمان قريب . فإن قيل : بم انتصب ( قريبا ) ، قلنا : بـ " مثل " ، والتقدير كوجود مثل
أهل بدر (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قريبا ذاقوا وبال أمرهم ) أي : سوء عاقبة كفرهم وعداوتهم لرسول الله ؛ من قولهم : كلأ وبيل ، أي : وخيم سيئ العاقبة ، يعني : ذاقوا عذاب القتل في الدنيا ( ولهم في الآخرة عذاب أليم ) .
[ ص: 253 ] ثم ضرب
nindex.php?page=treesubj&link=31931لليهود والمنافقين مثلا فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين ) أي : مثل
nindex.php?page=treesubj&link=28842المنافقين الذين غروا
بني النضير بقولهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لئن أخرجتم لنخرجن معكم ) ثم خذلوهم وما وفوا بعهدهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ) ثم تبرأ منه في العاقبة ، والمراد إما عموم دعوة الشيطان إلى الكفر ، وإما إغواء الشيطان
قريشا يوم
بدر بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48إني بريء منكم ) [ الأنفال : 48 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ) وَفِيهِ ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ :
أَحَدُهَا : يَعْنِي أَنَّ الْبَأْسَ الشَّدِيدَ الَّذِي يُوصَفُونَ بِهِ إِنَّمَا يَكُونُ إِذَا كَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ ، فَأَمَّا إِذَا قَاتَلُوكُمْ لَمْ يَبْقَ لَهُمْ ذَلِكَ الْبَأْسُ وَالشِّدَّةُ ؛ لِأَنَّ الشُّجَاعَ يَجْبُنُ ، وَالْعِزَّ يَذِلُّ عِنْدَ مُحَارَبَةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
وَثَانِيهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى أَنَّهُمْ إِذَا اجْتَمَعُوا يَقُولُونَ : لَنَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا ، فَهُمْ يُهَدِّدُونَ الْمُؤْمِنِينَ بِبَأْسٍ شَدِيدٍ مِنْ وَرَاءِ الْحِيطَانِ وَالْحُصُونِ ، ثُمَّ يَحْتَرِزُونَ عَنِ الْخُرُوجِ لِلْقِتَالِ فَبَأْسُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ، لَا فِيمَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ .
وَثَالِثُهَا : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : مَعْنَاهُ : بَعْضُهُمْ عَدُوٌّ لِلْبَعْضِ ، وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا التَّأْوِيلِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ) يَعْنِي تَحْسَبُهُمْ فِي صُورَتِهِمْ مُجْتَمِعِينَ عَلَى الْأُلْفَةِ وَالْمَحَبَّةِ ، أَمَّا قُلُوبُهُمْ فَشَتَّى ؛ لِأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ مِنْهُمْ عَلَى مَذْهَبٍ آخَرَ ، وَبَيْنَهُمْ عَدَاوَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَهَذَا تَشْجِيعٌ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى قِتَالِهِمْ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=14ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ) فِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّ ذَلِكَ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ مَا فِيهِ الْحَظُّ لَهُمْ .
وَالثَّانِي : لَا يَعْقِلُونَ أَنَّ تَشْتِيتَ الْقُلُوبِ مِمَّا يُوهِنُ قُوَاهُمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أَيْ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ
أَهْلِ بَدْرٍ فِي زَمَانٍ قَرِيبٍ . فَإِنْ قِيلَ : بِمَ انْتَصَبَ ( قَرِيبًا ) ، قُلْنَا : بِـ " مَثَلِ " ، وَالتَّقْدِيرُ كَوُجُودِ مَثَلِ
أَهْلِ بَدْرٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=15قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ) أَيْ : سُوءَ عَاقِبَةِ كُفْرِهِمْ وَعَدَاوَتِهِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ ؛ مِنْ قَوْلِهِمْ : كَلَأٌ وَبِيلٌ ، أَيْ : وَخِيمٌ سَيِّئُ الْعَاقِبَةِ ، يَعْنِي : ذَاقُوا عَذَابَ الْقَتْلِ فِي الدُّنْيَا ( وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .
[ ص: 253 ] ثُمَّ ضَرَبَ
nindex.php?page=treesubj&link=31931لِلْيَهُودِ وَالْمُنَافِقِينَ مَثَلًا فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) أَيْ : مَثَلُ
nindex.php?page=treesubj&link=28842الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ غَرُّوا
بَنِي النَّضِيرَ بِقَوْلِهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=11لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ) ثُمَّ خَذَلُوهُمْ وَمَا وَفَّوْا بِعَهْدِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=16كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ) ثُمَّ تَبَرَّأَ مِنْهُ فِي الْعَاقِبَةِ ، وَالْمُرَادُ إِمَّا عُمُومُ دَعْوَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى الْكُفْرِ ، وَإِمَّا إِغْوَاءُ الشَّيْطَانِ
قُرَيْشًا يَوْمَ
بَدْرٍ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=48إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ ) [ الْأَنْفَالِ : 48 ] .