(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا )
[ ص: 31 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن ) أي قاربن انقضاء أجل العدة لا انقضاء أجلهن ، والمراد من بلوغ الأجل هنا مقاربة البلوغ ، وقد مر تفسيره . قال صاحب "الكشاف" : هو آخر العدة ومشارفته ، فأنتم بالخيار إن شئتم فالرجعة والإمساك بالمعروف ، وإن شئتم فترك الرجعة والمفارقة ، وإبقاء الضرار ، وهو أن يراجعها في آخر العدة ، ثم يطلقها تطويلا للعدة وتعذيبا لها .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأشهدوا ذوي عدل منكم ) أي أمروا أن
nindex.php?page=treesubj&link=11782_11811يشهدوا عند الطلاق وعند الرجعة ذوي عدل ، وهذا الإشهاد مندوب إليه عند
nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وأشهدوا إذا تبايعتم ) ( البقرة : 282 ) وعند
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي هو واجب في الرجعة مندوب إليه في الفرقة ، وقيل : فائدة الإشهاد أن لا يقع بينهما التجاحد ، وأن لا يتهم في إمساكها ، ولئلا يموت أحدهما فيدعي الباقي ثبوت الزوجية ليرث ، وقيل : الإشهاد إنما أمروا به للاحتياط مخافة أن تنكر المرأة المراجعة فتنقضي العدة فتنكح زوجا . ثم خاطب الشهداء فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وأقيموا الشهادة ) وهذا أيضا مر تفسيره .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي : من يطلق للعدة يجعل الله له سبيلا إلى الرجعة ، وقال غيره : مخرجا من كل أمر ضاق على الناس ، قال
الكلبي :
nindex.php?page=treesubj&link=19577ومن يصبر على المصيبة يجعل الله له مخرجا من النار إلى الجنة ،
وقرأها النبي صلى الله عليه وسلم فقال : مخرجا من شبهات الدنيا ومن غمرات الموت ، ومن شدائد يوم القيامة ، وقال أكثر أهل التفسير :
أنزل هذا وما بعده في nindex.php?page=showalam&ids=6201عوف بن مالك الأشجعي أسر العدو ابنا له ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر له ذلك وشكا إليه الفاقة ، فقال له : "اتق الله واصبر وأكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله " ففعل الرجل ذلك ، فبينما هو في بيته إذ أتاه ابنه ، وقد غفل عنه العدو ، فأصاب إبلا وجاء بها إلى أبيه ، وقال صاحب "الكشاف" : فبينا هو في بيته ، إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإبل غفل عنها العدو فاستاقها ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ويجوز أنه إن اتقى الله وآثر الحلال والصبر على أهله فتح الله عليه إن كان ذا ضيق (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وقال في "الكشاف" : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله ) جملة اعتراضية مؤكدة لما سبق من إجراء أمر الطلاق على السنة كما مر .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) أي من وثق به فيما ناله كفاه الله ما أهمه ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013839nindex.php?page=treesubj&link=19655من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله " وقرئ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3إن الله بالغ أمره ) بالإضافة ( وبالغ أمره ) أي نافذ أمره ، وقرأ
المفضل : ( بالغا أمره ) ، على أن قوله : ( قد جعل ) خبر ( إن ) ، و( بالغا ) حال . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد في جميع خلقه . والمعنى سيبلغ الله أمره فيما يريد منكم ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3قد جعل الله لكل شيء قدرا ) أي تقديرا وتوقيتا ، وهذا بيان لوجوب التوكل على الله تعالى وتفويض الأمر إليه ، قال
الكلبي ومقاتل : لكل شيء من الشدة والرخاء أجل ينتهي إليه ، قدر الله تعالى ذلك كله لا يقدم
[ ص: 32 ] ولا يؤخر . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد قدرت ما خلقت بمشيئتي ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فإذا بلغن أجلهن ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2مخرجا ) آية ، ومنه إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3قدرا ) آية أخرى عند الأكثر ، وعند الكوفي والمدني المجموع آية واحدة ، ثم في هذه الآية لطيفة : وهي أن التقوى في رعاية أحوال النساء مفتقرة إلى المال ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) وقريب من هذا قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ) ( النور : 32 ) فإن قيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) يدل على عدم الاحتياج للكسب في طلب الرزق ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) ( الجمعة : 10 ) يدل على الاحتياج فكيف هو ؟ نقول : لا يدل على الاحتياج ؛ لأن قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ) للإباحة كما مر ، والإباحة مما ينافي الاحتياج إلى الكسب لما أن الاحتياج مناف للتخيير .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا )
[ ص: 31 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ) أَيْ قَارَبْنَ انْقِضَاءَ أَجَلِ الْعِدَّةِ لَا انْقِضَاءَ أَجَلِهِنَّ ، وَالْمُرَادُ مِنْ بُلُوغِ الْأَجَلِ هُنَا مُقَارَبَةُ الْبُلُوغِ ، وَقَدْ مَرَّ تَفْسِيرُهُ . قَالَ صَاحِبُ "الْكَشَّافِ" : هُوَ آخِرُ الْعِدَّةِ وَمُشَارَفَتُهُ ، فَأَنْتُمْ بِالْخِيَارِ إِنْ شِئْتُمْ فَالرَّجْعَةُ وَالْإِمْسَاكُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَإِنْ شِئْتُمْ فَتَرْكُ الرَّجْعَةِ وَالْمُفَارَقَةُ ، وَإِبْقَاءُ الضِّرَارِ ، وَهُوَ أَنْ يُرَاجِعَهَا فِي آخِرِ الْعِدَّةِ ، ثُمَّ يُطَلِّقَهَا تَطْوِيلًا لِلْعِدَّةِ وَتَعْذِيبًا لَهَا .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) أَيْ أُمِرُوا أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=11782_11811يُشْهِدُوا عِنْدَ الطَّلَاقِ وَعِنْدَ الرَّجْعَةِ ذَوَيْ عَدْلٍ ، وَهَذَا الْإِشْهَادُ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=11990أَبِي حَنِيفَةَ كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=282وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ) ( الْبَقَرَةِ : 282 ) وَعِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ هُوَ وَاجِبٌ فِي الرَّجْعَةِ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ فِي الْفُرْقَةِ ، وَقِيلَ : فَائِدَةُ الْإِشْهَادِ أَنْ لَا يَقَعَ بَيْنَهُمَا التَّجَاحُدُ ، وَأَنْ لَا يُتَّهَمَ فِي إِمْسَاكِهَا ، وَلِئَلَّا يَمُوتَ أَحَدُهُمَا فَيَدَّعِيَ الْبَاقِي ثُبُوتَ الزَّوْجِيَّةِ لِيَرِثَ ، وَقِيلَ : الْإِشْهَادُ إِنَّمَا أُمِرُوا بِهِ لِلِاحْتِيَاطِ مَخَافَةَ أَنْ تُنْكِرَ الْمَرْأَةُ الْمُرَاجَعَةَ فَتَنْقَضِيَ الْعِدَّةُ فَتَنْكِحَ زَوْجًا . ثُمَّ خَاطَبَ الشُّهَدَاءَ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ ) وَهَذَا أَيْضًا مَرَّ تَفْسِيرُهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشَّعْبِيُّ : مَنْ يُطَلِّقْ لِلْعِدَّةِ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ سَبِيلًا إِلَى الرَّجْعَةِ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : مَخْرَجًا مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ضَاقَ عَلَى النَّاسِ ، قَالَ
الْكَلْبِيُّ :
nindex.php?page=treesubj&link=19577وَمَنْ يَصْبِرْ عَلَى الْمُصِيبَةِ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ مَخْرَجًا مِنَ النَّارِ إِلَى الْجَنَّةِ ،
وَقَرَأَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَخْرَجًا مِنْ شُبُهَاتِ الدُّنْيَا وَمِنْ غَمَرَاتِ الْمَوْتِ ، وَمِنْ شَدَائِدِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَقَالَ أَكْثَرُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ :
أُنْزِلَ هَذَا وَمَا بَعْدَهُ فِي nindex.php?page=showalam&ids=6201عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ أَسَرَ الْعَدُوُّ ابْنًا لَهُ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ وَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ ، فَقَالَ لَهُ : "اتَّقِ اللَّهَ وَاصْبِرْ وَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ " فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ فِي بَيْتِهِ إِذْ أَتَاهُ ابْنُهُ ، وَقَدْ غَفَلَ عَنْهُ الْعَدُوُّ ، فَأَصَابَ إِبِلًا وَجَاءَ بِهَا إِلَى أَبِيهِ ، وَقَالَ صَاحِبُ "الْكَشَّافِ" : فَبَيْنَا هُوَ فِي بَيْتِهِ ، إِذْ قَرَعَ ابْنُهُ الْبَابَ وَمَعَهُ مِائَةٌ مِنَ الْإِبِلِ غَفَلَ عَنْهَا الْعَدُوُّ فَاسْتَاقَهَا ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) وَيَجُوزُ أَنَّهُ إِنِ اتَّقَى اللَّهَ وَآثَرَ الْحَلَالَ وَالصَّبْرَ عَلَى أَهْلِهِ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ ذَا ضِيقٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) وَقَالَ فِي "الْكَشَّافِ" : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ ) جُمْلَةٌ اعْتِرَاضِيَّةٌ مُؤَكِّدَةٌ لِمَا سَبَقَ مِنْ إِجْرَاءِ أَمْرِ الطَّلَاقِ عَلَى السُّنَّةِ كَمَا مَرَّ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) أَيْ مَنْ وَثِقَ بِهِ فِيمَا نَالَهُ كَفَاهُ اللَّهُ مَا أَهَمَّهُ ، وَلِذَلِكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=16013839nindex.php?page=treesubj&link=19655مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى النَّاسِ فَلْيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " وَقُرِئَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ) بِالْإِضَافَةِ ( وَبَالِغٌ أَمْرَهُ ) أَيْ نَافِذٌ أَمْرَهُ ، وَقَرَأَ
الْمُفَضَّلُ : ( بَالِغًا أَمْرَهُ ) ، عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( قَدْ جَعَلَ ) خَبَرُ ( إِنَّ ) ، وَ( بَالِغًا ) حَالٌ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ فِي جَمِيعِ خَلْقِهِ . وَالْمَعْنَى سَيُبْلِغُ اللَّهُ أَمْرَهُ فِيمَا يُرِيدُ مِنْكُمْ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) أَيْ تَقْدِيرًا وَتَوْقِيتًا ، وَهَذَا بَيَانٌ لِوُجُوبِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَتَفْوِيضِ الْأَمْرِ إِلَيْهِ ، قَالَ
الْكَلْبِيُّ وَمُقَاتِلٌ : لِكُلِّ شَيْءٍ مِنَ الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ أَجَلٌ يَنْتَهِي إِلَيْهِ ، قَدَّرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ كُلَّهُ لَا يُقَدَّمُ
[ ص: 32 ] وَلَا يُؤَخَّرُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ قَدَّرْتُ مَا خَلَقْتُ بِمَشِيئَتِي ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2مَخْرَجًا ) آيَةٌ ، وَمِنْهُ إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3قَدْرًا ) آيَةٌ أُخْرَى عِنْدَ الْأَكْثَرِ ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّ وَالْمَدَنِيِّ الْمَجْمُوعُ آيَةٌ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَطِيفَةٌ : وَهِيَ أَنَّ التَّقْوَى فِي رِعَايَةِ أَحْوَالِ النِّسَاءِ مُفْتَقِرَةٌ إِلَى الْمَالِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=2وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ) وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=32إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ( النُّورِ : 32 ) فَإِنْ قِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=3وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) يَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الِاحْتِيَاجِ لِلْكَسْبِ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) ( الْجُمُعَةِ : 10 ) يَدُلُّ عَلَى الِاحْتِيَاجِ فَكَيْفَ هُوَ ؟ نَقُولُ : لَا يَدُلُّ عَلَى الِاحْتِيَاجِ ؛ لِأَنَّ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=10فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ) لِلْإِبَاحَةِ كَمَا مَرَّ ، وَالْإِبَاحَةُ مِمَّا يُنَافِي الِاحْتِيَاجَ إِلَى الْكَسْبِ لِمَا أَنَّ الِاحْتِيَاجَ مُنَافٍ لِلتَّخْيِيرِ .