(
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا )
[ ص: 40 ] قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4إن تتوبا إلى الله ) خطاب
nindex.php?page=showalam&ids=25لعائشة وحفصة على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في معاتبتهما
nindex.php?page=treesubj&link=31396_23680والتوبة من التعاون على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيذاء (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فقد صغت قلوبكما ) أي عدلت ومالت عن الحق ، وهو حق الرسول عليه الصلاة والسلام ، وذلك حق عظيم يوجد فيه استحقاق العتاب بأدنى تقصير ، وجواب الشرط محذوف للعلم به على تقدير : كان خيرا لكما ، والمراد بالجمع في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4قلوبكما ) التثنية ، قال
الفراء : وإنما اختير الجمع على التثنية ؛ لأن أكثر ما يكون عليه الجوارح اثنان اثنان في الإنسان كاليدين والرجلين والعينين ، فلما جرى أكثره على ذلك ذهب بالواحد منه إذا أضيف إلى اثنين مذهب الاثنين ، وقد مر هذا ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وإن تظاهرا عليه ) أي وإن تعاونا على النبي صلى الله عليه وسلم بالإيذاء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فإن الله هو مولاه ) أي لم يضره ذلك التظاهر منكما و ( مولاه ) أي وليه وناصره ( وجبريل ) رأس الكروبيين ، قرن ذكره بذكره مفردا له من الملائكة تعظيما له وإظهارا لمكانته (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وصالح المؤمنين ) . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : يريد
أبا بكر وعمر مواليين النبي صلى الله عليه وسلم على من عاداه ، وناصرين له ، وهو قول المقاتلين ، وقال
الضحاك : خيار المؤمنين ، وقيل : من صلح من المؤمنين ، أي كل من آمن وعمل صالحا ، وقيل : من برئ منهم من النفاق ، وقيل : الأنبياء كلهم ، وقيل : الخلفاء وقيل : الصحابة ، وصالح ههنا ينوب عن الجمع ، ويجوز أن يراد به الواحد والجمع ، وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4والملائكة بعد ذلك ) أي بعد حضرة الله
وجبريل وصالح المؤمنين ( ظهير ) أي فوج مظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأعوان له وظهير في معنى الظهراء ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وحسن أولئك رفيقا ) ( النساء : 69 ) قال
الفراء : والملائكة بعد نصرة هؤلاء ظهير ، قال
أبو علي : وقد جاء فعيل مفردا يراد به الكثرة كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل حميم حميما nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يبصرونهم ) ( المعارج : 10 ، 11 ) ثم خوف نساءه بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ) قال المفسرون : عسى من الله واجب ، وقرأ أهل
الكوفة (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5أن يبدله ) بالتخفيف ، ثم إنه تعالى كان عالما أنه لا يطلقهن لكن أخبر عن قدرته أنه إن طلقهن أبدله خيرا منهن تخويفا لهن ، والأكثر في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5طلقكن ) الإظهار ، وعن
أبي عمرو إدغام القاف في الكاف ؛ لأنهما من حروف الفم ، ثم وصف الأزواج اللاتي كان يبدله فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مسلمات ) أي خاضعات لله بالطاعة (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مؤمنات ) مصدقات بتوحيد الله تعالى مخلصات (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5قانتات ) طائعات ، وقيل : قائمات بالليل للصلاة ، وهذا أشبه ؛ لأنه ذكر السائحات بعد هذا والسائحات الصائمات ، فلزم أن يكون قيام الليل مع صيام النهار ، وقرئ ( سيحات ) ، وهي أبلغ وقيل للصائم : سائح لأن السائح لا زاد معه ، فلا يزال ممسكا إلى أن يجد من يطعمه فشبه بالصائم الذي يمسك إلى أن يجيء وقت إفطاره ، وقيل : سائحات : مهاجرات ، ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثيبات وأبكارا ) ؛ لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة بعضها من الثيب وبعضها من الأبكار ، فالذكر على حسب ما وقع ، وفيه إشارة إلى أن
nindex.php?page=treesubj&link=21393_21398تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ليس على حسب الشهوة والرغبة ، بل على حسب ابتغاء مرضات الله تعالى وفي الآية مباحث :
البحث الأول : قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4بعد ذلك ) تعظيم للملائكة ومظاهرتهم ، وقرئ ( تظاهرا ) و ( تتظاهرا ) و ( تظهرا ) .
البحث الثاني : كيف يكون المبدلات خيرا منهن ، ولم يكن على وجه الأرض نساء خير من أمهات المؤمنين ؟ نقول : إذا طلقهن الرسول لعصيانهن له ، وإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة ، وكان غيرهن من الموصوفات بهذه الأوصاف مع الطاعة لرسول الله خيرا منهن .
[ ص: 41 ]
البحث الثالث : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مسلمات مؤمنات ) يوهم التكرار ، والمسلمات والمؤمنات على السواء ؟ نقول :
nindex.php?page=treesubj&link=28632الإسلام هو التصديق باللسان nindex.php?page=treesubj&link=28655والإيمان هو التصديق بالقلب ، وقد لا يتوافقان فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مسلمات مؤمنات ) تحقيق للتصديق بالقلب واللسان .
البحث الرابع : قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثيبات وأبكارا ) بواو العطف ، ولم يقل : فيما عداهما بواو العطف ، نقول : قال في "الكشاف" : إنها صفتان متنافيتان ، لا يجتمعن فيهما اجتماعهن في سائر الصفات .
البحث الخامس : ذكر الثيبات في مقام المدح وهي من جملة ما يقلل رغبة الرجال إليهن . نقول : يمكن أن يكون البعض من الثيب خيرا بالنسبة إلى البعض من الأبكار عند الرسول لاختصاصهن بالمال والجمال ، أو النسب ، أو المجموع مثلا ، وإذا كان كذلك فلا يقدح ذكر الثيب في المدح لجواز أن يكون المراد مثل ما ذكرناه من الثيب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا )
[ ص: 40 ] قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ ) خِطَابٌ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ لِيَكُونَ أَبْلَغَ فِي مُعَاتَبَتِهِمَا
nindex.php?page=treesubj&link=31396_23680وَالتَّوْبَةِ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِيذَاءِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ) أَيْ عَدَلَتْ وَمَالَتْ عَنِ الْحَقِّ ، وَهُوَ حَقُّ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَذَلِكَ حَقٌّ عَظِيمٌ يُوجَدُ فِيهِ اسْتِحْقَاقُ الْعِتَابِ بِأَدْنَى تَقْصِيرٍ ، وَجَوَابُ الشَّرْطِ مَحْذُوفٌ لِلْعِلْمِ بِهِ عَلَى تَقْدِيرِ : كَانَ خَيْرًا لَكُمَا ، وَالْمُرَادُ بِالْجَمْعِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4قُلُوبُكُمَا ) التَّثْنِيَةُ ، قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَإِنَّمَا اخْتِيرَ الْجَمْعُ عَلَى التَّثْنِيَةِ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يَكُونُ عَلَيْهِ الْجَوَارِحُ اثْنَانِ اثْنَانِ فِي الْإِنْسَانِ كَالْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ وَالْعَيْنَيْنِ ، فَلَمَّا جَرَى أَكْثَرُهُ عَلَى ذَلِكَ ذُهِبَ بِالْوَاحِدِ مِنْهُ إِذَا أُضِيفَ إِلَى اثْنَيْنِ مَذْهَبُ الِاثْنَيْنِ ، وَقَدْ مَرَّ هَذَا ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ ) أَيْ وَإِنْ تَعَاوَنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْإِيذَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ ) أَيْ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ التَّظَاهُرُ مِنْكُمَا وَ ( مَوْلَاهُ ) أَيْ وَلِيُّهُ وَنَاصِرُهُ ( وَجِبْرِيلُ ) رَأْسُ الْكَرُوبِيِّينَ ، قَرَنَ ذِكْرَهُ بِذِكْرِهِ مُفْرِدًا لَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَعْظِيمًا لَهُ وَإِظْهَارًا لِمَكَانَتِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : يُرِيدُ
أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مُوَالِيَيْنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْ عَادَاهُ ، وَنَاصِرَيْنِ لَهُ ، وَهُوَ قَوْلُ الْمُقَاتِلِينَ ، وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : خِيَارُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقِيلَ : مَنْ صَلَحَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَيْ كُلُّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ، وَقِيلَ : مَنْ بَرِئَ مِنْهُمْ مِنَ النِّفَاقِ ، وَقِيلَ : الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ ، وَقِيلَ : الْخُلَفَاءُ وَقِيلَ : الصَّحَابَةُ ، وَصَالِحُ هَهُنَا يَنُوبُ عَنِ الْجَمْعِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ) أَيْ بَعْدَ حَضْرَةِ اللَّهِ
وَجِبْرِيلَ وَصَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ ( ظَهِيرٌ ) أَيْ فَوْجٌ مَظَاهِرٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَعْوَانٌ لَهُ وَظَهِيرٌ فِي مَعْنَى الظُّهَرَاءِ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ) ( النِّسَاءِ : 69 ) قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ نُصْرَةِ هَؤُلَاءِ ظَهِيرٌ ، قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ : وَقَدْ جَاءَ فَعِيلٌ مُفْرَدًا يُرَادُ بِهِ الْكَثْرَةُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=11يُبَصَّرُونَهُمْ ) ( الْمَعَارِجِ : 10 ، 11 ) ثُمَّ خَوَّفَ نِسَاءَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ) قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : عَسَى مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ ، وَقَرَأَ أَهْلُ
الْكُوفَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5أَنْ يُبْدِلَهُ ) بِالتَّخْفِيفِ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى كَانَ عَالِمًا أَنَّهُ لَا يُطَلِّقُهُنَّ لَكِنْ أَخْبَرَ عَنْ قُدْرَتِهِ أَنَّهُ إِنْ طَلَّقَهُنَّ أَبْدَلَهُ خَيْرًا مِنْهُنَّ تَخْوِيفًا لَهُنَّ ، وَالْأَكْثَرُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5طَلَّقَكُنَّ ) الْإِظْهَارُ ، وَعَنْ
أَبِي عَمْرٍو إِدْغَامُ الْقَافِ فِي الْكَافِ ؛ لِأَنَّهُمَا مِنْ حُرُوفِ الْفَمِ ، ثُمَّ وَصَفَ الْأَزْوَاجَ اللَّاتِي كَانَ يُبْدِلُهُ فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مُسْلِمَاتٍ ) أَيْ خَاضِعَاتٍ لِلَّهِ بِالطَّاعَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مُؤْمِنَاتٍ ) مُصَدِّقَاتٍ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ تَعَالَى مُخْلِصَاتٍ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5قَانِتَاتٍ ) طَائِعَاتٍ ، وَقِيلَ : قَائِمَاتٍ بِاللَّيْلِ لِلصَّلَاةِ ، وَهَذَا أَشْبَهُ ؛ لِأَنَّهُ ذَكَرَ السَّائِحَاتِ بَعْدَ هَذَا وَالسَّائِحَاتُ الصَّائِمَاتُ ، فَلَزِمَ أَنْ يَكُونَ قِيَامُ اللَّيْلِ مَعَ صِيَامِ النَّهَارِ ، وَقُرِئَ ( سَيِّحَاتٍ ) ، وَهِيَ أَبْلَغُ وَقِيلَ لِلصَّائِمِ : سَائِحٌ لِأَنَّ السَّائِحَ لَا زَادَ مَعَهُ ، فَلَا يَزَالُ مُمْسِكًا إِلَى أَنْ يَجِدَ مَنْ يُطْعِمُهُ فَشُبِّهَ بِالصَّائِمِ الَّذِي يُمْسِكُ إِلَى أَنْ يَجِيءَ وَقْتُ إِفْطَارِهِ ، وَقِيلَ : سَائِحَاتٍ : مُهَاجِرَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) ؛ لِأَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ بَعْضُهَا مِنَ الثَّيِّبِ وَبَعْضُهَا مِنَ الْأَبْكَارِ ، فَالذِّكْرُ عَلَى حَسَبِ مَا وَقَعَ ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21393_21398تَزَوُّجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ عَلَى حَسَبِ الشَّهْوَةِ وَالرَّغْبَةِ ، بَلْ عَلَى حَسَبِ ابْتِغَاءِ مَرْضَاتِ اللَّهِ تَعَالَى وَفِي الْآيَةِ مَبَاحِثُ :
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ : قَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=4بَعْدَ ذَلِكَ ) تَعْظِيمٌ لِلْمَلَائِكَةِ وَمُظَاهَرَتِهِمْ ، وَقُرِئَ ( تَظَاهَرَا ) وَ ( تَتَظَاهَرَا ) وَ ( تَظْهَرَا ) .
الْبَحْثُ الثَّانِي : كَيْفَ يَكُونُ الْمُبْدَلَاتُ خَيْرًا مِنْهُنَّ ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ نِسَاءٌ خَيْرٌ مِنْ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ؟ نَقُولُ : إِذَا طَلَّقَهُنَّ الرَّسُولُ لِعِصْيَانِهِنَّ لَهُ ، وَإِيذَائِهِنَّ إِيَّاهُ لَمْ يَبْقِينَ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ ، وَكَانَ غَيْرُهُنَّ مِنَ الْمَوْصُوفَاتِ بِهَذِهِ الْأَوْصَافِ مَعَ الطَّاعَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ خَيْرًا مِنْهُنَّ .
[ ص: 41 ]
الْبَحْثُ الثَّالِثُ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ ) يُوهِمُ التَّكْرَارَ ، وَالْمُسْلِمَاتُ وَالْمُؤْمِنَاتُ عَلَى السَّوَاءِ ؟ نَقُولُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28632الْإِسْلَامُ هُوَ التَّصْدِيقُ بِاللِّسَانِ nindex.php?page=treesubj&link=28655وَالْإِيمَانُ هُوَ التَّصْدِيقُ بِالْقَلْبِ ، وَقَدْ لَا يَتَوَافَقَانِ فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ ) تَحْقِيقٌ لِلتَّصْدِيقِ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ .
الْبَحْثُ الرَّابِعُ : قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=66&ayano=5ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) بِوَاوِ الْعَطْفِ ، وَلَمْ يَقُلْ : فِيمَا عَدَاهُمَا بِوَاوِ الْعَطْفِ ، نَقُولُ : قَالَ فِي "الْكَشَّافِ" : إِنَّهَا صِفَتَانِ مُتَنَافِيَتَانِ ، لَا يَجْتَمِعْنَ فِيهِمَا اجْتِمَاعَهُنَّ فِي سَائِرِ الصِّفَاتِ .
الْبَحْثُ الْخَامِسُ : ذَكَرَ الثَّيِّبَاتِ فِي مَقَامِ الْمَدْحِ وَهِيَ مِنْ جُمْلَةِ مَا يُقَلِّلُ رَغْبَةَ الرِّجَالِ إِلَيْهِنَّ . نَقُولُ : يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ الْبَعْضُ مِنَ الثَّيِّبِ خَيْرًا بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْبَعْضِ مِنَ الْأَبْكَارِ عِنْدَ الرَّسُولِ لِاخْتِصَاصِهِنَّ بِالْمَالِ وَالْجَمَالِ ، أَوِ النَّسَبِ ، أَوِ الْمَجْمُوعِ مَثَلًا ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَلَا يَقْدَحُ ذِكْرُ الثَّيِّبِ فِي الْمَدْحِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِثْلَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنَ الثَّيِّبِ .