( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم  عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم    ) 
 [ ص: 26 ] ثم قال تعالى : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم  عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم    ) 
اعلم أن قوله : ( إن تقرضوا الله قرضا حسنا    ) أي إن تنفقوا في طاعة الله متقاربين إليه يجزكم بالضعف  لما أنه ( شكور ) يحب المتقربين إلى حضرته ( حليم ) لا يعجل بالعقوبة ( غفور ) يغفر لكم ، والقرض الحسن عند بعضهم هو التصدق من الحلال ، وقيل : هو التصدق بطيبة نفسه ، والقرض هو الذي يرجى مثله وهو الثواب مثل الإنفاق في سبيل الله ، وقال في الكشاف : ذكر القرض تلطف في الاستدعاء وقوله : ( يضاعفه لكم    ) أي يكتب لكم بالواحدة عشرة وسبعمائة إلى ما شاء من الزيادة وقرئ ( يضعفه ) شكور ) مجاز أي يفعل بكم ما يفعل المبالغ في الشكر من عظيم الثواب وكذلك ( حليم ) يفعل بكم ما يفعل من يحلم عن المسيء فلا يعاجلكم بالعذاب مع كثرة ذنوبكم ، ثم لقائل أن يقول : هذه الأفعال مفتقرة إلى العلم والقدرة ، والله تعالى ذكر العلم دون القدرة فقال عالم الغيب ، فنقول قوله : ( العزيز    ) يدل على القدرة من عز إذا غلب و ( الحكيم    ) على الحكمة ، وقيل : العزيز الذي لا يعجزه شيء ، والحكيم الذي لا يلحقه الخطأ في التدبير ، والله تعالى كذلك فيكون عالما قادرا حكيما جل ثناؤه وعظم كبرياؤه ، والله أعلم بالصواب ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وخاتم النبيين سيدنا محمد  وآله وسلم تسليما كثيرا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					