(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ) ثم قال تعالى :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )
والمقت هو البغض ، ومن استوجب مقت الله لزمه العذاب ، قال صاحب الكشاف المقت أشد البغض وأبلغه وأفحشه ، وقال
الزجاج : " أن " في موضع رفع و : " مقتا " منصوب على التمييز ، والمعنى : كبر قولكم ما لا تفعلون مقتا عند الله ، وهذا كقوله تعالى : ( كبرت كلمة ) [ الكهف : 5 ] .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=26881_29032إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص )
قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي : يقاتلون بفتح التاء ، وقرئ يقتلون أي يصفون صفا ، والمعنى يصفون أنفسهم عند القتال كأنهم بنيان مرصوص ، قال
الفراء : مرصوص بالرصاص ، يقال : رصصت البناء إذا لاءمت بينه وقاربت حتى يصير كقطعة واحدة ، وقال
الليث : يقال : رصصت البناء إذا ضممته ، والرص انضمام الأشياء بعضها إلى بعض ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يوضع الحجر على الحجر ثم يرص بأحجار صغار ثم يوضع اللبن عليه
[ ص: 271 ] فتسميه
أهل مكة المرصوص ، وقال
أبو إسحاق : أعلم
nindex.php?page=treesubj&link=7862الله تعالى أنه يحب من يثبت في الجهاد ويلزم مكانه كثبوت البناء المرصوص ، وقال : ويجوز أن يكون على أن يستوي شأنهم في حرب عدوهم حتى يكونوا في اجتماع الكلمة ، وموالاة بعضهم بعضا كالبنيان المرصوص ، وقيل : ضرب هذا المثل للثبات ، يعني إذا اصطفوا ثبتوا كالبنيان المرصوص الثابت المستقر ، وقيل : فيه دلالة على
nindex.php?page=treesubj&link=26881فضل القتال راجلا ، لأن العرب يصطفون على هذه الصفة ، ثم المحبة في الظاهر على وجهين :
أحدهما : الرضا عن الخلق .
وثانيها : الثناء عليهم بما يفعلون ، ثم ما وجه تعلق الآية بما قبلها وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كبر مقتا عند الله أن ) نقول تلك الآية
nindex.php?page=treesubj&link=7918مذمة المخالفين في القتال وهم الذين وعدوا بالقتال ولم يقاتلوا ، وهذه الآية محمدة الموافقين في القتال وهم الذين قاتلوا في سبيل الله وبالغوا فيه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ) ثُمَّ قَالَ تَعَالَى :
(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ )
وَالْمَقْتُ هُوَ الْبُغْضُ ، وَمَنِ اسْتَوْجَبَ مَقْتَ اللَّهِ لَزِمَهُ الْعَذَابُ ، قَالَ صَاحِبُ الْكَشَّافِ الْمَقْتُ أَشَدُّ الْبُغْضِ وَأَبْلَغُهُ وَأَفْحَشُهُ ، وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : " أَنْ " فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ وَ : " مَقْتًا " مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ ، وَالْمَعْنَى : كَبُرَ قَوْلُكُمْ مَا لَا تَفْعَلُونَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : ( كَبُرَتْ كَلِمَةً ) [ الْكَهْفِ : 5 ] .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=4nindex.php?page=treesubj&link=26881_29032إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )
قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ : يُقَاتَلُونَ بِفَتْحِ التَّاءِ ، وَقُرِئَ يَقْتُلُونَ أَيْ يَصُفُّونَ صَفًّا ، وَالْمَعْنَى يَصُفُّونَ أَنْفُسَهُمْ عِنْدَ الْقِتَالِ كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَرْصُوصٌ بِالرَّصَاصِ ، يُقَالُ : رَصَصْتُ الْبِنَاءَ إِذَا لَاءَمْتُ بَيْنَهُ وَقَارَبْتُ حَتَّى يَصِيرَ كَقِطْعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَقَالَ
اللَّيْثُ : يُقَالُ : رَصَصْتُ الْبِنَاءَ إِذَا ضَمَمْتَهُ ، وَالرَّصُّ انْضِمَامُ الْأَشْيَاءِ بَعْضِهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُوضَعُ الْحَجْرُ عَلَى الْحَجْرِ ثُمَّ يُرَصُّ بِأَحْجَارٍ صِغَارٍ ثُمَّ يُوضَعُ اللَّبِنُ عَلَيْهِ
[ ص: 271 ] فَتُسَمِّيهِ
أَهْلُ مَكَّةَ الْمَرْصُوصَ ، وَقَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : أَعْلَمَ
nindex.php?page=treesubj&link=7862اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ يُحِبُّ مَنْ يَثْبُتُ فِي الْجِهَادِ وَيَلْزَمُ مَكَانَهُ كَثُبُوتِ الْبَنَّاءِ الْمَرْصُوصِ ، وَقَالَ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَنْ يَسْتَوِيَ شَأْنُهُمْ فِي حَرْبِ عَدُوِّهِمْ حَتَّى يَكُونُوا فِي اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ ، وَمُوَالَاةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ ، وَقِيلَ : ضَرَبَ هَذَا الْمَثَلَ لِلثَّبَاتِ ، يَعْنِي إِذَا اصْطَفُّوا ثَبَتُوا كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ الثَّابِتِ الْمُسْتَقِرِّ ، وَقِيلَ : فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=26881فَضْلِ الْقِتَالِ رَاجِلًا ، لِأَنَّ الْعَرَبَ يَصْطَفُّونَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ ، ثُمَّ الْمَحَبَّةُ فِي الظَّاهِرِ عَلَى وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : الرِّضَا عَنِ الْخَلْقِ .
وَثَانِيهَا : الثَّنَاءُ عَلَيْهِمْ بِمَا يَفْعَلُونَ ، ثُمَّ مَا وَجْهُ تَعَلُّقِ الْآيَةِ بِمَا قَبْلَهَا وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=3كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ ) نَقُولُ تِلْكَ الْآيَةُ
nindex.php?page=treesubj&link=7918مَذَمَّةُ الْمُخَالِفِينَ فِي الْقِتَالِ وَهُمُ الَّذِينَ وَعَدُوا بِالْقِتَالِ وَلَمْ يُقَاتِلُوا ، وَهَذِهِ الْآيَةُ مَحْمَدَةُ الْمُوَافِقِينَ فِي الْقِتَالِ وَهُمُ الَّذِينَ قَاتَلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَبَالَغُوا فِيهِ .