(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ) .
قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29032_7918_7862_31776كونوا أنصار الله ) بإدامة النصرة والثبات عليه ، أي ودوموا على ما أنتم عليه من النصرة ، ويدل عليه قراءة
ابن مسعود : " كونوا أنتم أنصار الله " فأخبر عنهم بذلك ، أي أنصار دين الله وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14كما قال عيسى ابن مريم للحواريين ) أي انصروا دين الله مثل نصرة الحواريين لما قال لهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14من أنصاري إلى الله ) قال
مقاتل ، يعني من يمنعني من الله ، وقال
عطاء : من ينصر دين الله ، ومنهم من قال : أمر الله المؤمنين أن ينصروا
محمدا صلى الله عليه وسلم كما نصر الحواريون
عيسى عليه السلام ، وفيه إشارة إلى أن النصر بالجهاد لا يكون مخصوصا بهذه الأمة ، والحواريون أصفياؤه ، وأول من آمن به ، وكانوا اثني عشر رجلا ، وحواري الرجل صفيه وخلصاؤه ، من الحور وهو البياض الخالص ، وقيل : كانوا قصارين يحورون الثياب ، أي يبيضونها ، وأما الأنصار فعن
قتادة : أن
nindex.php?page=treesubj&link=31576_31411_31776الأنصار كلهم من قريش :
أبو بكر ،
وعمر ،
وعثمان ،
وعلي ،
وحمزة ،
وجعفر ،
nindex.php?page=showalam&ids=5وأبو عبيدة بن الجراح ،
nindex.php?page=showalam&ids=5559وعثمان بن مظعون ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وعبد الرحمن بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وسعد بن أبي وقاص ،
وعثمان بن عوف ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة بن عبيد الله ،
nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير بن العوام ، ثم في الآية مباحث :
البحث الأول : التشبيه محمول على المعنى والمراد كونوا كما كان الحواريون .
الثاني : ما معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14من أنصاري إلى الله ) ؟ نقول : يجب أن يكون معناه مطابقا لجواب الحواريين والذي يطابقه أن يكون المعنى : من عسكري متوجها إلى نصرة الله ، وإضافة ( أنصاري ) خلاف إضافة ( أنصار الله ) لما أن المعنى في الأول : الذين ينصرون الله ، وفي الثاني : الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة الله .
[ ص: 277 ] الثالث : أصحاب
عيسى قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14نحن أنصار الله ) وأصحاب
محمد لم يقولوا هكذا ، نقول : خطاب
عيسى عليه السلام بطريق السؤال فالجواب لازم ، وخطاب
محمد صلى الله عليه وسلم بطريق الإلزام ، فالجواب غير لازم ، بل اللازم هو امتثال هذا الأمر ، وهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14كونوا أنصار الله ) .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) .
قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14nindex.php?page=treesubj&link=29032_7918_7862_31776كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ) بِإِدَامَةِ النُّصْرَةِ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهِ ، أَيْ وَدُومُوا عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ النُّصْرَةِ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قِرَاءَةُ
ابْنِ مَسْعُودٍ : " كُونُوا أَنْتُمْ أَنْصَارَ اللَّهِ " فَأَخْبَرَ عَنْهُمْ بِذَلِكَ ، أَيْ أَنْصَارُ دِينِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ ) أَيِ انْصُرُوا دِينَ اللَّهِ مِثْلَ نُصْرَةِ الْحَوَارِيِّينَ لَمَّا قَالَ لَهُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ) قَالَ
مُقَاتِلٌ ، يَعْنِي مَنْ يَمْنَعُنِي مِنَ اللَّهِ ، وَقَالَ
عَطَاءٌ : مَنْ يَنْصُرُ دِينَ اللَّهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَنْصُرُوا
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا نَصَرَ الْحَوَارِيُّونَ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ النَّصْرَ بِالْجِهَادِ لَا يَكُونُ مَخْصُوصًا بِهَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَالْحَوَارِيُّونَ أَصْفِيَاؤُهُ ، وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ ، وَكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا ، وَحِوَارِيُّ الرَّجُلِ صَفِيُّهُ وَخُلَصَاؤُهُ ، مِنَ الْحَوَرِ وَهُوَ الْبَيَاضُ الْخَالِصُ ، وَقِيلَ : كَانُوا قَصَّارِينَ يُحَوِّرُونَ الثِّيَابَ ، أَيْ يُبَيِّضُونَهَا ، وَأَمَّا الْأَنْصَارُ فَعَنْ
قَتَادَةَ : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=31576_31411_31776الْأَنْصَارَ كُلَّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ :
أَبُو بَكْرٍ ،
وَعُمَرُ ،
وَعُثْمَانُ ،
وَعَلِيٌّ ،
وَحَمْزَةُ ،
وَجَعْفَرٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=5وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=5559وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=38وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=37وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ ،
وَعُثْمَانُ بْنُ عَوْفٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ، ثُمَّ فِي الْآيَةِ مَبَاحِثُ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : التَّشْبِيهُ مَحْمُولٌ عَلَى الْمَعْنَى وَالْمُرَادُ كُونُوا كَمَا كَانَ الْحَوَارِيُّونَ .
الثَّانِي : مَا مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ) ؟ نَقُولُ : يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مُطَابِقًا لِجَوَابِ الْحَوَارِيِّينَ وَالَّذِي يُطَابِقُهُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : مَنْ عَسْكَرِيٍّ مُتَوَجِّهًا إِلَى نُصْرَةِ اللَّهِ ، وَإِضَافَةُ ( أَنْصَارِي ) خِلَافَ إِضَافَةِ ( أَنْصَارُ اللَّهِ ) لِمَا أَنَّ الْمَعْنَى فِي الْأَوَّلِ : الَّذِينَ يَنْصُرُونَ اللَّهَ ، وَفِي الثَّانِي : الَّذِينَ يَخْتَصُّونَ بِي وَيَكُونُونَ مَعِي فِي نُصْرَةِ اللَّهِ .
[ ص: 277 ] الثَّالِثُ : أَصْحَابُ
عِيسَى قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ) وَأَصْحَابُ
مُحَمَّدٍ لَمْ يَقُولُوا هَكَذَا ، نَقُولُ : خِطَابُ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِطَرِيقِ السُّؤَالِ فَالْجَوَابُ لَازِمٌ ، وَخِطَابُ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَرِيقِ الْإِلْزَامِ ، فَالْجَوَابُ غَيْرُ لَازِمٍ ، بَلِ اللَّازِمُ هُوَ امْتِثَالُ هَذَا الْأَمْرِ ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=61&ayano=14كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ ) .