(
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
[ ص: 24 ] ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو وعلى الله فليتوكل المؤمنون )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11إلا بإذن الله ) أي بأمر الله قاله
الحسن ، وقيل : بتقدير الله وقضائه ، وقيل : بإرادة الله تعالى ومشيئته ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما : بعلمه وقضائه وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يهد قلبه ) أي عند المصيبة أو عند الموت أو المرض أو الفقر أو القحط ، ونحو ذلك فيعلم أنها من الله تعالى فيسلم لقضاء الله تعالى ويسترجع ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يهد قلبه ) أي للتسليم لأمر الله ، ونظيره قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156الذين إذا أصابتهم مصيبة ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157وأولئك هم المهتدون ) ، قال أهل المعاني : يهد قلبه للشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء ، وهو معنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما يهد قلبه إلى ما يحب ويرضى وقرئ " نهد قلبه " بالنون وعن
عكرمة " يهد قلبه " بفتح الدال وضم الياء ، وقرئ " يهدأ " قال
الزجاج : هدأ قلبه يهدأ إذا سكن ، والقلب بالرفع والنصب ووجه النصب أن يكون مثل سفه نفسه (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11والله بكل شيء عليم ) يحتمل أن يكون إشارة إلى
nindex.php?page=treesubj&link=19604_28792اطمئنان القلب عند المصيبة ، وقيل (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11عليم ) بتصديق من صدق رسوله فمن صدقه فقد هدى قلبه (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وأطيعوا الرسول ) فيما جاء به من عند الله يعني هونوا المصائب والنوازل
nindex.php?page=treesubj&link=28750_30491واتبعوا الأوامر الصادرة من الله تعالى ، ومن الرسول فيما دعاكم إليه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فإن توليتم ) أي عن إجابة الرسول فيما دعاكم إليه (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54وما على الرسول إلا البلاغ ) [ النور : 54 ] الظاهر والبيان البائن ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13الله لا إله إلا هو ) يحتمل أن يكون هذا من جملة ما تقدم من الأوصاف الحميدة لحضرة الله تعالى من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) فإن من كان موصوفا بهذه الصفات ونحوها فهو الذي لا إله إلا هو ، أي لا معبود إلا هو ولا مقصود إلا هو عليه التوكل في كل باب ، وإليه المرجع والمآب ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) بيان أن المؤمن لا يعتمد إلا عليه ، ولا يتقوى إلا به لما أنه يعتقد أن القادر بالحقيقة ليس إلا هو ، وقال في الكشاف : هذا بعث لرسول الله صلى الله عليه وسلم على التوكل عليه والتقوي به في أمره حتى ينصره على من كذبه وتولى عنه ، فإن قيل كيف يتعلق (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ) بما قبله ويتصل به ؟ نقول : يتعلق بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فآمنوا بالله ورسوله ) لما أن
nindex.php?page=treesubj&link=28792من يؤمن بالله فيصدقه يعلم ألا تصيبه مصيبة إلا بإذن الله .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
[ ص: 24 ] ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) أَيْ بِأَمْرِ اللَّهِ قَالَهُ
الْحَسَنُ ، وَقِيلَ : بِتَقْدِيرِ اللَّهِ وَقَضَائِهِ ، وَقِيلَ : بِإِرَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَشِيئَتِهِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : بِعِلْمِهِ وَقَضَائِهِ وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يَهْدِ قَلْبَهُ ) أَيْ عِنْدِ الْمُصِيبَةِ أَوْ عِنْدَ الْمَوْتِ أَوِ الْمَرَضِ أَوِ الْفَقْرِ أَوِ الْقَحْطِ ، وَنَحْوِ ذَلِكَ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَيُسَلِّمُ لِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَيَسْتَرْجِعُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11يَهْدِ قَلْبَهُ ) أَيْ لِلتَّسْلِيمِ لِأَمْرِ اللَّهِ ، وَنَظِيرُهُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=156الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=157وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) ، قَالَ أَهْلُ الْمَعَانِي : يَهْدِ قَلْبَهُ لِلشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ وَالصَّبْرِ عِنْدَ الْبَلَاءِ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَهْدِ قَلْبَهُ إِلَى مَا يُحِبُّ وَيَرْضَى وَقُرِئَ " نَهْدِ قَلْبَهُ " بِالنُّونِ وَعَنْ
عِكْرِمَةَ " يُهْدَ قَلْبُهُ " بِفَتْحِ الدَّالِ وَضَمِّ الْيَاءِ ، وَقُرِئَ " يَهْدَأُ " قَالَ
الزَّجَّاجُ : هَدَأَ قَلْبُهُ يَهْدَأُ إِذَا سَكَنَ ، وَالْقَلْبُ بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَوَجْهُ النَّصْبِ أَنْ يَكُونَ مِثْلَ سَفِهَ نَفْسَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=19604_28792اطْمِئْنَانِ الْقَلْبِ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ ، وَقِيلَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11عَلِيمٌ ) بِتَصْدِيقِ مَنْ صَدَّقَ رَسُولَهُ فَمَنْ صَدَّقَهُ فَقَدْ هَدَى قَلْبَهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) فِيمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يَعْنِي هَوِّنُوا الْمَصَائِبَ وَالنَّوَازِلَ
nindex.php?page=treesubj&link=28750_30491وَاتَّبِعُوا الْأَوَامِرَ الصَّادِرَةَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمِنَ الرَّسُولِ فِيمَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=12فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) أَيْ عَنْ إِجَابَةِ الرَّسُولِ فِيمَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=54وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ) [ النُّورِ : 54 ] الظَّاهِرُ وَالْبَيَانُ الْبَائِنُ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ) يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ جُمْلَةِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَوْصَافِ الْحَمِيدَةِ لِحَضْرَةِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=1لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) فَإِنَّ مَنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِهَذِهِ الصِّفَاتِ وَنَحْوِهَا فَهُوَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَيْ لَا مَعْبُودَ إِلَّا هُوَ وَلَا مَقْصُودَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ التَّوَكُّلُ فِي كُلِّ بَابٍ ، وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=13وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) بَيَانُ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَعْتَمِدُ إِلَّا عَلَيْهِ ، وَلَا يَتَقَوَّى إِلَّا بِهِ لِمَا أَنَّهُ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْقَادِرَ بِالْحَقِيقَةِ لَيْسَ إِلَّا هُوَ ، وَقَالَ فِي الْكَشَّافِ : هَذَا بَعْثٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى التَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالتَّقَوِّي بِهِ فِي أَمْرِهِ حَتَّى يَنْصُرَهُ عَلَى مَنْ كَذَّبَهُ وَتَوَلَّى عَنْهُ ، فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ يَتَعَلَّقُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=11مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) بِمَا قَبْلَهُ وَيَتَّصِلُ بِهِ ؟ نَقُولُ : يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=8فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ) لِمَا أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28792مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ فَيُصَدِّقُهُ يَعْلَمُ أَلَّا تُصِيبَهُ مُصِيبَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ .