(
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=26236_29038قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم ) .
اعلم أن هذا الجواب هو من النوع الثاني مما قاله الكفار
لمحمد صلى الله عليه وسلم حين خوفهم بعذاب الله ، يروى أن كفار
مكة كانوا يدعون على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المؤمنين بالهلاك ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون ) ( الطور : 30 ) وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا ) ( الفتح : 12 ) ثم إنه تعالى أجاب عن ذلك من وجهين :
الوجه الأول : هو هذه الآية ، والمعنى قل لهم : إن الله تعالى سواء أهلكني بالإماتة أو رحمني بتأخير الأجل ، فأي راحة لكم في ذلك ، وأي منفعة لكم فيه ، ومن الذي يجيركم من عذاب الله إذا نزل بكم ، أتظنون أن الأصنام تجيركم أو غيرها ، فإذا علمتم أن لا مجير لكم فهلا تمسكتم بما يخلصكم من العذاب وهو العلم بالتوحيد والنبوة والبعث .
الوجه الثاني : في الجواب قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين )
والمعنى أنه الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فيعلم أنه
nindex.php?page=treesubj&link=26236لا يقبل دعاءكم وأنتم أهل الكفر والعناد في حقنا ، مع أنا آمنا به ولم نكفر به كما كفرتم ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29وعليه توكلنا ) لا على غيره كما فعلتم أنتم حيث توكلتم على رجالكم وأموالكم ، وقرئ ( فستعلمون ) على المخاطبة ، وقرئ بالياء ليكون على وفق قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28فمن يجير الكافرين ) .
واعلم أنه لما ذكر أنه
nindex.php?page=treesubj&link=28679_19648يجب أن يتوكل عليه لا على غيره ، وذكر الدليل عليه ، فقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين )
والمقصود أن
nindex.php?page=treesubj&link=29485_32409يجعلهم مقرين ببعض نعمه ليريهم قبح ما هم عليه من الكفر ، أي أخبروني إن صار ماؤكم ذاهبا في الأرض فمن يأتيكم بماء معين ، فلا بد وأن يقولوا : هو الله ، فيقال لهم حينئذ : فلم تجعلون من لا يقدر على شيء أصلا شريكا له في المعبودية ؟ وهو كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أفرأيتم الماء الذي تشربون nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=69أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ) ( الواقعة : 68 ، 69 ) ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30غورا ) أي غائرا ذاهبا في الأرض يقال : غار الماء يغور غورا ، إذا نضب وذهب في الأرض ، والغور ههنا بمعنى الغائر سمي بالمصدر كما يقال : رجل عدل ورضا ، والمعين الظاهر الذي تراه العيون فهو من مفعول العين كمبيع ، وقيل : المعين الجاري من العيون من الإمعان في الجري كأنه قيل : ممعن في الجري ، والله سبحانه وتعالى أعلم ، وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28nindex.php?page=treesubj&link=26236_29038قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ) .
اعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْجَوَابَ هُوَ مِنَ النَّوْعِ الثَّانِي مِمَّا قَالَهُ الْكُفَّارُ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَوَّفَهُمْ بِعَذَابِ اللَّهِ ، يُرْوَى أَنَّ كَفَّارَ
مَكَّةَ كَانُوا يَدْعُونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِالْهَلَاكِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=52&ayano=30أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ) ( الطُّورِ : 30 ) وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا ) ( الْفَتْحِ : 12 ) ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى أَجَابَ عَنْ ذَلِكَ مِنْ وَجْهَيْنِ :
الْوَجْهُ الْأَوَّلُ : هُوَ هَذِهِ الْآيَةُ ، وَالْمَعْنَى قُلْ لَهُمْ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى سَوَاءٌ أَهْلَكَنِي بِالْإِمَاتَةِ أَوْ رَحِمَنِي بِتَأْخِيرِ الْأَجَلِ ، فَأَيُّ رَاحَةٍ لَكُمْ فِي ذَلِكَ ، وَأَيُّ مَنْفَعَةٍ لَكُمْ فِيهِ ، وَمَنِ الَّذِي يُجِيرُكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ إِذَا نَزَلَ بِكُمْ ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ الْأَصْنَامَ تُجِيرُكُمْ أَوْ غَيْرَهَا ، فَإِذَا عَلِمْتُمْ أَنْ لَا مُجِيرَ لَكُمْ فَهَلَّا تَمَسَّكْتُمْ بِمَا يُخَلِّصُكُمْ مِنَ الْعَذَابِ وَهُوَ الْعِلْمُ بِالتَّوْحِيدِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْبَعْثِ .
الْوَجْهُ الثَّانِي : فِي الْجَوَابِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
وَالْمَعْنَى أَنَّهُ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَيَعْلَمُ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=26236لَا يَقْبَلُ دُعَاءَكُمْ وَأَنْتُمْ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ فِي حَقِّنَا ، مَعَ أَنَّا آمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَكْفُرْ بِهِ كَمَا كَفَرْتُمْ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=29وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ) لَا عَلَى غَيْرِهِ كَمَا فَعَلْتُمْ أَنْتُمْ حَيْثُ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى رِجَالِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَقُرِئَ ( فَسَتَعْلَمُونَ ) عَلَى الْمُخَاطَبَةِ ، وَقُرِئَ بِالْيَاءِ لِيَكُونَ عَلَى وَفْقِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=28فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ ) .
وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَمَّا ذَكَرَ أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28679_19648يَجِبُ أَنْ يُتَوَكَّلَ عَلَيْهِ لَا عَلَى غَيْرِهِ ، وَذَكَرَ الدَّلِيلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ )
وَالْمَقْصُودُ أَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=29485_32409يَجْعَلَهُمْ مُقِرِّينَ بِبَعْضِ نِعَمِهِ لِيُرِيَهُمْ قُبْحَ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْكُفْرِ ، أَيْ أَخْبِرُونِي إِنْ صَارَ مَاؤُكُمْ ذَاهِبًا فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ، فَلَا بُدَّ وَأَنْ يَقُولُوا : هُوَ اللَّهُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ حِينَئِذٍ : فَلِمَ تَجْعَلُونَ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ أَصْلًا شَرِيكًا لَهُ فِي الْمَعْبُودِيَّةِ ؟ وَهُوَ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=68أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=69أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ) ( الْوَاقِعَةِ : 68 ، 69 ) ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=30غَوْرًا ) أَيْ غَائِرًا ذَاهِبًا فِي الْأَرْضِ يُقَالُ : غَارَ الْمَاءُ يَغُورُ غَوْرًا ، إِذَا نَضَبَ وَذَهَبَ فِي الْأَرْضِ ، وَالْغَوْرُ هَهُنَا بِمَعْنَى الْغَائِرِ سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ كَمَا يُقَالُ : رَجُلٌ عَدْلٌ وَرِضًا ، وَالْمَعِينُ الظَّاهِرُ الَّذِي تَرَاهُ الْعُيُونُ فَهُوَ مِنْ مَفْعُولِ الْعَيْنِ كَمَبِيعٍ ، وَقِيلَ : الْمَعِينُ الْجَارِي مِنَ الْعُيُونِ مِنَ الْإِمْعَانِ فِي الْجَرْيِ كَأَنَّهُ قِيلَ : مُمْعِنٌ فِي الْجَرْيِ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .