(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين ) وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : قال
مقاتل : فكان عاقبة المنافقين
واليهود مثل عاقبة الشيطان والإنسان حيث صارا إلى النار .
المسألة الثانية : قال صاحب الكشاف : قرأ
ابن مسعود "خالدان فيها " على أنه خبر "أن " ، و " في النار " لغو ، وعلى القراءة المشهورة الخبر هو الظرف ، و "خالدين فيها" حال ، وقرئ : "عاقبتهما" بالرفع . ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17وذلك جزاء الظالمين ) أي المشركين ؛ لقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إن الشرك لظلم عظيم ) [ لقمان : 13 ] .
ثم إنه تعالى رجع إلى موعظة المؤمنين فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) . الغد : يوم القيامة ، سماه باليوم الذي يلي يومك تقريبا له ، ثم ذكر النفس والغد على سبيل التنكير . أما الفائدة في تنكير النفس فاستقلال الأنفس التي تنظر فيما قدمت للآخرة ؛ كأنه قال : فلتنظر نفس واحدة في ذلك ، وأما تنكير الغد فلتعظيمه وإبهام أمره ، كأنه قيل : الغد لا يعرف كنهه لعظمه .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ) كرر الأمر
nindex.php?page=treesubj&link=19863بالتقوى تأكيدا ، أو يحمل الأول على أداء الواجبات ، والثاني على ترك المعاصي .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) وفيه وجهان :
الأول : قال المقاتلان : نسوا حق الله فجعلهم ناسين حق أنفسهم حتى لم يسعوا لها بما ينفعهم عنده .
الثاني : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فأنساهم أنفسهم ) أي : أراهم يوم القيامة من الأهوال ما نسوا فيه أنفسهم ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ) [ الحج : 2 ] .
ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19أولئك هم الفاسقون ) والمقصود منه الذم ، واعلم أنه تعالى لما أرشد المؤمنين إلى ما هو مصلحتهم يوم القيامة بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) [ الحشر : 18 ] وهدد الكافرين بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) بين الفرق بين الفريقين فقال :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) وَفِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْمَسْأَلَةُ الْأَوْلَى : قَالَ
مُقَاتِلٌ : فَكَانَ عَاقِبَةُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْيَهُودِ مِثْلَ عَاقِبَةِ الشَّيْطَانِ وَالْإِنْسَانِ حَيْثُ صَارَا إِلَى النَّارِ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ : قَرَأَ
ابْنُ مَسْعُودٍ "خَالِدَانِ فِيهَا " عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ "أَنَّ " ، وَ " فِي النَّارِ " لَغْوٌ ، وَعَلَى الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ الْخَبَرُ هُوَ الظَّرْفُ ، وَ "خَالِدَيْنِ فِيهَا" حَالٌ ، وَقُرِئَ : "عَاقِبَتُهُمَا" بِالرَّفْعِ . ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=17وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ) أَيِ الْمُشْرِكِينَ ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=13إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) [ لُقْمَانَ : 13 ] .
ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَجَعَ إِلَى مَوْعِظَةِ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) . الْغَدُ : يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، سَمَّاهُ بِالْيَوْمِ الَّذِي يَلِي يَوْمَكَ تَقْرِيبًا لَهُ ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّفْسَ وَالْغَدَ عَلَى سَبِيلِ التَّنْكِيرِ . أَمَّا الْفَائِدَةُ فِي تَنْكِيرِ النَّفْسِ فَاسْتِقْلَالُ الْأَنْفُسِ الَّتِي تَنْظُرُ فِيمَا قَدَّمَتْ لِلْآخِرَةِ ؛ كَأَنَّهُ قَالَ : فَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ فِي ذَلِكَ ، وَأَمَّا تَنْكِيرُ الْغَدِ فَلِتَعْظِيمِهِ وَإِبْهَامِ أَمْرِهِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : الْغَدُ لَا يُعْرَفُ كُنْهُهُ لِعِظَمِهِ .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) كَرَّرَ الْأَمْرَ
nindex.php?page=treesubj&link=19863بِالتَّقْوَى تَأْكِيدًا ، أَوْ يُحْمَلُ الْأَوَّلُ عَلَى أَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ ، وَالثَّانِي عَلَى تَرْكِ الْمَعَاصِي .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) وَفِيهِ وَجْهَانِ :
الْأَوَّلُ : قَالَ الْمُقَاتِلَانِ : نَسُوا حَقَّ اللَّهِ فَجَعَلَهُمْ نَاسِينَ حَقَّ أَنْفُسِهِمْ حَتَّى لَمْ يَسْعَوْا لَهَا بِمَا يَنْفَعُهُمْ عِنْدَهُ .
الثَّانِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) أَيْ : أَرَاهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْأَهْوَالِ مَا نَسُوا فِيهِ أَنْفُسَهُمْ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=43لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ ) (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=2وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى ) [ الْحَجِّ : 2 ] .
ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) وَالْمَقْصُودُ مِنْهُ الذَّمُّ ، وَاعْلَمْ أَنَّهُ تَعَالَى لَمَّا أَرْشَدَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى مَا هُوَ مَصْلَحَتُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) [ الْحَشْرِ : 18 ] وَهَدَّدَ الْكَافِرِينَ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) بَيَّنَ الْفَرْقَ بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ فَقَالَ :